سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس التونسي في حوار صحفي: زيارتي للقاهرة ناجحة.. اتفقت مع «السيسي» على عدم التدخل العسكري في «ليبيا وسوريا».. انتصار أكتوبر أعاد للأمة العربية نخوتها.. ومتفائل بمستقبل تونس
أجرت صحيفة «الصباح» التونسية حوارا مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، حول أهداف زيارته الأخيرة إلى القاهرة، وماذا يعني التقارب بين مصر وتونس؟، وما هي انعكاسات هذه الزيارة على جهود بناء نظام إقليمي جديد وعلى الحروب الدائرة في ليبيا وسوريا واليمن؟، وتناول الحوار أهداف زيارته إلى الإمارات. مستقبل تونس وأكد الرئيس التونسي، أنه متفائل بمستقبل تونس رغم كل الصعوبات والمخاطر، قائلا: «لو لم أكن متفائلا لما قبلت أن أكون في موقعي هذا وأعتقد أن التونسيات والتونسيين جديرون بمعالجة مشاكل بلادهم المتراكمة منذ عقود وأنا متفائل بمستقبل تونس» وأضاف أن تونس ستنجح في معالجة المشاكل التي تواجهها بالتدرج لأن أغلبها موروث عن العقود والأعوام الماضية لأسباب عديدة من بينها أن بعض الساسة الذين حكموا تونس في الأعوام الماضية، ليس لديهم أي خبرة في تسيير شئون البلاد والإدارة ففشلوا، وبعضهم ناضل طويلا في العهد السابق ومن بينهم من قضى 15 عاما في السجون، لكن عندما تقضى مثل هذه المدة في السجون لا تملك بالضرورة الخبرة والكفاءة ومؤهلات فهم الملفات وتسيير البلاد ومعالجة مشاكل الشعب والتفاعل مع أولوياته، قائلا: «إن الشرعية النضالية لا تعوض الكفاءة والخبرة، وتوقعت أن يفشلوا في تسيير شئون الدولة، لذلك ورثنا إدارة منهكة ومؤسسات متعثرة، وقد اخترنا أن نسير اليوم في مسار توافقي لتنجح جهود بناء المستقبل». خطر داعش وحول حديثه مع الرئيس السيسي وسؤاله عن مواقف تونس من عدة قضايا من بينها معارضة الخيار العسكري في ليبيا وسوريا ورفض تقسيمهما إلى دويلات، إلى جانب الموقف من الإرهاب والاعتدال والتطرف والوسطية، قال: «بالفعل تحدثنا عن التحديات الأمنية والإرهابية وانتشار مخاطر حول بلدينا وداخل كل منها لأسباب عديدة من بينها بروز إرهابيين من داخل مجتمعاتنا ثم وصول داعش وحلفاؤها إلى ليبيا واقترابها إلى حدود تونس، والمعلومات التي لدينا أن دواعش ليبيا وصلوا إلى مدينة صبراطة التي تبعد 70 كم عن رأس الجدير، وهذا خطير جدا بالنسبة لتونس ومصر وكل جيران ليبيا». وتابع: «نحن نعلم أن أكثر من مليون مواطن ليبي فروا من القتال في بلادهم ومن الإرهاب نحو تونس ومصر وبقية دول الجوار، وكان من الطبيعي أن نبحث مع الأشقاء في مصر مقترحات تطوير التنسيق لمكافحة الإرهاب والعنف السياسي والتهريب وتجارة الأسلحة والمخدرات والممنوعات، مع التوافق على رفض الخيار العسكري وعلى تدويل الأزمة الليبية وعلى حث الأشقاء الليبيين على المضي في مسار التسوية السياسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية في كامل ليبيا تساعد على استبعاد سيناريو تقسيم البلاد مع ما يعنيه ذلك من مخاطر بالنسبة لهم وجيرانهم وخاصة تونس ومصر، ولذلك زرت القاهرة لأتحاور مع رئيس مصر الشقيقة حول هذه الملفات الجيو سياسية الخطيرة جدا». وأوضح خلال الحوار بأن الزيارة لمصر ليست آخر زياراته للدول الصديقة قائلا: «سأزور دولا غربية وعربية وخليجية، «من بينها الأردن وسويسرا والسويد والمغرب الأقصى والجزائر». أهمية زيارة مصر وحول سؤاله عن أهمية الزيارة قال السبسي: «أعتقد أن زيارتنا لمصر كانت ناجحة جدا، وقد لمست لدى الرئيس السيسي انفتاحا على التجربة التونسية، ومثلما ذكرت في مؤتمري الصحفي المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي لقد لمست لديه خلال جلسة العمل المغلقة ثم جلسة العمل الموسعة استعدادا كبيرا للحوار والتجاوب وتفهم وجهة النظر الذي لم يكن مقتنعا بها قبل الحوار، وقد قدمت له ثم إلى رئيس الوزراء الجديد وجهة نظر تونس مفصلة عن الحرب على الإرهاب من جهة والتوافق السياسي من جهة ثانية وضرورة التمييز بين الإرهابيين والمتطرفين والتكفيريين من جهة والمسلمين المعتدلين والمستنيرين مثلنا ومثل الغالبية الساحقة من العرب والتونسيين والمصريين». وأشار إلى أن كلمته وكلمة الرئيس السيسي كانتا تميزان بين الإرهاب والإسلام، حيث أعلن السيسي عن توافق في استشرافنا لمستقبل المنطقة بما في ذلك المعالجة السياسية والدبلوماسية للنزاعات واستبعاد النظرة القديمة التي روجت في المنطقة عن الخيار العسكري الأمني فقط بما في ذلك الأزمات في ليبيا وسوريا واليمن، وتم الاتفاق على دعم الخيار السياسي والتوافقي في ليبيا وسوريا، مؤكدا أن القمة التونسية المصرية كانت ناجحة جدا وستتوج باجتماعات متابعة في مستوى الوزراء والخبراء لمقررات اجتماع اللجنة العليا المشتركة التي عقدت في تونس مطلع شهر سبتمبر الماضي. أهل مكة أدرى بشعابها وبسؤاله عن تجاوز تونسوالقاهرة سوء التفاهم الذي برز في العامين الماضيين وتسبب مرات في فتور العلاقات الرسمية قال: «لمست من الرئيس المصري ومن أعضاء الوفد المرافق له والإعلاميين المصريين تقديرا كبيرا للتجربة التونسية والنموذج التونسي للانتقال الديمقراطي والتغيير، وأبلغت الرئيس المصري ورئيس حكومته ووزراءه ومستشاريه أن من بين ثوابت الدبلوماسية التونسية احترام قاعدة «أهل مكة أدرى بشعابها» أي عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الشقيقة والصديقة، وكل دولة تختار ما تراه الأصلح لها، لكننا نتبادل وجهات النظر والنصائح والمقترحات في نفس الوقت أسجل بارتياح أني لمست من الرئيس السيسي استعدادا كبيرا للاستماع وتفهم وجهة النظر المغايرة والتفاعل معها وأعتقد أن هذا إيجابي جدا». وتابع: «قابلت الرئيس السيسي في مناسبتين على هامش القمتين العربية والأفريقية ولكن لقاء القمة الثنائية في القاهرة كان أكثر نجاحا وسعدنا لأنها تزامنت باحتفالات جيش مصر العظيم وشعبها الكبير بذكرى انتصار حرب أكتوبر 1973». انتصار أكتوبر1973 وتحدث الرئيس التونسي في سياق الحوار عن تفاعله مع احتفالات أكتوبر الذي حضرها في القاهرة قائلا: «بالنسبة لي ولجيلي في تونس ومصر وفي كامل العالم العربي كان انتصار أكتوبر انتصارا لكل العرب كان الانتصار الذي أعاد للأمة العربية نخوة الانتصار بعد نكسة 1967، وقد سعدت بمشاركتي في الاستعراض الرمزي وبالتكريم الذي وقع لتونس فيه من قبل رئيس مصر والقيادة العليا للقوات المسلحة ورموزها بمختلف أجيالهم وبينهم من ساهم في صنع معركة العبور قبل 42 عاما، وقد أهدتنا القيادة العسكرية بالمناسبة مصحفين كبيرين، لقد زرت مصر قبل 50 عاما في مهمات رسمية وزيرا وعدت لها رئيسا للجمهورية والشعار دوما يبقى خدمة مصلحة تونس».