بهدوء استطاع الإعلامى جابر القرموطى أن يجد لنفسه مكانة على الساحة الإعلامية ببرنامج «مانشيت» الذى يقدمه عبر شاشة «أون تى فى» وسط زخم من البرامج المختلفة، وساعده فى ذلك عمله الصحفي، فبات وجهه مألوفا لدى جمهور المشاهدين خاصة وأنه يتحدث بلغة بسيطة تجذب انتباه رجل الشارع وتسترعى اهتمام المثقف والمتخصص.. القرموطى فى هذه المساحة يتحدث فى حوار لا تنقصه الصراحة عن الرئيس والحكومة والإعلام والشارع المصري.. فإلى التفاصيل: في البداية ما هو تقييمك للوضع الراهن في مصر؟ من أرى أنه لابد من أن نعطى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية فرصة ولتكن ستة أشهر وقد أتي في وقت صعب للغاية لا يجوز الحكم عليه بهذا الشكل غير اللائق ولا يصح أن نقوم بالحجر عليه كما يفعل الكثيرون لكن هذا لا يمنع من الاعتراض على بعض القرارات التي من الممكن أن تسبب إزعاجا للشارع المصري فمثلا سأكون أنا أول المنزعجين إذا تولى وزارة التعليم شخصية سلفية. وما هو سبب انزعاجك؟ أولا لأن وزارة التعليم من أهم الوزارات الحيوية والتي يترتب عليها أمور كثيرة وإذا تولى شئونها سلفي سيعيدنا للخلف عقودا وربما قرونا لأن السلفيين يتعاملون بمنطق جامد وهذه الأماكن الحساسة تحتاج إلى فكر وآلية خاصة وأريد أن أوضح أنني لست معترضا على السلفيين كأشخاص. تردد أن السفير محمد رفاعة الطهطاوي سيتولى وزارة الخارجية فما رأيك في ذلك؟ بالرغم من أنني أعلم أنه شخصية إخوانية ولكن ليس عندى مانع من أنه توليه منصب وزير الخارجية وأنا أعلم أنه سيقيم علاقات مع دولة إيران ولكن على الأقل ستكون هذه العلاقات مكشوفة للجميع. وماذا عن وزارة الإعلام؟ أن يكون للإعلام وزارة فهذا نظام فاشل وأنا معترض عليها منذ بدايتها فالإعلام لا يحتاج إلى وزارة على ذكر الإعلام ما رأيك فيما يقدم على شاشات الفضائيات حالياً؟ بالطبع هناك أشياء جيدة وهناك إعلاميون يقدمون أشياء هم غير راضين عنها وذلك لإرضاء مالك القناة وهذه النماذج كثيرة جداً في الوسط الإعلامي والصحفي وأستطيع أن أقول لك إن الإعلام في العالم كله موجه ولكن الأهم هو إلى أي شيء يتم توجيه الإعلام. هل يحدث ذلك في قناة أون تي في؟ إذا تحدثت عن نفسي وعن برنامجي فأستطيع أن أقول لك بكل ثقة وصدق إن إدارة القناة لم تتدخل في سياسة برنامجي ولم ترفض أى شيء لى كما أن مالك القناة المهندس نجيب ساويرس ليس له علاقة بسياسة البرنامج تماماً وأنا لم أتحدث معه عن أى شيء يخص العمل منذ انضمامي لها وأنا أقول إذا شعرت أن هناك تحكما وتوجيهها من إدارة القناة سأتركها على الفور. البعض انتقدك لأنك أثنيت علي خطاب الرئيس الجديد فما تعليقك أولا أنا لا اثني علي خطاب مرسي لكني قلت إننا لا نريد أن نرتكب أخطاء الماضي بمعني أننا جوعى ولدينا جهل بعض الشيء بالديمقراطية فمرسي إخواني والكثير لديه القلق من فكر الإخوان ولكن في النهاية لابد من إعطاء فرصة له لكي نرى ماذا سيفعل بصرف النظر عن النسبة التي تفوق على منافسه بها في انتخابات الرئاسة، فالرئيس الأمريكي السابق (بوش الابن) تفوق على منافسه عن طريق المحكمة بنسبة واحد بالمائة فقط وأكرر إنني لم أثن على الخطاب بل أطالب بالنظر بشيء من الإيجابية لحين تحقيق هذه الإيجابية التي تحدث عنها مرسي وإن لم تتحقق فيحق لك أن تفعل ما تشاء وأما ما يحدث الآن فهو فوضى بكل المقاييس فهل وصلنا لمرحلة أن نقتحم فيها القصر الجمهوري! هل أنت مشفق على الرئيس؟ بكل تأكيد ولديه أعباء كثيرة بالإضافة إلى أن الشارع يخونه فلو ذهب للمجلس العسكري وقابله المشير نقول الجيش يحترمه وإذا لم يقابله نقول الجيش (راكب فوقه) وعندما يسير بالسيارة ويقف لعربة نقول راجل محترم وعندما يذهب لجامعة القاهرة ويلغي الامتحان نقول من أولها وهذا في أقل من أسبوع (ربنا يكون في عون مرسي) فالبعض من أفراد الشعب فهم الديمقراطية على أنها فوضى ولا قيود لها فتحولت إلى ردح في الوقت الحالي للأسف. البعض يقول إن الاهتمام البالغ بما يقوم به الرئيس هدفه ألا يتحول لفرعون آخر؟ يوجد فرق شاسع بين الاهتمام والوقوف على الواحدة (التلكيك) فالاهتمام شيء إيجابي أما ما يحدث فهو وقوف على الواحدة وهذا نابع من أننا لدينا مشكلة في الإصغاء والكل ينتقد دون سماع الآخر للدفاع عن نفسه فمحمد مهدي عاكف مرشد الإخوان السابق يقول اليوم إنه لا يوجد شيء اسمه شباب الثورة هل كان يستطيع أن يقول هذا العام الماضي! ولكن أنا أرد عليه من «فيتو» وأقول له يوجد شباب ثورة ولكنهم للأسف تاهوا في وسط هذا الزحام على السلطة. هل يعني هذا أن لغة الحديث الفترة القادمة سوف تتغير؟ بالطبع لغة الحديث سوف تتغير لدى كل الأطياف والفئات سواء إخوان أو سلفيين أو ليبراليين أو التابعين للنظام السابق فبعد الثورة مباشرة كنا لا نشاهد أحدا من النظام السابق أما الآن فهم متواجدون علي الفضائيات وأكبر دليل هو وجود الفريق أحمد شفيق وكان منافسا قويا لمحمد مرسي. ما هو القرار الذي تتمني أن يتخذه الرئيس محمد مرسي في الفترة القادمة؟ - أن يعلن عن المخصصات المالية للرئيس فنحن في مصر ونعلم أن أوباما يتقاضي 73 ألف دولار، كما أتمنى أن يصدر قرارا بإعفاء فاروق العقدة والنائب العام والجنزوري وأنا ضد بقاء أغلب الوزراء لأنهم وليدو الصدفة. ماذا عن حل مجلس الشعب؟ - أنا مع حله بسبب سيطرة الإسلاميين عليه، فسيطرتهم جاءت في ظروف استثنائية، وبالمناسبة أتمني أن يكون رئيس مجلس الشورى من خارج الإخوان، وأتمني أن تكون الحكومة القادمة جامعة لكل التيارات والتوجهات بل أحلم بأن يكون رئيس الجمهورية سيدة. كيف يكون للإعلام دور إيجابي في المرحلة القادمة؟ - لابد من البعد عن التشكيك في الإعلاميين وكذلك بين الإعلاميين أنفسهم.