تجديد الثقة في الدكتور محمد أبو السعد وكيلًا لصحة كفر الشيخ    الغربية تستجيب لمطالب أولياء الأمور وتُخفض الحد الأدنى للقبول بالثانوي العام    محافظ الجيزة يوجه بإنهاء أعمال تغيير الكابلات المتضررة بساقية مكي وإعادة التيار الكهربائي في أسرع وقت    وزير السياحة: 22% زيادة في إيرادات السياحة خلال النصف الأول من 2025    رئيس الوزراء يوجه بإجراء مراجعة شاملة لأعمال الصيانة بجميع الطرق    «المنصور للسيارات» تطرح فئة جديدة من «إم جي7 موديل 2026».. وتخفيضات تصل ل 75 ألف جنيه    نتانياهو: "لا أعذار بعد اليوم" في غزة    إنزال جوي لمساعدات من الأردن و الإمارات في غزة    رابطة الأندية تعلن تعديل عقوبة الانسحاب في لائحة الدوري المصري    أحمد دياب يعلن انطلاق الدوري يوم 8 أغسطس وقرعة جديدة للدور الثاني    الأهلي يستأنف تدريباته غدًا استعدادًا للدوري    رسميًا.. موعد مواجهتي مصر ضد إثيوبيا وبوركينا فاسو في تصفيات كأس العالم 2026    سائق ينهي حياته شنقًا داخل منزله في الفيوم    رانيا فريد شوقي في ذكرى رحيل والدها: "27 سنة من غير حضنك.. ولسه بدوّر عليك في كل حاجة"    تجديد الثقة في الدكتور عمرو دويدار وكيلاً لوزارة الصحة بسوهاج    تجديد الثقة بوكيل صحة الإسماعيلية: استقبلت الخبر أثناء زيارتي لزميل بالمجمع الطبي    المغرب.. إخماد حريق بواحة نخيل في إقليم زاكورة    حماس: خطة الاحتلال بشأن الإنزال الجوي إدارة للتجويع لا لإنهائه وتمثل جريمة حرب    بورسعيد تودع "السمعة" أشهر مشجعي النادي المصري في جنازة مهيبة.. فيديو    نتنياهو: نقاتل في قطاع غزة ولدينا قتلى ومصابون    درجات الحرارة تزيد على 45.. توقعات حالة الطقس غدا الاثنين 28 يوليو 2025 في مصر    "تعليم أسوان" يعلن قائمة أوائل الدبلومات الفنية.. صور    الداخلية تضبط 254 قضية مخدرات فى القاهرة والجيزة    إصابة 9 أشخاص إثر انقلاب سيارة على الطريق الصحراوي الشرقي ببني سويف    تاجيل محاكمه ام يحيى المصري و8 آخرين ب "الخليه العنقوديه بداعش" لسماع أقوال الشهود    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قرية جنوب نابلس.. وتطلق قنابل صوت تجاه الفلسطينيين    القصة الكاملة لعلاقة وفاء عامر بإبراهيم شيكا.. بدأت بدعم إنساني وانتهت باتهامات صادمة بتجارة الأعضاء    نجوى كرم تتألق في حفلها بإسطنبول.. وتستعد لمهرجان قرطاج الدولي    «فتح»: غزة بلا ملاذ آمن.. الاحتلال يقصف كل مكان والضحية الشعب الفلسطيني    غدًا.. وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان الدورة العاشرة لمعرض الإسكندرية للكتاب    الثلاثاء.. سهرة غنائية لريهام عبدالحكيم وشباب الموسيقى العربية باستاد الإسكندرية الدولي    ارتفاع المؤشر الرئيسى للبورصة بنسبة 1.3% ليغلق أعلى مستوى عند 34500 نقطة    رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل وفدا صينيا لبحث التعاون المشترك    7 عادات صباحية تُسرّع فقدان الوزن    داليا مصطفى تدعم وفاء عامر: "يا جبل ما يهزك ريح"    الدكتور أسامة قابيل: دعاء النبي في الحر تربية إيمانية تذكّرنا بالآخرة    أمين الفتوى: النذر لا يسقط ويجب الوفاء به متى تيسر الحال أو تُخرَج كفارته    "دفاع النواب": حركة الداخلية ضخت دماء جديدة لمواكبة التحديات    بالصور- معاون محافظ أسوان يتابع تجهيزات مقار لجان انتخابات مجلس الشيوخ    قبل كوكا.. ماذا قدم لاعبو الأهلي في الدوري التركي؟    قرار وزاري بتعيين الدكتور حمودة الجزار وكيلا لوزارة الصحة بالدقهلية    مجلس جامعة بني سويف ينظم ممراً شرفياً لاستقبال الدكتور منصور حسن    وزير البترول يبحث خطط IPIC لصناعة المواسير لزيادة استثماراتها في مصر    «مصر تستحق» «الوطنية للانتخابات» تحث الناخبين على التصويت فى انتخابات الشيوخ    تنسيق الجامعات 2025 .. تعرف علي قائمة ب71 معهدا للشعبة التجارية بدائل للكليات    وزير التموين يفتتح سوق "اليوم الواحد" بمنطقة الجمالية    تفاصيل تشاجر 12 شخصا بسبب شقة فى السلام    وزارة الصحة توجة نصائح هامة للمواطنين بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة    جواو فيليكس يقترب من الانتقال إلى النصر السعودي    ريم أحمد: شخصية «هدى» ما زالت تلاحقني.. وصورة الطفلة تعطل انطلاقتي الفنية| خاص    إصابة 11 شخصا في حادثة طعن بولاية ميشيجان الأمريكية    بدعم من شيطان العرب .."حميدتي" يشكل حكومة موازية ومجلسا رئاسيا غربي السودان    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر.. والإدعاء بحِلِّه تضليل وفتح لأبواب الانحراف    بعد فتوى الحشيش.. سعاد صالح: أتعرض لحرب قذرة.. والشجرة المثمرة تُقذف بالحجارة    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    تأكيدا لما نشرته الشروق - النيابة العامة: سم مبيد حشري في أجساد أطفال دير مواس ووالدهم    "سنلتقي مجددًًا".. وسام أبوعلي يوجه رسالة مفاجئة لجمهور الأهلي    الأمم المتحدة: العام الماضي وفاة 39 ألف طفل في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثروت الخرباوي:مصر محطه في طريق الجماعة لآخونه العالم
نشر في فيتو يوم 09 - 09 - 2012

لا يفتى ومالك فى المدينة.. هكذا هو الحال حين تريد الوصول إلى حقيقة الإخوان ومرادها وأحلامها السياسية, فالكاتب والمحامى الشهير ثروت الخرباوى, الذى انشق عن الجماعة قبل سنوات بعد محاكمة إخوانية بنكهة عسكرية, واحد من الذين يحفظون دهاليز وخبايا الجماعة وقد أجرى جراحة فى «قلب الإخوان» نشرها فى كتابه الشهير, ومازال لديه الكثير من الأسرار يكشف بعضا منها فى حواره مع «فيتو»..
في البداية ماذا يريد الإخوان من مصر ؟
-مصر مجرد محطة للإخوان المسلمين في طريق الوصول لإقامة دولة الخلافة الإسلامية والوصول إلي أستاذية العالم ، وهي محطة مهمة بالنسبة لهم فمنها ينطلقون بها إلي حكم العالم.
ولكنهم نفوا أكثر من مرة هذه القصة وأكدوا أن حلم أستاذية العالم لم يعد قابلا للتطبيق ؟
-لم يقل أحد هذا الكلام تحديدا ولكن حتي كل الكلام الذي قيل في فترة الانتخابات - سواء الذى قاله صفوت حجازي أو غيره - كان عن أنهم يسعون لتوحيد العرب في طريقهم إلي إقامة دولة الخلافة - عاصمتها القدس - وهذه فكرة من الأفكار الأيديولوجية التي لا تتخلي عنها الجماعة ,فمن الممكن أن يتحدث الإخوان – بالتقُية – عن أنهم تخلوا عن هذا الحلم لكن هذا أمر غير صحيح، فهم لن يتخلوا عن «فريضة» من وجهة نظرهم, فالخلافة بالنسبة لهم فريضة إسلامية وأنه لا يقوم الإسلام إلا بخلافة وأن الإسلام الحالي في العالم – إسلام منقوص – ونظرتهم إلي العالم لعدم وجود خلافة وأن العالم الإسلامي تماما مثل إسلام الناس بدون صلاة يكون منقوصا ً فبالتالي نظرة الإخوان تتجه إلي أن العالم بدون خلافة ليس فيه إسلام لأن الخلافة هي التي تقيم الإسلام أو أن العالم الإسلامي منقوص الإسلام .
ماذا عن قابلية ذلك للتطبيق؟
-في أفكار الإخوان وفي وصايا حسن البنا – مؤسس الجماعة - ما معناه أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وتؤدي إلي تحقيق المطلوب في النهاية حتي لو مرت عشرات السنين، وهم يعتبرون الآن أن نصف الحلم قد تحقق ، والنصف الآخر بدأ بتثبيت أركان حكمهم في مصر.
ما هي مخططاتهم لتحقيق السيطرة علي أجهزة الدولة بعد وصولهم للرئاسة ؟
-كانت لهم خطتهم السابقة قبل الثورة واستمرت عبر سنوات قديمة تقوم هذه الخطة علي السيطرة علي ثلاثة أجهزة في الدولة وهي الجيش والقضاء والإعلام ؛ وأنه طالما خضعت هذه الأجهزة للإخوان فكل شيء سهل ويسير فقد أقاموا تنظيما داخل الجيش منذ سنوات طويلة وكان يتم التعتيم علي هذا التنظيم واعترف بهذا التنظيم المهندس مصطفي مشهور لأبو العلا ماضي في لقاء جمعهم عام 1980 ،وقد نشر أبو العلا خبر هذا اللقاء وما تم فيه قبل الثورة بعامين في صالون أحمد المسلماني ولم يأخذ أحد هذا الكلام بمنطق الجدية ولكن انزعج الإخوان لأنه تم كشف ما لا ينبغي كشفه أبدا وقد حاولوا استخدام محي عيسي وكان علي صلة بأبو العلا ليقوم بنفي هذا الخبر ولكنه لم يستطع ذلك وثبت صحته بالتداعيات التي حدثت في مصر بعد ذلك، فالجماعة سعت لإعادة إحياء قسم الوحدات داخل الجماعة وهو القسم المسئول عن ضباط الجيش داخل الإخوان – أنشئ في الأربعينيات من القرن العشرين وأول مسئول عنه كان الصاغ محمود الصباغ وآخرهم إبراهيم شرف سكرتير مكتب الإرشاد – وقسم الوحدات له دور كبير في السيطرة علي الجيش .
وماذا عن القضاء؟
-الجماعة أنشأت قسما خاصا بالقضاء وهو قسم حديث داخل الجماعة بدأ في نهاية السبعينيات وأصبح مستقلا بذاته في النصف الثاني من الثمانينات وهو من الأقسام السرية، وقد قام بالفعل بالتغلغل في مؤسسة القضاء عبر سنوات طويلة ووصلوا خاصة شباب القضاة الذين أصبحوا مسئولين منهم المستشار مصطفي الشقيري وابنه أيضاً مستشار في مجلس الدولة أحد أفراد هذا القسم ونجحوا في أخونة عديد من القضاة .
وفقا لرؤيتك يتبقى الإعلام؟
-خطة التمكين التي وضعتها الجماعة تنص علي «إننا لن نستطيع أن نصل للتمكين إلا بعد عدة أشياء, قوة الساعد المتمثلة في الجيش وقسم الوحدات وإعادة النظام الخاص مرة أخري والثاني القضاء والثالث الإعلام», هذه المفاصل التي يعتمد عليها أي نظام حكم في تثبيت دعائم الحكم وقد اهتم أنور السادات بها ولم يستمر مبارك ثلاثين عاما إلا من خلال الإعلام والجيش والقضاء وقد قام فاروق سيف النصر بدور كبير في تسييس الهيئات القضائية وجعلها تابعة لمبارك، فالإخوان هذه خطتهم الأولي للسيطرة وبالنسبة لهم الأشياء الأخرى سهلة جدا فهم يعرفون طبيعة الشعب المصري وانه يميل إلي الركون إلي الحاكم وانتظار نتائج حكمه والصبر عليه فترة طويلة وأن المصري أخذ طبيعته الشخصية من نهر النيل الهاديء حتي فترة الفيضان ,فالإخوان يعلمون جيدا أن الشعب سيقبل حكم الإخوان وينتظر وسيصبر وفي خلال هذه الفترة سيدعمون أركان حكمهم والترويج بان من يثور علي حكمهم إنما يثور علي الإسلام ، والدروس التي كانت تعطي للإخوان كانت تستشهد بالآيات الخاصة بفرعون «أليس لي ملك مصر» ويراهنوا أن الشعب المصري مطيع – عاش الملك مات الملك - والإخوان درسوا تجربة الدولة العميقة في تركيا وأدركوا أن مصر ليست بها دولة عميقة بالمعني المعروف تنتقد الحكم الإخواني ولكن يوجد مفهوم الدولة البسيطة والتي ستصبر عليه.
معني ذلك أن خطتهم للسيطرة سبقت وصولهم للحكم ؟
كان لديهم خطط مسبقة وكشف عنها الأمن في فترات مثل قضية سلسبيل وخطة التمكين ثم في 2005 وما نشر عن خطة فتح مصر واستخدم مرسي نفس التعبيرات وقال في مؤتمراته الانتخابية «نحن علي وشك فتح مصر» وهذا يدل علي أن الفاتح يضع خطة مسبقة لهذا ومجلس الشعب عنصر من تلك العناصر، والإخوان اهتموا بزرع أنفسهم داخل العائلات الكبيرة في الصعيد والريف وأن يرتبطوا معهم بمصالح لذلك وقفت العائلات الكبيرة حتي القبطية معهم لدواعي المصالح فقط في انتخابات مجلس الشعب.
تردد أن قضية سلسبيل كانت خطورتها تتمثل في أنها محاولة من الإخوان لاختراق الجهاز الإداري.. فما رأيك؟
-خطورة قضية سلسبيل كانت متمثلة في اختراق الجيش والشرطة وأنها كشفت عن هذين الاختراقين وقد بدأ هذا الاختراق في عهد الأستاذ عمر التلمساني ،وساهم في بداية الاختراق العلاقة القوية بين صلاح شادي- من قيادات الإخوان وضابط شرطة كبير- وممدوح سالم وعن طريقه بدأ في الدخول للشرطة في أواخر السبعينيات، وأيضا ً كانت العلاقات الطيبة بين قيادات الإخوان بعثمان أحمد عثمان وسيد مرعي ساعدت في دخول عدد من الإخوان للكلية الحربية وأصبح بعضا منهم قيادات في الجيش المصري ، أما باقي الجهاز الإداري ليس له قيمة فهم مجرد موظفين تأتي لهم الأوامر من رئيسهم فتنفذ فقط ،ولكنهم يبحثون عن قوة الساعد كما جاء في رسالة المؤتمر الخامس لحسن البنا «لن نستطع أن نصل إلي التمكين إلا من خلال القوة وأننا سنستخدم القوة ولكن سننذر قبلها» وهذه من الرسائل التي يتم التعتيم عليها لأن البنا أشار إلي استخدام جماعته للقوة.
لكنهم في ذات الوقت كانوا مهتمين بالسيطرة على البرلمان والمجتمع المدني بمختلف منظماته؟
-أجل..فاهتمامهم بمجلس الشعب والاهتمام بالحكم المحلي كوسيلة للدعاية وسط الجماهير والوصول إلي العائلات الكبيرة من خلال المؤسسات الإعلامية الوهمية الإخوانية مثل مؤسسة صلاح عبد المقصود ودخول شخصيات ليس لها علاقة بالصحافة لمجال الصحافة ودخول نقابة الصحفيين حتي محسن راضي لم يكن له علاقة بالصحافة من قريب أو بعيد وأن تكون كوادر تساعد لتكوين كوتة تساعد الإخوان علي التمكين وكثير من الصحفيين علاقتهم بالإخوان وثيقة ولديهم ولاء لهم لأن الإخوان هم من أتوا بهم للجلوس علي الكرسي .
ماذا عن مفهوم الولاء للوطن خاصة لو سيطر الإخوان علي الجيش والشرطة ؟
هناك نوعان للولاء في الجماعة هما الولاء للوطن وهناك ولاء للفكرة؛ فالوطن عند الإخوان ليس مسألة أرض وحدود وإنما عقيدة وهو الدين ، أما الأرض يستطيع أن يهاجر ويقيم دولة الخلافة, فالولاء للوطن مجرد عاطفة والولاء للدين عقيدة وإذا تضاربت الولاءات سيتم تغليب ولاء العقيدة فأي شخص من الإخوان في الجيش أو الشرطة قد يضحي بمصلحة الوطن إذا وجد أن مصلحة الجماعة ستبقى.
وكيف سيكون الحال إذا واجه الجيش الإخواني جيش مسلم؟
-ستظهر تعقيدات كثيرة إذا أصبح الجيش المصري جيش إخواني ولا أعتقد أنه سيدخل حرب مع جيش مسلم حتي لو حدث مشاكل حدودية مثلا مع السودان علي حلايب وشلاتين وقررت السودان الحرب سيقول الإخوان – طظ في حلايب وشلاتين – فالولاء للوطن عقيدة إسلامية صحيحة ولكن أفكارهم تخرج عن طريق الصواب،والرسول عليه الصلاة والسلام نفسه كان ولاءه وعقيدته لمكة وقال «والله لولا أهلك أخرجوني ما خرجت» وعندما حارب الكفار لم يذهب غازيا ً بل هم الذين حاربوه وعندما عاد في فتح مكة عاد لبلده الذين أخرجوه منها فهذه عقيدة الانتماء للوطن وهي عقيدة إسلامية صحيحة أما أفكارهم فهي التي تخرج عن نطاق الصواب فيما يتعلق تغليب ولاء علي ولاء.
إلي أي درجة بلغ استعجال الإخوان للسيطرة وهل لديهم الكفاءات المطلوبة ؟
-الإخوان لديهم استعجال كبير للوصول لما يريدون لأنهم يقولون إنهم انتظروا أكثر من 80 عاما والآن بالسيطرة علي مصر سيكونون قد اختصروا نصف الطريق للوصول إلي الحلم المنشود، وأيضا الأخوان لديهم تخصصات كثيرة لكن لا توجد الكفاءات؛ لأن طريقة تربية الأخ في الجماعة تعدم الكفاءة لأنها تقضي علي حرية التفكير وهم ضد الإبداع فالإخوان جماعة عسكرية تعد أفرادا يجيدون التنفيذ فقط وليس التفكير فهناك فعلا تنوع في الاختصاصات ولكن هناك آفة انتشرت داخل الإخوان وهي البعد عن التفكير والإبداع والإخوان لا يعرفون فضيلة التفكير.
البعض يرى أننا نعيش نكسة شبيهة بنكسة يونيو خاصة انه بعد ثورة يناير كانت تطلعات المجتمع في أقصى حد لها ولكنهم اصطدموا بسيطرة الإخوان على كل شيء فحدثت صدمة لهم...ما رأيك؟
-ما حدث أيام عبد الناصر والذي تمثل في هزيمة 1967 لحق بكل المصريين ،ولكن بعد الثورة والآمال التي بناها البعض لحقت نكسة جديدة بالمثقفين والمبدعين والنخب السياسية، فمن يطلب الحرية عليه ان يدرك أن هناك هرما متدرجا لاحتياجات الناس فالطبقة الدنيا تحتاج إلي الطعام والأمان والمسكن إلي أن نصل للطبقات العليا التي تحتاج إلي ما يغذي الروح والحرية والتي نفتقدها الآن ،فالطبقات الدنيا تنتظر هل آمالها ستحقق وكانت هناك ثورة عنيفة كادت أن تحدث لولا أن حجبتها ثورتنا البيضاء هي ثورة الجياع وهناك مشاكل خطيرة منها أن من ينامون علي الرصيف وفي الشوارع ينامون في الشوارع القريبة من الأحياء الراقية وبدأت بعض الاحتكاكات بينهما ،الثورة القادمة لن تكون بالمعني المعروف ولكنها ستكون هبة جياع فالثورة القادمة ستكون عنيفة وستحطم كل شيء، وستتداخل فيها رغبات الطبقات العليا في الحريات مع ثورة الجياع الذين يفتقدون الأشياء الأساسية في الحياة،والطبقات العليا ستصطدم مع الإخوان وبدأ ذلك بالفعل من الآن، والإخوان بارعون في الكلام وربط التيارات السياسية معهم بمصالح مستقبلية مثل الوفد والتجمع ومع شخصيات مثل حمدي قنديل ومعتز بالله عبدالفتاح فيتحولون إلي ميكروفونات لصالح الإخوان المسلمين وكان دائما خيرت الشاطر يردد دائما «كل برغوث علي قد دمه فهم الآن يشترون البراغيث». الجماعة طرحت برنامجا سمته ب«النهضة» ما وجهة نظرك فيه؟ لقد قرأت برنامج النهضة وأرى أنه من كل فيلم أغنية وأخذ من كل الأفكار وعامل تلفيق لها وليس توفيقا ولكن لا يوجد به ملامح دولة واضحة حتي فكرة الدولة الإسلامية التي ظل الإخوان يروجون لها فترة طويلة تحت مسمي «الإسلام هو الحل» لا ملامح لها، ثم أين مشاكل الاقتصاد الإسلامي وما هي نظرتهم وفكرتهم عن شركات التأمين والبنوك والتي ترتبط بالاقتصاد العالمي الذي يرتبط بنظام الفائدة وهم يقولون إنها ربا وكيف ستتحول إلي نظام إسلامي ، فهل بحثوا كل هذه المشاكل أم لا ،والحقيقة أنه لا يوجد شيء أسمه اقتصاد إسلامي، وهم يريدون أسلمة كل شيء وهذا خطأ فلا يوجد تاريخ إسلامي وإنما تاريخ مسلمين وليس هناك فقه إسلامي ولكنه فقه المسلمين ،فما أعطيته مسمى اقتصاد إسلامي فقد يرد عليه الخطأ فلا يعد إسلاميا ًولم يأتي الإسلام لهدم المجتمعات بل جاء ليتصالح مع الواقع ولا يرفضه ليقبل كل شيء فشرع من قبلنا شرع لنا مادام لا يخالف شرعنا ، فعندما يقف الإخوان عند هذه التسميات فهم لا يعرفون شيئا ويصنعون أوهاما ، وعندما يتحدثون عن الربا ولم يدرس واحد منهم الاقتصاد فالفارق بين العملة الورقية التي تعتمد علي الإنتاج والتي تتغير ارتفاعا وانخفاضا حسب الإنتاج وما بين السلعة نفسها التي يرد عليها الربا والزيادة فلم يجتهد الإخوان اجتهادا حقيقيا, فالقرضاوي كان يقول لهم اجتهدوا لأنفسكم وللواقع ولكن آخر كلمة قالها محمود غزلان «نحن لدينا ثروة فقهية من اجتهادات الأولين سنقف عليها ونطبقها» ، فهذا غاية ما لديهم وآخر اجتهاد هو الأحكام السلطانية للموردي ومن الممكن أن يحوله الإخوان إلى نظام حكم وفقا لتصريحات غزلان وعندها يبحثوا عن ملك من قريش يأتوا به خليفة على المسلمين وليكن الملك عبد الله الثاني ملك الأردن فهو قرشي.
تتحدث عن سيطرة الإخوان على قمة هرم السلطة ماذا عن رغبتهم في السيطرة على قاعدة هذا الهرم أيضا؟
-من الواضح أن للإخوان رغبة كاملة في السيطرة على الهرم الطبقي من الأسفل لأعلي, فشيء طبيعي أن يضع أي نظام الولاءات التي تدين له في المراكز الحساسة, فكل وزير أو محافظ ستكون له علاقة بشكل أو بآخر بالإخوان وسيكونون مدينين له بأنهم هم من أتي به في الكرسي وخاصة المحافظات الكبري لتنفيذ سياسات الإخوان المسلمين في السيطرة علي المجالس المحلية لها لمساعدتهم في انتخابات مجلس الشعب والتي ستعقد شبكة من المصالح مع كبار العائلات بهذه المحافظات فهم خلال المحليات والمجالس استطاعوا أن يصنعوا شبكة مصالح مع الناس وهذا ما سيحاولون عمله ليظل الإخوان السيطرة علي البرلمان,والإخوان كذلك وجدوا النيابة الإدارية تمثل لهم مشكلة فالرقابة تقوم بدور معلوماتي وعندما عرضت أسماء الوزراء على هشام قنديل عرض عليه تقرير من الرقابة الإدارية لذلك اكتشفوا أهميتها فهناك شيء غير مرئى لإقحام شخصيات من الإخوان داخل الرقابة الإدارية فبالملفات والتقارير يمكن السيطرة علي الناس وهناك مشكلة تعدد الولاءات والقيام بإدوار ثنائية دور للدولة ودور للجماعة.
هل هناك عوامل ساعدت الجماعة في السيطرة على كل شيء؟
-لأنهم جهزوا أنفسهم من فترة طويلة فهم الوحيدون الذين اشتغلوا سرا في العديد من أجهزة الدولة وتغلغلت في أماكن مهمة داخل الدولة فساعدتها الشخصيات التي وصلت لمناصب للقفز فاللواء عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع الجديد عمه عباس السيسي القيادي الإخواني التاريخي وهذا أمر تكتموا عليه ولكنه عرف .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.