نختلف أو نتفق دائما حول فهم معنى ومخزى الأعمال الفنية التشكيلية سواء كانت لوحة أو كاريكاتيرا أو نحتا أو صورة، ولكن يظل هذا الفن في النهاية هو تعبير عن وجهة نظر صاحبه، حاملا بين خطوطه رسالة ما إلى جمهوره المتلقي. وطبقا للمقولة الشهيرة بين الوسط التشكيلي «إذا خرجت لوحتك للنور، فلم تعد ملكك، بل ملك للجمهور» هو من يحكم عليها إما بالبراءة والنجاح أو بالإعدام ودفنها في ذاكرة النسيان. هكذا انطلق 43 فنانا للمشاركة في معرض «تحيا مصر»، وسط احتفال رسمي من قبل أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، والدكتور حمدي أبو المعاطى رئيس قطاع الفنون التشكيلية؛ لرصد انتصارات وإنجازات مصر بعد الثورة من خلال الصورة. ولكن الغريب في الأمر، أن بعد الانتهاء من مراسم الافتتاح وتوزيع شهادات التقدير على المشاركين في المعرض، فوجئ الفنانون المشاركون برفع أعمالهم من المعرض التي تقترب من 32 لوحة، دون إبداء أي أسباب من جانب إدارة المعرض الذي تنظمه مؤسسة الأهرام. ويقول الفنان فاروق موسى ل«فيتو»: "فوجئ عدد كبير من الفنانين المشاركين في معرض «تحيا مصر» برفع أعمالهم من العرض بعد افتتاح المعرض دون إبلاغهم أو إبداء أي من الأسباب من جانب مؤسسة الأهرام"، مشيرا إلى شهادات التقدير والتكريم التي حظى بها هؤلاء الفنانون من قبل إدارة مؤسسة الأهرام. وأوضح موسى، أن الأعمال التي رفعت من العرض لا يشوبها أي محاذير فنية كترويجها للعنصرية أو الإباحية أو تمس حرية الآخرين، مضيفا أن الأعمال الممنوعة من المعرض، تشيد بإنجازات مصر، التي رسمها الفنانون بروح وطنية تعشق وطنهم وتساهم في محاربة التيارات الظلامية المتربصة بالدولة، التي تتناسب مع موضوع المعرض نفسه. واستنكر موسى موقف إدارة مؤسسة الأهرام ومنعها لعرض أعمال الفنانين، الذي تناقض مع موقفها في تكريمهم ومنحهم شهادات التقدير وطبع الأعمال في الكتالوج الرسمي للمعرض، واصفا تلك الواقعة ب«الغريبة». جدير بالذكر، أنه اعتذر أحمد النجار رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام، عن البوستر الترويجى لمعرض «تحيا مصر»، الذي نظمته مؤسسة الأهرام ويستمر حتى 25 من نوفمبر الجاري، بعدما تداوله نشطاء موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، ويظهر فيه الصورة المرسومة للفنان الإمارتى حسين الجسمي ونماذج لمصريين يرقصون. وننشر جانب من اللوحات الممنوعة..