توفي الدكتور إبراهيم بدران رئيس مجلس أمناء جامعة النيل الأهلية، وزير الصحة الأسبق، رئيس المجمع العلمى السابق، صباح اليوم الجمعة، عن عمر ناهز ال81 عاما بعد أن ترك تاريخا علميا مشرفا. ولد بدران في 27 أكتوبر 1934 بالقاهرة، وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1947، ونال أول دبلومة في 1948، وحصل على درجة الدكتوراه في الجراحة العامة عام 1951، وتدرج في الدرجات العلمية حتى درجة أستاذ الطب والجراحة بجامعة القاهرة، ثم وكيلا لكلية الطب بجامعة القاهرة عام 1966، حتى وصل إلى نائب رئيس جامعة القاهرة في عام. ولم تتوقف حياة "بدران" العلمية بل وصل إلى رئيس جامعة القاهرة، ووزير للصحة، ورئيس أكاديمية البحث العلمي عام 1980، وعضو بالمجالس القومية المتخصصة، ورئيس مجلس بحوث الصحة والدواء بأكاديمية البحث العلمي، ورئيس جمعية تنمية المجتمعات الجديدة بوزارة التعمير والإسكان، وعضو الهيئة الاستشارية بهيئة الصحة العالمية بجنيف، وعضو المكتب الاستشاري بمكتب هيئة الصحة العالمية لشرق البحر الأبيض المتوسط، وعضو الجمعية الطبية العالمية في بروكسل، وعضو المركز الفرنسي للعلوم والطب بباريس. وكان ل"بدران" العديد من المؤلفات العلمية أهمها كتاب في ثلاثة أجزاء في الجراحة العامة، و"نظرة مستقبلية للتعليم الجامعي في مصر"، و"نظرة مستقبلية للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في مصر"، وعشرات الأبحاث في الجراحة العامة. وتم تكريم "بدران" في العديد من المحافل العلمية وحصل على وسام العلوم والتعليم من الجمهورية الفرنسية، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى ووسام جوقة الشرف من درجة فارس في فرنسا، والدكتوراه الفخرية من جامعة المنوفية في فلسفة العلوم عام 1984، ومن الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، ووسام العلوم والفنون، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم. وكان ل"بدران" موقف أثناء رفض الدكتور أحمد زويل تسليم جامعة النيل أرضها ومبانيها وظل صامتا حتى حصل على المبانى بحكم القضاء وكان لديه حلم يسعى لتحقيقه وهو أن يجمع العلماء المصريين في مصر، وبكى في أحد المؤتمرات أثناء كلمته التي طالب فيها بضرورة الحفاظ على مصر وتاريخها. وأكد أن مصر واجهت العديد من الحروب والمواقف وانتصرت في النهاية، وبالرغم من خلافه مع زويل إلا أنه كان دائما يقول إنه شرف مصر في الخارج وعالم كبير ودعاه أكثر من مرة إلى زيارة جامعة النيل لإزالة الخلاف فيما بينهما. وبكى بدران أيضا عندما شاهد النيران تشتعل في المجمع العلمى بعد ثورة يناير وقال وقتها: " لم يكن بيدي شيء وأنا رجل عجوز أنهيت رسالتي وإنما ما زلت أعافر لأقابل ربنا وأنا خادم لمصر أنا بكيت على هذا المرفق وعلى ضياع قيمة كبيرة لمصر ربنا يجازي الذي قام بهذا الفعل الآثم، هذا المجمع كان يحتوي على مراجع لا تقل عن 291 ألف مجلد ومرجع علمي في مختلف الفنون والتخصصات".