أنظر للسيسي على أنه رئيس مصر الحالي.. يخطئ ويصيب.. وسيحكم التاريخ عليه وعلينا جميعا التصالح مع الإخوان «حتمى»... والجماعة نجحت في تقسيم المصريين إلى فريق «تحيا مصر» وفريق «تحيا ماسر» وزارة الثقافة يحكمها نظام بيروقراطى يبطئ من عملها دخولى في أي جملة مفيدة مع العظيم الراحل عبد الرحمن الأبنودى شرف أرجو أن أستحقه الداخلية تعمل بمبدأ «الشاطرة تغزل برجل حمار» على أرضية الوطن فقط يكون الحوار معه.. كلماته تؤكد دائما أنه من المعسكر الرافض ل«الحلول الوسط»، وأنه لم ينضم في يوم من الأيام ل»مربع التبريرات»، يدرك خطورة الأوضاع.. يمتلك مقياسا خاصا به، ينتمى إليه، ولا يحيد عن مؤشراته أبدا، سواء على المستوى الأدبى أو السياسي أيضا. الشاعر هشام الجخ.. على طول الخط يؤكد أنه «لا تفاوض على الوطن».. يضع الأمور في نصابها الحقيقي، يدرك أيضا أنه شاعر، والشعراء ليسوا دائما على هوى الحكام، من الممكن أن ينالهم نصيب من «غضب السلطة». «فيتو» التقت «الجخ» للتحدث معه حول تجربته الجديدة مع الفنانة القديرة ماجدة الرومى، وتطرقت معه لمنطقة «خلافة الأبنودى»، والتي كان له فيها رأى خاص تحدث عنه باستفاضة وصراحة أيضا. «هويس الشعر العربي» كشف المسئول الأول عن منحه هذا اللقب، كما تحدث أيضا عن إصراره على عدم طباعة أشعاره في «ديوان شعري»، وعدم إقامته أية احتفاليات في العاصمة القاهرة. وعن الأمور السابقة وأمور أخرى كان الحوار التالى: بداية.... حدثنا عن تفاصيل تجربتك مع الفنانة «ماجدة الرومي»؟ الفنانة الجميلة والمثقفة والوطنية ماجدة الرومى إضافة لأى شاعر، لقد حدثتنى وطلبت منى قصيدة تعالج الأوضاع المتردية وحالة الفرقة والشتات التي يعيشها المجتمع العربي، وماجدة فنانة تعى قيمة الفن ورسالته ودوره في توجيه الرأى العام ودعم القضايا العربية الكبيرة وعلى رأسها قضية الوحدة العربية. شعورك وأنت تلقب بشاعر الثورة.. ولماذا اخترت لنفسك لقب «هويس الشعر العربي»؟ لست (شاعر الثورة).. الثورة لها قرابة 3 ملايين شاعر.. ولا يمكن اعتبار هشام فقط شاعر الثورة. هذا الكلام قلته في كل وسائل الإعلام إبّان ثورة يناير، وكونى كنتُ شاعرا مشهورا في فترة الثورة وكان الناس يرددون قصائدى في الميدان فهذا - بالمناسبة - لم يكن حصريا على قصائد هشام الجخ، لقد كنا نغنى كلمات جاهين والأبنودى وبيرم ودنقل، وقد كان عمنا أحمد فؤاد نجم موجودا بشحمه ولحمه معنا في الميدان، فكيف بعد كل هذا نتجرأ على تسمية هشام الجخ شاعر الثورة. ثم إننى لم انزل إلى الميدان يوم 25 يناير لقد نزلت إلى الميدان يوم جمعة الغضب 28 يناير وقد سبقنى إلى الميدان العديد والعديد من الشعراء ومنهم أسماء كبيرة ومشهورة كعبد الرحمن يوسف مثلا. أما (هويس الشعر العربي) فقد أطلقه عليّ اتحاد الكتاب المصريين سنة 2008 حين اختارونى أفضل شاعر عامية شاب، أذكر آنذاك كان رئيس الاتحاد الأستاذ المنجى سرحان ومعه الشاعرة إيمان البكري، وهما وغيرهما من أطلقوا عليّ هذا اللقب. هل هشام الجخ يرى في نفسه خليفة الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى؟ دخولى في أي جملة مفيدة مع العظيم الراحل عبد الرحمن الأبنودى شرف أرجو أن أستحقه، لكن الفن ليس به خلافة، الخلافة هي أن تسير على نهج ونسق وشكل أسلافك، وهذا التقليد يرفضه الإبداع كفكرة شكلا ومضمونا.. أما تشابه اللهجة بينى وبين الخال - رحمه الله - تابع من نشأة كلينا في نفس البيئة ونفس المجتمع، وإذا كان الجخ خليفة الأبنودي، فمن الذي خلف صلاح جاهين وعبد الرحيم منصور ونجيب سرور وبيرم التونسى وغيرهم؟ الأبنودى ارتبط اسمه ب«السيرة الهلالية».. هل هناك مشروع يقبل الجخ على تنفيذه؟ لقد اتفقنا أن مكانة الخال رحمه الله أعلى وأجل منى بكثير.. لكنى أعمل على حملة (معًا لإلغاء التأشيرات بين الدول العربية) ومن أمامى شباب الرابطة في كل البلدان العربية. ما الذي يميز تجربة هشام الجخ الشعرية.. وهل تغضب ممن يدعون أنها حالة ستأخذ وقتها وتنتهي؟ سوف أترك ما يميز تجربتى الشعرية للتاريخ وللنقاد، أما أن أغضب من آراء بعض من يدعون شيئا عني، فلا أمتلك رفاهية الغضب، لأننى دائما في عمل مستمر تحكمنى فيه مسئولية الشهرة والرابطة التي تكوّنت وأطلقت على نفسها (رابطة محبى هشام الجخ) والتي تعدت الخمسة ملايين فرد في جميع الوطن العربى وربما في مدن أوربية أيضا، تنتظر منى الكثير من حملات توعية وحفلات ومؤتمرات ورعاية لقضايا عربية مؤثرة بخلاف كتابة القصائد الجديدة وتقديم أصوات شابة جديدة، كل هذا يمنعنى تماما أن أجد وقتا للغضب، ولكن هذا لا يمنع بالطبع أننى من أشد المهتمين بآراء النقاد ومن المتابعين لما يقال عنى كى لا أنفصل عن جمهوري. لماذا لم نر ديوانا مكتوبا حتى الآن لهشام الجخ رغم أنها بطاقة وهوية الشاعر ووسيلة لحفظ التراث.. وهل تراهن على مواقع التواصل الاجتماعي؟ في صيف 2008 منحنى اتحاد الكتّاب المصريين جائزة أحسن شاعر عامية شاب، وكانت الجائزة عبارة عن إصدار ديوان شعرى باسمى على نفقة الاتحاد وشيك بمبلغ 1000 (ألف جنيه مصري)، صرفت الشيك لكنى رفضت الديوان.. وسأظل أرفض طباعة الديوان إلى أن يأتى (فنان حقيقي) في مجال الطباعة والنشر يقدم لى فكرة جديدة للديوان، أنا مفتون بالأشياء الجديدة. لماذا لا يقيم الجخ حفلات في القاهرة.. رغم أنك كنت من رواد ساقية الصاوي؟ ساقية الصاوى صرح ثقافى كبير ومهم، شرفت بالوقوف على خشبته كثيرا في البدايات ولكن المشكلة ظهرت سنة 2011 عندما نظمنا حفلا في استاد القاهرة حضره 12.000 (اثنا عشرة ألف مشاهد) وتوالت بعده أزمات انتهاء التذاكر قبل الحفل بأسبوعين كاملين أو ما يزيد خارج القاهرة، حتى خارج مصر، أذكر أن حفلا أقمناه في الرياض بالمملكة العربية السعودية في مكان يسمى (المنزه) حضره 23.000 (ثلاثة وعشرون ألف فرد).. وتم منعى بعدها من إقامة حفلات مفتوحة في المملكة... هذه الحشود يستحيل تواجدها في ساقية الصاوى إلا إذا رفعنا سعر التذكرة بشكل مغالِ وهو ما أرفضه أنا قولا واحدا.. أضف إلى ذلك أن الوضع الأمني في مصر مؤخرا يمنع بشكل أو بآخر إقامة فعاليات ذات حجم كبير وتجمهر بهذا الحجم.. ولهذا نميل إلى إقامة حفلاتنا خارج القاهرة. لماذا نشعر أن الجخ مرفوض في المؤتمرات والندوات التي تقيمها وزارة الثقافة.. وأكد البعض رفض عضويتك في اتحاد الكتاب؟ لقد منحنى اتحاد الكتّاب جائزة أحسن شاعر عامية شاب في عام 2008، أما وزارة الثقافة فيحكمها نظام بيروقراطى يبطئ من عملها، مثلها في ذلك مثل معظم قطاعات الدولة، وهذا البطء لا يتناسب مع وقتى ومع سرعة الأداء بالنسبة لفريق عملى وأفراد مكتبى ولهذا لا تجدنى كثيرا في أنشطة الوزارة، ولكن علاقتى بكل وزراء الثقافة (الذين خلفوا فاروق حسني) كانت علاقة جيدة، حتى في فترة الإخوان. هل ترى أن الحكام ما زالوا يتخوفون من الشعراء وكلماتهم.. فقد رأينا قديما شعراء يعتقلون بسبب أشعارهم؟ الحكام - على مدى التاريخ - يخافون من الفن بشكل عام وليس الشعر فقط.. لأن الفن مرآة المجتمع.. يفضح عوراته ويعكس أوجاعه.. أما ما رأيتَه أنت (قديما) فقد رأيتُه أنا حديثا. لو نظرنا للوضع السياسي الحالى نشعر أن الوضع متقلب فالبعض يرى أن الرئيس حقق معجزة.. وآخرون أضناهم الهم.. فماذا عن الجخ؟ للأسف نجحت جماعة الإخوان المسلمين في شق الصف المصرى إلى فريقين.. فريق (تحيا مصر) وفريق (تحيا ماسر).. أنا طبعا أنتمى لفريق (تحيا مصر).. لأننى - بطبعى - ضد عبادة الأشخاص وضد المغالاة في مديح الحكام.. أنا أنظر للسيسي على أنه رئيس مصر الحالي.. يخطئ ويصيب.. وسيحكم التاريخ عليه وعلينا جميعا.. ولكن لا أحد ينكر جرأة الرئيس السيسي في قراراته.. بدءًا من مساندتنا في ثورة 30 يونيو وإلى الآن. هل ترى أن النظام الحاكم الحالى حقق ولو جزءا من مطالب ثورة يناير؟ لا.. قولا واحدا.. لم يتحقق أي شيء مما كنا نحلم به عندما خرجنا على نظام مبارك.. بالعكس لقد استفادت القوى المعادية لمصر من ثورة يناير أكثر مما استفاد الشعب. هناك تجاوزات كثيرة ارتكبها الجهاز الأمني في الفترة السابقة.. هل عادت الشرطة كسابق عهدها.. وبماذا تنصحها؟ الجهاز الأمني في مصر يعانى مناحى ضعف كثيرة، في الأفراد وفى التدريب وفى التكنولوجيا، ويعملون بمبدأ (الشاطرة تغزل برجل حمار).. وبالطبع رجل الحمار لا تصمد كثيرا مما يضطر رجال الشرطة للاعتماد على نظرية الهيبة المفرطة ليتمكنوا من القيام بعملهم.. وهذه الهيبة تدفعهم للقيام بالعديد من التجاوزات.. وهذه التجاوزات تنعكس سلبيا على سمعتهم وانطباع الناس ناحية جهاز الشرطة.. هذه الحلقة المفرغة تزيد من شعور الشعب (السلبي) ناحية الشرطة.. الأمر يحتاج لآليات وإستراتيجية جديدة لعمل وزارة الداخلية بالأساس.. ولكن هذا للأسف يحتاج لميزانيات كبيرة قد لا تملكها الدولة في الوقت الحالي.. نحن مضطرون لاستخدام رجل الحمار حاليا للأسف. تجددت في الآونة الأخيرة فكرة التصالح مع الإخوان.. هل أنت من مؤيدى ذلك؟ المصالحة أمر حتمى سيحدث سيحدث، لكننى لا أعتقد أن المصالحة ستكون مع هذا الجيل. دائما الصعيد منسى سواء من الحكومة أو كبار الأدباء.. فهل لديك ما تقدمه للصعيد ولأهلك هناك. وهل يمكن أن تتبنى موهبة شابة من الصعيد؟ في كل حفلاتى أشترط على المنظمين أن يصعد قبلى على المسرح ثلاثة أو أربعة أصوات شعرية شابة من أهل المدينة التي نقيم فيها الحفل (أيًا كانت).. ويتم اختيار الأصوات الشابة من خلال الرابطة ولا أتدخل أنا شخصيا في الاختيار بالمرة.. فقط أشترط عليهم ألّا يكرروا نفس الأصوات مرتين في حفلات أخرى. أخيرا.. نصيحتك ليحقق البرلمان القادم طموحات المصريين؟ الاهتمام بالتعليم.. حتى ولو استعنّا بمعلمين أجانب لمدة عشرين سنة.. للأسف كل المعلمين الحاليين في مصر تعلموا في الأساس بشكل خاطئ.. المعلمون في مصر يحتاجون أن يتعلموا.. مصر تحتاج لثورة في التعليم لتبدأ في دخول العالم الحقيقى بعد عشرين سنة على الأقل.