أبدت دوائر مقربة من حزب الله، تخوفها من وضع مقاتلي الحزب في سوريا، ومصير الحزب في ضوء المعادلة الجديدة، أي بعد أن صارت سوريا محل تنافس عسكري بين روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وبحسب صحيفة "العرب" اللندنية، ستتركز مهمة عناصر حزب الله في تقسيم الأدوار الجديد بحماية دمشق وربطها بمنطقة الزبداني وبالطريق الواصل إلى لبنان، وترك مهمة حماية مناطق العلويين في الساحل إلى القوات الروسية. وقالت الصحيفة: "يواجه عناصر حزب الله صعوبات لوجستية في القتال والحركة في جبهة بعيدة داخل سوريا. وتبخرت حسابات الحزب، ومن ورائه إيران، في ما يتعلق بإقامة دولة طائفية تعود بالولاء الكامل للمرجعية في إيران". وكان الحزب يمني النفس بتحقيق نصر سريع على المعارضة السورية يمكنه من التحول إلى رقم إقليمي مهم، فضلا عن استمرار إحكام سيطرته على لبنان. ويبشر إعلام الحزب بالنصر في سوريا بعد تدخل القوات الروسية التي توفر الغطاء الجوي لمعارك الميليشيات الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد ضد التنظيمات المعارضة، لكن النصر سيحسب لموسكو، وهي من ستأخذ الجزء الأكبر من الكعكة السورية. وقال قائد ميداني رفيع في حزب الله لصحيفة "بزنس انسايدر" الأميركية "اليوم استطيع أن أخبرك أن الحل في سوريا أصبح في متناول الأيدي. سيصبح هذا الحل بين روسياوسورياوإيران وحزب الله، وسيكون عسكريا وليس سياسيا، لأننا سنكسب المعركة العسكرية ويكون كل شيء بعد ذلك على ما يرام". وأضاف أن التقدم العسكري للقوات السورية وحزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى المدعومة من قبل إيران "اصبح ممكنا فقط بعد التدخل الروسي"، مؤكدا "انها إستراتيجية بسيطة للغاية: روسيا تقصف من الجو والمشاة يتقدمون على الأرض". لكن ما يثير مخاوف حزب الله أن روسيا ربما تقبل بحل سياسي يقوم في أول شروطه على إخراج المقاتلين الأجانب من سوريا، ثم المرور إلى تهيئة أجواء مصالحة وطنية بين مختلف فرقاء الأزمة السورية. ومع التدخل الروسي العسكري في سوريا، أبدت إيران إشارات متضاربة بين الترحيب بهذا التدخل الذي تعتقد أن من شأنه أن ينقذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد من السقوط، وبين عدم القدرة على إخفاء قلقها من توسع الدور الروسي في سوريا على حساب نفوذ لطالما سعت إلى توسيعه خلال العقود الماضية. وظهر الارتباك والتناقض الإيراني بشكل واضح على الميليشيات التي تدعمها سواء حزب الله أو تلك التي حشدت مقاتليها من العراق وباكستان وأفغانستان.