هناك اختلاف فى النمط السلوكى للشخصيات، فهناك شخصيات مرتبطة بأمراض مثل: «الهيسترية، والفصام، والاكتئاب، والوسواس»، وهذه الشخصيات يصاحبها أعراض وعمليات يمكن للطبيب المتخصص تشخيصها، وهناك اضطراب سلوكى يصاحب شخصيات هشة غير مستقرة انفعاليًا ووجدانيًا، فيصاحبها حالات من الإحباط المتكرر نتيجة لآلام نفسية فى مراحل عمره، أو لتدليل، أو لقهر وحرمان، أو لتفرقة فى المعاملة، وهذه الشخصيات تظهر غير ما تبطن كأنها تغلف ذاتها المعتلة من خلال محاولات إثبات الذات؛ لتغطية شعورها بالنقص، وعدم الأهمية والإهمال، وهى شخصيات تعرف بداء «العظمة» وليس «الجنون»؛ لأنها تعمل وتؤدى عملها، لكن بأسلوب غير مقبول، ويصعب التعامل معها، ومن يضطر إلى الاحتكاك بها ربما يصاب بالاكتئاب، وعدم الأمان؛ لأنها شخصية تعانى مرضًا اجتماعيًا وليس نفسيًا، فهى شخصية هشة وتفكيرها محدود، تدعى الثقافة والمعرفة، بينما هى فى الحقيقة غير مثقفة، وتغطى شخصيتها من خلال المظاهر الكاذبة المغالية، وعندما تفاجأ هذه الشخصية بحدث تصاب بانهيار، وإغماء حتى تكتسب العطف والحب من المحيطين عند الإفاقة، وهى فى ذات الوقت شخصية معتلة؛ لهذا فهى تحتاج إلى التبريد من المعاشرين لها، والنقد البناء بهدف المساعدة على الاستقرار، ومع إعطائها الإيحاء بقدرتها وإمكانياتها؛ لأنها نمط سلوكى لا يحتاج إلى علاج دوائى، وإنما مرض اجتماعى علاجه من خلال الأسرة والمحيطين؛ لذا يجب تقبل الموقف ومحاولة فهمه والتعامل معه، وإعطاؤه شعور بأنه رجل مهم، ويخدم المجتمع إلى جانب مساعدته على امتصاص آلامه النفسية، وعدم إهانة كرامته، وقد يحتاج إلى علاج دوائى لمساعدته على كبت جوارحه غير السوية. العنف فى الصغر أو القهر أو التدليل أو التفريق فى المعاملة بين الأبناء يؤدى إلى اضطراب الشخصية، فعندما يصبح مسئولًا تكون قراراته غير صائبة، ويؤثر بالسلب على المحيطين به، ويأخذ قراراته على أساس «ودنى»، وهو ما يخلق حالة من النفور داخل المؤسسة، ويؤثر على كفاءة العمل والإنتاج، ويفرح بالمتملقين، ويصبح عنصر الكفاءة لديه لمن يقدم له ألفاظ التمجيد، والتهليل والعظمة، وليس الكفاءات الإدارية أو الإنتاجية.