كان يقف بين صفوف حجاج القرعة، دون حراسة ودون ضجيج، يبحث عن حقائبه الملقاة أمام الفندق الذى سيقطن به فى العاصمة المقدسة، تمهيدا لنقلها إلى الغرف، لم يتبرم أو يعترض من طول الانتظار المعتاد، حمل حقائبه فى هدوء ووقف أمام المصعد المكتظ بالحجاج، ابتسامته لم تغب عنه، لهفته لأداء العمرة كانت واضحة على قسمات وجهه. رغم رفض الحاج سعيد شقيق الرئيس مرسي فى البداية إجراء أي أحاديث صحفية، لأنه جاء الى مكةالمكرمة لأداء الفريضة فقط، خاصة أنه كان بلباس الإحرام، لكن مع الإلحاح الشديد من موفد "وكالة أنباء الشرق الأوسط" للأراضى المقدسة، وافق على إجراء الحديث فى غرفته بالفندق الذى يقطن به وسط حجاج محافظة الشرقية، لكن عقب أداء مناسك العمرة، حيث قال إنه تقدم للقرعة ثلاث مرات، لكن الله لم يكتبها له سوى هذا العام، مشيرا إلى أنه دأب خلال السنوات الثلاث الماضية على التقدم لحج القرعة، وعدم المحاولة فى الحج السياحى، نظرا لأن حج القرعة هو "حج الغلابة"، الذى يتيح الفرصة للمواطن البسيط لإسقاط الفريضة، مؤكدا أنه بدأ رحلة التقدم لأداء الفريضة هذا العام بواسطة القرعة من خلال التقدم بطلب إلى مركز شرطة ههيا التابع له قريته "العدوة"، ثم تلقى خبر فوزه بالقرعة من خلال أحد أصدقائه، وعقب علمه بالفوزه قام على الفور بإبلاغ شقيقه الرئيس مرسي فهنأه على الفور، وتمنى له الحج المبرور والذنب المغفور. وأضاف: إنه وصل إلى المملكة العربية السعودية يوم 10 أكتوبر الجارى؛ حيث هبطت الطائرة التى تقل فوج محافظة الشرقية بمطار المدينةالمنورة، وحرص منذ أن وطئت قدماه الأراضى المقدسة على عدم الكشف عن هويته لأحد، وبالفعل توجه برفقة الفوج إلى الفندق الذى يقطنون به بالقرب من المسجد النبوى الشريف، مشيرا إلى أن قربه من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أدخل فى قلبه البهجة، وجعله يحجم عن الإقامة بالفندق بشكل شبه دائم؛ حيث كان يخرج فى صلاة الفجر إلى المسجد النبوى الشريف ولا يعود الى الفندق إلا عقب صلاة العشاء. وحول تقييمه للخدمات المقدمة من بعثة القرعة لضيوف الرحمن، قال الحاج سعيد مرسي إن أهم ما يميز حج القرعة هو قرب فنادق الحجاج فى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة من الحرم المكي والمسجد النبوى الشريف، وكذلك جودة الخدمات المقدمة من قبل إدارة البعثة، خاصة فى مكةالمكرمة، لافتا إلى وجود بعض السلبيات البسيطة فى المدينةالمنورة تتمثل فى عدم انتظام المواعيد المحددة للقاء الوعاظ مع الحجاج، وكذلك عدم كفاية ضباط البعثة، مقارنة بأعداد الحجاج، الأمر الذى أدى الى شعور بعض الحجاج بعدم التواجد المستمر للضباط برفقتهم. وعن آخر مكالمة دارت بينه وبين الرئيس مرسي، قال الحاج سعيد مرسى إنه قام قبل سفره إلى الأراضى المقدسة بيومين بزيارة الرئيس فى منزله بالقاهرة الجديدة ليودعه قبل السفر، حيث جلس معه فى جو أسرى، وتبادلا اطراف الحديث حول كيفية آداء المناسك، مشيرا إلى أن الرئيس مرسى طلب منه الالتزام بالمناسك وتمنى له التوفيق والعودة سالما. وعن رؤيته لمدى نجاح خطة المائة يوم التى تضمنها البرنامج الانتخابى للرئيس مرسى، قال إن خطة المائة يوم حققت العديد من النجاحات، فى مقدمتها عودة الأمن إلى الشارع المصرى بنسبة من 75 الى 80 %؛ حيث انخفضت معدلات الجريمة بشكل ملحوظ، وصاحبها زيادة فى معدلات الضبط، مما انعكس إيجابيا على إحساس المواطن بالأمن والاستقرار، مؤكدا أن أزمة الوقود والبوتاجاز مفتعلة، ويقف خلفها فلول النظام السابق الذين يحاولون إفشال البرنامج الانتخابى لرئيس الجمهورية، مشيرا إلى أنه بالنسبة للنظافة فقد بدأت بالفعل خطة المائة يوم تؤتى ثمارها بعد أن اختفت القمامة من بعض الشوارع الرئيسية فى العديد من المحافظات.