سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الأزهر» يفشل في مواجهة المشككين.. عبد الله نصر يطعن في أحاديث البخارى.. «بحيري» يشكك في السنة.. «القمنى» يطالب باعتبار المؤسسة الدينية منظمة إرهابية.. و«زكى»: ضعف دور «المشيخة» سبب هجوم المفكرين
ما بين محمد عبدالله نصر، وإسلام بحيرى، والدكتور سيد القمنى، زادت الفترة الأخيرة حدة الهجوم والتشكيك في الثوابت الدينية، في الوقت الذي وقفت فيه المؤسسة الدينية المسئولة الأولى في العالم عن الدفاع والزود عن الدين، موقف المتفرج واكتفت فقط برفع الدعاوى القضائية، ولم تواجه الفكر بالفكر، ما أدى إلى كثرة عدد المشككين. أحاديث البخارى في حلقة لعبد الله نصر، على إحدى القنوات الفضائية، وصف الإمام البخاري ب«مسخرة الإسلام والمسلمين»، وقال إن أحاديثه لا يقبلها العقل. وقال نصر، إن من يقتل المسلمين في العراق، في إشارة إلى داعش، يعتمد على أحاديث مذكورة في البخاري، مؤكدا أن البخاري ليس مقدسا ويصيب ويخطئ، وشكك في عذاب القبر، وقال إن من يثبته يصف الله بالظلم وأنه ليس من ثوابت الإسلام. وتطرق نصر في حديثه إلى أن طلاب المرحلة الثانوية في الأزهر يدرسون كتاب «الاختيار لتعاليم المختار» وفيه كلام حول نكاح المرأة الميتة. ولم يحرك الأزهر الشريف ساكنا، وقتها ولم يفكر في بحث الأمر، أو إجراء مناظرة مع ما يقوله «نصر»، أو تشكيل أي لجنة لبحث الأمر. وقرر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مخاطبة كلية أصول الدين بالدراسة، والتي حصل منها نصر، على الليسانس عام 2003، لسحب الشهادة منه، ردا على تشكيكه في الثوابت، إلا أن عميد الكلية أخبره بأن ذلك إجراء غير قانونى، وتركته المشيخة يفعل ما يحلو له، ولم تستطع إسكاته. إسلام بحيرى وفى شهر مارس من العام الماضى، أطل إسلام بحيرى على المجتمع المصرى من خلال برنامجه «مع إسلام» على شاشة القاهرة والناس، ومنذ الحلقة الأولى للبرنامج، أخذ بحيرى على عاتقه مهمة التشكيك في السنة النبوية، وفى بعض أحاديث الإمام البخارى، وبث الأفكار الشاذة التي تشكك الناس في العقيدة. ووقف الأزهر كالعادة موقف المتفرج، ولم يحرك ساكنا، وسار البحيرى في برنامجه يسب الصحابة ويتطاول عليهم، وما إن هاج الرأى العام، قررت المشيخة مناظرة إسلام عن طريق الباحث عبدالله رشدى، الذي زاد الطين بلة، وفشل في المناظرة، ومواجهة مذيع القاهرة والناس. وزاد الهجوم أكثر على الأزهر الشريف، بسبب الاستعانة بشخص لديه ضعف في المادة العلمية، ولم يتمكن من مواجهة إسلام بحيرى، على الرغم من وجود الكثير من العلماء القادرين على إسكاته من اللحظة الأول، حال مناظرته. وحينما فشل الأزهر الشريف، في مواجهة إسلام بحيرى، قرر رفع دعوى قضائية ضده، اتهمه فيها بنشر أفكار غريبة وتشويه الدين الإسلامى، وحكم عليه مؤخرا بالحبس عام مع الشغل. سيد القمنى وطالب سيد القمنى، بإدراج الأزهر الشريف كمؤسسة إرهابية، قائلًا: «هناك من يعملون على تلك القضية الآن، وسيرفعون على الأزهر قضية بالمحكمة الجنائية الدولية، وأنا من سيقدم لهم المستندات وأمتلك منها الكثير». وقال «القمنى»، في حواره مع الإعلامي يوسف الحسينى على قناة «أون تى في»، إن الأزهر يرى غير المسلمين وغير المنتمين لمذهبه السنى الحنبلى الإرهابى كفرة، وبالتالى يصدر الإرهاب للعالم، مؤكدا أن للإسلام رب يحميه، وليس في حاجة إلى مشايخ لحمايته، متهمًا الدولة بأنها حصنت المتسببين في قتل المفكر الراحل فرج فودة، ولم تقدمهم للمحاكمة بتهمة التحريض على القتل. ولم يفكر الأزهر الشريف، في مواجهة القمنى، أو مناقشته فيما يقول، خشية من أن يحدث للمشيخة ما حدث في مناظرة إسلام بحيرى، وقررت مقاضاته على الفور. مؤسسة عالمية ومن جانبه، قال الدكتور محيي عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر الشريف مؤسسة عالمية لها تاريخ، وهي الوحيدة التي تقوم على تعدد المذاهب والفكر، واحترام الآخر. وأضاف عفيفي، في تصريح خاص ل«فيتو»، أن ما قاله سيد القمني حول الأزهر الشريف يفتقر إلى أدلة من الواقع والتاريخ، مشددا على أن المشيخة على مدى تاريخها لم تُخرج شخصا ينتمي إلى أي تنظيم إرهابي، كما ادعى. ولفت الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إلى أن الأزهر لو كان إرهابيا كما يدعي القمني، لانعكس ذلك على التكوين العلمي للدارسين به، منوها إلى أن هموم المشيخة أكبر من أن يتم استدراجها إلى معارك جانبية مع أشخاص. دور المشيخة وأكد الدكتور بكر زكى عوض، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن سبب هجوم الكتاب والمفكرين على الأزهر وتشكيكهم في الثوابت الدينية يعود إلى ضعف دور المشيخة، وعدم قدرتها على مواجهة المشككين. وأضاف زكى في تصريحات ل«فيتو»، أن الدولة القوية لا يُعتدى عليها أبدا، وكذلك البنيان الحصين لا يستطيع أحد أن يقترب منه، مطالبا الأزهر الشريف باتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة ضد سيد القمنى، للحفاظ على هيبة الؤسسة الدينية. ولفت أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، إلى أنه لا بد من تشكيل لجنة، وتفريغ حلقة سيد القمنى والرد عليها علميا، مؤكدًا أنه في حالة سقوط الحق القانونى، يجب مناظرته على الفور.