مكى يستعد ل «أخونة القضاة».. وشباب الثورة والمرأة ..خارج نطاق الخدمة استعانة الرئيس بالجنزورى ينزع ورقة التوت الأخيرة عن عورة جماعة مرسى وكأن «مصر الثورة» خلت من شباب ورجال قادرين على حمل حقائب وزارية، فى أول حكومة بعد انتخاب رئيس مدنى للبلاد، فمثلما جاء اختيار رئيس الحكومة الدكتورهشام قنديل مخيبا للآمال،وصادما لكثير من التيارات السياسية،جاء تشكيل الحكومة مثيرا للجدل،ومحيرا لأولى الألباب، فلم تكن حكومة»تكنوقراط»،كما تردد قبل تشكيلها، بل حكومة «هجين متنافر»، ترفع شعار «التودد للدولة العميقة»،،بحسب النائب السابق مصطفى النجار،لوجود وجوه قديمة من النظام السابق،طالما طالب الإخوان بتغييرها! الحكومة-التى زادت حقائبها إلى 35 حقيبة دون مبرر –جاء تشكيلها خليطا من الإخوان ومن يدورون فى فلكهم ،ومنتمين للحزب الوطنى المنحل،وكبار السن ،الذين كسروا حاجز الستين والسبعين عاما، ليتبدد حلم المصريين فى وجود حكومة تعبر عن إرادة الشعب تعبيرا حقيقيا،حكومة تضم فى عضويتها شبابا ونساء وكفاءات حقيقية غير مسيسة! وعكست الحكومة الجديدة،أنه لا جديد تحت شمس القاهرة،فجماعة الإخوان،التى ينتمى إليها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة،تعيد إنتاج السياسات،التى قامت بسببها الثورة،فلا اعتبار لكفاءات واعدة أو خبرات شابة ،ولكن تم تغليب أهل الثقة والأصدقاء على من سواهم،لتبقى مصر –حتى بعد الثورة- بلدا عقيما،غير قادر على إنجاب عقول قادرة على الخلق والإبداع والابتكار. حكومة هشام قنديل ليست طاعنة فى السن فقط , أو محدودة القدرات والكفاءات أو هجينا متنافرا, بل حكومة سوابق أيضا , ف»قنديل» الذى كان وزيرا للرى منذ حكومة عصام شرف، لم يسجل له إنجاز واحد خلالها , لدرجة أن بعض الخبراء ذهبوا إلى أنه لو استمر فى منصبه كوزير فإن مصر سوف تفقد حوالى 9 مليارات متر مكعب من حصتها فى مياه النيل بسبب فشله الذريع وسياساته الخاطئة فضلا عن قلة خبراته السياسية . موظفون فى وزارة الرى يرون أن رئيس الوزراء الجديد خالف اللوائح والقوانين قبل تركه للوزارة بأسبوعين عندما قام بترقية صديقه «محمد عبد المطلب» رئيسا للمركز القومى لبحوث المياه متخطيا بذلك الكفاءات والأقدميات الموجودة بالوزارة ،ما يعكس أنه يتبنى شعار «الأصحاب أولا». ويأتى تكليف المهندس محمود سعد بلبع «61 عاما» بحقيبة الكهرباء، ليطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى هذا الاختيار , ف«بلبع» ،الذى تجاوز الستين ،واكب وجوده فى منصب «رئيس الشركة القابضة للكهرباء» ،اعتصامات ومظاهرات عدة، احتجاجا على أسلوب إدارته. ائتلاف مهندسى محطات إنتاج الكهرباء يتهمون الوزير الجديد بأنه المسئول الأول عن موجة انقطاع الكهرباء،فى الفترة الأخيرة، موضحين بأنه فى ظل رئاسته للشركة تدنى مستوى محطات الكهرباء وتفاقم العجز فى قدرات التوليد ،واللافت أن «بلبع» كان عضوا بالحزب الوطنى المنحل! وجاء اختيار الدكتور حاتم صالح لوزارة الصناعة والتجارة ,صادما للعاملين فى مجال الصناعة، حتى إنهم يتساءلون: كيف أصبح صالح وزيرا وهو متهم فى قضايا احتكارالألبان التى لا تزال منظورة أمام النيابة العامة؟!. الوزير الجديد استدعته النياية العامة ثلاث مرات ، وتم التحقيق معه بصفته رئيس شركة « بيتى « ثم رئيس شركة «إنجوى» . الدهشة لم تفارق أبناء محافظة دمياط بعد اختيار الدكتور أسامة كمال « 53» عاما وزيرا للبترول، الذى كان رئيسا للشركة القابضة للبترو كيماويات « موبكو « ،كما كان مهندس مشروع «أجريوم «، الذى ثارت بسببه احتجاجات شعبية هائلة . ائتلاف «مواطنون ضد مصانع الموت «,اتهموا الوزير الجديد بأنه كان يسعى لإحداث الوقيعة بين أهالى السنانية بدمياط فى محاولة منه لتشغيل « موبكو» حتى لو على جثث المواطنين . وبثت مواقع اليوتيوب مقاطع تظهر أن كمال قام بعرض رشاوى على أهالى السنانية تحت مسمى «تعيين» وتم تحرير عقود لبعض الأهالى بقيمة 200 جنيه بخلاف المكافأة السنوية الضخمة على أن يصرف هؤلاء الاهالى مرتباتهم الشهرية بدون الذهاب للعمل مقابل التغاضى عن أضرار الشركة ! وفى وزارة الآثار ،عبر» ائتلاف العاملين بوزارة الآثار ،عن استيائهم من استمرار الدكتور محمد إبراهيم « 59 عاما » فى منصب وزير الآثار، لأنه - من وجهة نظرهم- حنث بوعوده للعاملين فلا هيكلة للأجور تمت ،ولا قطاع للترميم ،ولا قضاء على الفساد تم، كما وعد فى الحكومة السابقة ، كما وصفه العاملون فى المتحف الكبير ب«وزير الوعود الكاذبة » ,مشيرين إلى أنه وعدهم بتعديل أجورهم وتسويتها مع أجور موظفى الوزارة،دون جدوى . أما اختيار اللواء أحمد زكى عابدين وزيرا للتنمية المحلية ،فجاء الأكثر إثارة ,فالرجل الذى نشأ فى كنف الحزب الوطنى المنحل، شهدت محافظة كفر الشيخ التى كان محافظا لها عديدا من الاعتصامات والتظاهرات ضده بسبب تردى اوضاع الخدمات ومشكلة الصرف الصحى التى كانت تعانى منه المحافظة ، وكثيرا ما احتشد أبناء المحافظة ، مطالبين بإقالته،بداعى أنه يقود الثورة المضادة . ورغم أن تكليفه بوزارة العدل جاء مزعجا للأسرة القضائية ، بسبب ارتمائه فى حضن الإخوان، إلا أن اختيار المستشار أحمد مكى « 71 عاما » أثار كثيرا من علامات الاستفهام والنوايا غير الطيبة ،وأصبح هناك إجماع على إن «مكى» قادم لأخونة القضاة،وتصفية زملاء المهنة،خاصة الذين يعارضونه دائما حتى أن نادى القضاة تعمد عدم دعوته إلى حفل إفطار أقامه الأسبوع الماضى،ما يعكس طبيعة العلاقة المتوترة بين الوزير والقضاة. وجاء تكليف صلاح عبد المقصود بوزارة الإعلام ليكشف عن أكثر من حقيقة،أبرزها أن القوات المسلحة لم يكن لها علاقة بتشكيل الحكومة،ولا بما يسمى «الوزارات السياسية»،فالرجل الذى ظل طوال عمره متخندقا فى الدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين،لا يملك من الخبرات الحقيقية ،التى تؤهله للحصول على مثل هذه الوزارة،التى طالما طالب الإخوان بتفكيكها! ولأن التضارب وتصفية الحسابات ومجاملة الأصدقاء..سمات أساسية فى النظام الجديد،فإن الاستعانة بالدكتور كمال الجنزورى «79 عاما» مستشارا للرئيس ،أمرمريب،ليس لأن الرجل ليس جديرا بهذا،ولكن لأن نواب الإخوان كثيرا ما هاجموه وطالبوا بإقالة حكومته،عبر مجلسهم المنحل،ورئيسه الكتاتنى! ويعلق الدكتور رفعت السعيد ،رئيس حزب التجمع،على تعيين الجنزورى-الذى يلامس عامه الثمانين-مستشارا للرئيس الإخوانى،رغم الهجوم الكاسح عليه من قبل،بقوله:إن نواب الإخوان لم يكونوا صادقين فى انتقادهم للجنزورى،بل كانوا يبحثون يومئذ عن مصلحتهم والقفز على تشكيل الحكومة بشتى الطرق والأساليب الملتوية،وتساءل السعيد: إذا كانت هذه سياسات الإخوان فلماذا يقبل الجنزورى التورط فى هذه المهمة،لا سيما أن تاريخه مشرف، وليس فى حاجة إلى مناصب شرفية؟! فى السياق ذاته..وصف الناشط السياسى أحمد بهاء شعبان،وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى،تعيين الجنزورى بالقرار العشوائى،ويتفق مع عشوائية كل من ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين،لافتا إلى أن ما فعله مرسى يتفق مع سياسة الجماعة التى كانت تنتقد كل من يتعامل مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل قبل أن يقفزوا على السلطة ويتوددوا إلى أمريكا والكيان الصهيونى. وتساءل «محمد الحديدى»-المتحدث باسم حركة «الصيحة الإخوانية،وزوج ابنة خيرت الشاطر» :كيف يتم تعيين الجنزورى مستشارا للرئيس ،وهو من قمنا بتنظيم مليونية لإقالته؟ الحديدى كشف عن أنه تحدث مع قيادات من الجماعة عن اختيار الجنزورى،فأوضحوا له أن الأخير يمتلك الكثير من مفاتيح الدولة العميقة وانه رجل دولة من طراز فريد!!