في ال31 من أكتوبر الماضي، تحطمت طائرة روسية على متنها أكثر من 200 روسي، بالإضافة إلى طاقم الطائرة، مما أدى إلى كارثة حلت بالسياحة المصرية بعد أن قرر الرئيس الروسي حظر السفر إلى شرم الشيخ، بالتزامن مع تصريحات خرجت من الحكومة البريطانية، تشير إلى أن تحطم الطائرة كان بفعل عمل إرهابي. تلك التصريحات نفتها الحكومة المصرية في أول وهلة مشددة على احترامها للجنة التحقيقات بين مصر وروسيا، وهو الأمر الذي انتهى اليوم بعد أن أعلن "بوتين" أن سبب التحطم قنبلة تزن كيلوجراما من ال"تي إن تى"، وهو التصريح الذي عده الكثيرون شرارة لأزمة تلوح في الأفق بين مصر وروسيا، بالإضافة إلى أزمات أخرى ستعانيها مصر. أولى الأزمات التي ستعانيها مصر هي أزمة اقتصادية بعد أن أعلنت روسيا حظر السفر إلى شرم الشيخ، مما هدد الكثير من شركات السياحة خاصة أن السياحة الروسية تمثل أكثر من 40 من السياحة في مصر، وهو ما ظهر بعد قيام أصحاب الشركات بإعطاء إجازات لبعض العمال وإغلاق بعض البازارات، مما دفع وزارة السياحة إلى إعلان حملات للتنشيط. كما أن هناك أزمة دبلوماسية أيضًا تلوح في الأفق بين مصر وروسيا بعد تقارب قوي منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، ووفقًا لتصريحات السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، فيرى أن روسيا لن تأخذ موقفا معاديا ضد مصر، ولا توجد سهام سلبية من روسيا تجاه مصر، لكن لا بد أن تستوعب مصر غضبها، وأن نأخذ في اعتبارنا الظروف الروسية القاسية، وأنها ضحية لحادث مؤلم قد يكون إرهابيا، وأن مصر هي موطن هذا الحادث. ووفقًا للخبير السوري طالب إبراهيم، فإن جهاز المخابرات التركية متورط في حادث الطائرة، مشيرًا في حديثه مع قناة العام إلى أن الغرب حاول استغلال الحادث للتأثير على الرأي العام الروسي حول قرار موسكو بشأن محاربة الإرهاب. ولم يخف "بوتين" يقينه من تورط تركيا ودول أخرى في الحادث، ليقول في عقر دارها خلال قمة العشرين التي عقدت قبل أيام في الأراضى التركية، إن هناك دولا تحضر القمة متورطة في الحادث. تركيا لم تكن هي الوحيدة المتورطة في الحادث، بعد أن أشارت بعض التقارير عن دور الموساد الإسرائيلي الذي خرج ليؤكد أنه سلم بالفعل بريطانيا وأمريكا معلومات تمتلكها حول تحطم الطائرة الروسية في سيناء، مؤكدًا أن التقديرات الإسرائيلية تدل على فرضية تفجير الطائرة عبر قنبلة زُرعت على متنها من قبل تنظيم "داعش"، معتبرة أن سيناء باتت منطقة خطيرة وأن التشدد الديني السني والشيعي على حد سواء بحاجة لهزيمته ميدانيا، هذا بجانب الدور البريطاني والأمريكي في الأزمة. النجاح لتلك الأجهزة وفقًا للواء نور الدين محمود يتطلب جهدًا غير عادي بين الأجهزة الأمنية التي تعاني أزمة في الوقت الحالي بسبب عدم مواكبتها للحدث أو تطور الدول الأخرى.