على أرض الشرقية ما يستحق الحياة.. حقيقة تشبث «جمال عبد الناصر - شاب شرقاوى من ذوى الاحتياجات الخاصة» بأحرفها، فأثبت لنفسه ولمن حوله أن إعاقته لم ولن تثنيه عن مواصلة حياته بل التفوق في دراسته، وتعلم برمجة الكمبيوتر وصيانته. «جمال بيبذل كل جهده عشان دايما يكون متفوقا في دراسته وحياته رغم أنه من ذوى الاحيتاجات الخاصة، لكن اللى بيوجعنا إنه الحكومة تتجاهله».. قصة مفرحة تحمل بين طياتها مأساة لخصها «عبد الناصر عبد الحميد جمعة - 42 عامًا – ووالد جمال»، خلال حديثه ل«فيتو». «عبد الناصر» الأب عامل بالسكة الحديد، ومقيم بعزبة تاج الدين التابعة لقرية كفر أباظة مركز الزقازيق، تحدث عن ابنه قائلا: «جمال عنده 16 سنة، وطالب بالصف الثانى الثانوى بالمعهد الأزهرى بقرية الزهراء، من ذوى الاحتياجات الخاصة لديه ضمور بالأطراف، ما جعله عاجزًا، وتحديدًا يعانى من يده». قبل 16 عامًا دفع تعلق وحب الأب بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر إلى تسمية مولوده الجديد (آنذاك) على اسمه، متمنيًا أن يصبح ابنه زعيمًا في يوم من الأيام، لكن شاءت الأقدار أن يٌولد ولديه ضمور باليد ما تسبب في حدوث عجز بها. ما سبق، لم يثن «جمال» الابن عن مساعدة والده في الزراعة والفلاحة، فراتب الأخير لا يكفى لمصاريف المعيشة، إذ يقول عامل السكة الحديد: «عندى محمد في الصف الرابع الابتدائي، وهدى (8 سنوات)، وعلاج جمال مستمر بسبب إصابته بالعجز». «عبد الناصر» واصل حديثه، قائلا: «طرقت أبواب جميع المسئولين لمساعدتى في علاج جمال وتحمل نفقاته هو وأشقاؤه، أو مساعدة جمال بمعاش من التضامن الاجتماعي، وتقديم وسيلة تنقل له، خصوصًا أن المعهد الذي يدرس به بعيد عن المنزل ما يضطره إلى السير أكثر من 2 كيلو متر على قدميه لعدم توافر أموال ليستقل بها سيارة، وحتى الآن لم يستمع أحد لصوتنا أو يستجب لمطالبنا». «أصررت على مواجهة عجزى وحرمانى من نعمة وجود أيدى وقدم سلمية بالتعليم والتفوق، فوضعت كل همى في القراءة وتعلم كل جديد، خصوصًا عن الكمبيوتر وبرمجته، حتى أصبحت مميزًا في هذا التخصص، وتعلمت بعض أعمال الصيانة الخاصة بأجهزة الكمبيوتر وكل ده بإيد واحدة».. هكذا عبر «جمال عبد الناصر» عن حالته. واختتم «جمال» حديثه قائلا: «لا أريد شيئًا من أحد، كل ما أحتاجه توفير معاش لى لأستطيع شراء الأدوية واحتياجاتى به مع توفير وسيلة لأتمكن من التحرك بحرية».