جاء مصطفى كامل بشحنة وطنية ألهبت الشعور الوطنى خاصة فى صفوف طلاب المدارس الثانوية والكليات, وهو ما لم يعجب السيياسيين والانجليز فكانوا دائما ما يضطهدون الطلاب المشتغلين بالعمل السياسى وكان هذا التعليق من مجلة "كل شيء والدنيا"عام 1927 يقترح فيه احد المواطنين جمع الطلاب المشتغلين بالسياسة فى مدرسة للمشاغبين. جرت أخيراً مشادة بين ناظر مدرسة «السعيدية» الثانوية بالجيزة «ضواحي القاهرة» وفريق من التلاميذ أدت إلي تدخل البوليس وتعطيل الدراسة وعقاب فريق من التلاميذ، فأضرب غيرهم من تلاميذ المدارس الأخري احتجاجاً علي ما حدث في السعيدية وشلت حركة التعليم نحو أسبوع. وعلي أثر ذلك نشرت إحدي الصحف أنه بالنظر إلي ضيق أكثر المدارس الثانوية بالقاهرة بمن فيها من التلاميذ تقرر إنشاء مدرسة ثانوية جديدة. ويقول الواقفون علي ما يجري وراء الستار إن المدرسة المزمع إنشاؤها ستكون قاصرة علي طبقة معينة من التلاميذ: هم جماعة المشاغبين السياسيين الذين اشتهروا بإغراء إخوانهم علي الإضراب والمظاهرات في كل حركة سياسية، وأنه سينتخب لها من الأساتذة والضباط من يعرفون كيف يعاملون التلاميذ بالشدة. فإذا تم هذا المشروع كان لنا إذن «إصلاحية للسياسيين» علي مثال «إصلاحية الأحداث» ولا يبعد أن يتهافت عليها التلاميذ، لأن الاشتغال بالسياسة أصبح مفخرة للشبيبة. وسيكون من وراء اجتماع هؤلاء السياسيين نتيجة عملية هي قدرتهم كل ساعة علي تدبير الخطط وإعداد الأخصائيين لإذاعتها بين إخوانهم. ولا يبعد أن تكون المدرسة المنتظرة نواة لفرع في الجامعة لتدريس العلوم السياسية وقيادة الجماعات البرلمانية.