أحيت حركة فتح الفلسطينية في سوريا، الذكرى ال51 لانطلاقتها، بحضور فصائلي فلسطيني وممثلين عن النظام السوري وحزب "البعث"، بالإضافة إلى قيادات من الحركة من الضفة الغربية، وسط تواجد أمني وعسكري مكثف. ففي صالة "الجلاء" وسط العاصمة السورية دمشق، عُلقت صورتان كبيرتان للرئيس السوري بشار الأسد ورئيس السلطة محمود عباس، حيث أقامت حركة "فتح" مهرجانا مركزيا بحضور قيادات فلسطينية وسورية، من بينها: عضو اللجنة المركزية جمال محيسن، والسفير الفلسطيني في سوريا عماد الخالدي، وعضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي أركان الشوفي. وشدد القيادي في حركة فتح، جمال محيسن، في كلمة ألقاها على ما يعانيه الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال المتواصلة، واصفا بنيامين نتنياهو ب"النازي الجديد وهتلر العصر"، الذي يعطي أوامر لجيشه بالقتل لأي فلسطيني لمجرد أن يشتبه به، ويتلقى كل الدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي وصفها بأنها "زعيمة الإرهاب العالمي". وتطرق القيادي في "فتح" إلى الأوضاع التي تشهدها دول عربية، قائلًا: "عندما نتحدث عن الأحداث في المنطقة، فنحن ضد كل الجماعات التكفيرية التي شوهت الإسلام، الإرهاب لا يقتصر على دين، وإن أي معركة وأي تحالف لا يضع الاحتلال الصهيوني في قائمة الإرهاب. هذا ليس تحالفا في الاتجاه الصحيح، وأي معركة ليست باتجاه فلسطين وليست بوصلتها باتجاه القدس، فهي معركة ليست بالاتجاه الصحيح"، كما قال. وهاجم "محيسن" جماعة "الإخوان المسلمين"، والدول الداعمة لها، وقال إن "إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية ولا دويلة في غزة، وخاصة بعد فشل مشروع الإخوان المسلمين الذين عقدوا التحالف مع الأمريكان في تركيا، فكان الثمن دويلة في قطاع غزة، وهنا أقول كل التحية للجيش المصري والشعب المصري عندما أسقط المؤامرة وأنهى حكم الإخوان المسلمين في مصر". وتابع بأن "هذه الحركة التي تتلقى التعليمات من قطروتركيا، من حلف الناتو وحيث تتواجد القواعد الأمريكية، وحيث يتواجد شيخ الفتنة هذا القرضاوي، وحيث تتواجد الجزيرة المشبوهة العدو التي تحاول أن تفسد الفكر في أمتنا العربية"، على حد تعبيره. وأضاف أن "هناك مشكلة نعيشها بالحالة الفلسطينية، وهي الانقلاب، ونقول إن من يدعم هذا الانقلاب يدعم الكيان الصهيوني، نحن نقول إن حركة حماس جزء من الشعب الفلسطيني ولكن آن لها أن تخرج من مشروع الإخوان المسلمين وتعمل ضمن الأجندة الوطنية الفلسطينية وأن تتبنى برنامج منظمة التحرير الفلسطينية". تجدر الإشارة إلى أن حركة "فتح" أعلنت، منتصف العام الماضي، بدء عودة العلاقات "الشرعية" بين حركة فتح والنظام السوري بعد انقطاع استمر أكثر من 32 عاما تقريبا، منذ العام 1983، وقالت الحركة إن موقفها جاء للحفاظ على المصالح الفلسطينية، وعدم زج اللاجئين الفلسطينيين في سوريا في أتون الأحداث المندلعة هناك، للتأكيد على موقفها بعدم التدخل بالشئون الداخلية للبلدان العربية.