قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إن المجتمع المصري تغمره فرحة كبيرة بإنجاز مشروع حفر قناة السويس الجديدة واستعدادات الاحتفال بانتهاء المشروع الذي يؤكد للعالم أن مصر قادرة على تنفيذ مشروعات ضخمة وعملاقة. وأكد أن مشروع قناة السويس فاتحة خير، فهو يمثل تنمية حقيقية ومستدامة تتكامل مع خطط إقامة شبكة طرق وأراضٍ زراعية مستصلحة بدأت بمشروع المليون فدان وتليها مساحات أخرى شاسعة. وقال رئيس الوزراء، ملتفتا لقيادات المصالح الضريبية والجمركية: "أتوجه بالشكر والتقدير لرجال مصر الشرفاء على جهدهم الكبير في حماية اقتصاد مصر ودورهم في بناء مستقبل أفضل لبلادنا"، وشدد رئيس الوزراء على أهمية محاربة التهرب الجمركي والتهرب الضريبي، مشيرا إلى أنها من أسوأ صور الفساد؛ لأنها تعتدي على حقوق المواطنين بشكل مباشر. جاء ذلك خلال مشاركة رئيس مجلس الوزراء في اجتماع بمقر وزارة المالية مع وزير المالية هاني قدري دميان، في حضور كوادر وقيادات المصالح الإيرادية العامة التابعة لوزارة المالية وهي الجمارك والضرائب العامة والمبيعات والضرائب العقارية، من كل المناطق المركزية للمصالح الثلاثة على مستوى ربوع مصر. وأوضح رئيس الوزراء، أنه "عندما نقول إن مصر أد الدنيا وإنها أم الدنيا، فهذه عبارة واقعية وحقيقية؛ لأن الله حبانا بمقومات كثيرة مثل الشخصية المصرية التي تتميز بالإيمان العميق بالله والقلب الطيب والعقل المتفتح والذكي، وعندما تتجمع هذه الصفات في شخصية تجدها شخصية مسئولة وقادرة على العمل والعطاء وبذل أقصى جهد، والصبر فهذا هو الإنسان المصري الأصيل". وأشار إلى أنه مع هذه المزايا كلها لا بد أن يبذل الجميع مزيدا من العمل والجهد والاجتهاد الحقيقي، والأهم من ذلك لا بد أن نعي أن هناك من يتربص بما نحققه من إنجازات ونجاحات، فنحن نرى مع كل تقدم نحرزه هناك من يحاول الإيقاع بنا وإعاقة حركتنا وافتعال المشكلات، ولكنه لن ينجح في ذلك أبدا. وقال رئيس مجلس الوزراء: إن الشباب هم أمل مصر وبسواعدهم سنبني بلدنا بالجدية والاجتهاد؛ من أجل أولادنا وأحفادنا؛ لأننا جميعا إلى زوال ومن سيبقى مصر والأجيال القادمة والتاريخ. وطالب رئيس الوزراء العاملين بالمصالح الإيرادية للدولة، ببذل المزيد من الجهد في العمل قائلا: إن كل رجال الجمارك والضرائب هم من رجال مصر الشرفاء وهم الذين سوف ينقلون البلد نقلة كبيرة بجهدهم، وكذلك بتصديهم للتهريب سواء الجمركي على المنافذ الحدودية أو التهريب الضريبي. وأضاف أن رجال الجمارك والضرائب يؤدون دورا متميزا ووطنيا، ومهما تكن أمامهم الإغراءات فلن تقل عزيمتهم أو يتهاونوا في أداء الواجب، مشيرا إلى أنهم حماة المال العام ومن يكسب ويحقق أرباحا لا بد أن يدفع حق المجتمع في هذا الربح والمكسب؛ لأن مصر قدمت لهم الكثير، كما أن الغني عليه أن يدفع من أجل الفقير يعيش بكرامة في بلده، مشددا على ضرورة توخي العدل وعدم الظلم في تحصيل حقوق الخزانة العامة. ولفت إلى أن مصر ستبني وتتقدم على أيدي أبنائها الذين نحترم عملهم وجهدهم، فكما نحترم رجال القوات المسلحة والقضاء والشرطة كذلك نحترم أصغر موظف في الجهاز الإداري للدولة، طالما أنه يعمل بجد واجتهاد ولا يهمل في أداء واجبه، لكننا لن نحترم من لا يعمل أو يهمل في عمله؛ لأنه يأخذ حق وجهد الذي يعمل بجد واجتهاد. وأكد أنه كي تستقيم الأمور لا بد أن تكون هناك عدالة بين الجميع وكلنا يجب أن نضع مصلحة مصر أولا وقبل أي شيء آخر، فالبلد لن يستقر وضعها أو ينتظم بالصورة التي نأملها جميعا إلا بوجود نظام أساسه العدل، لافتا إلى أن الله عز وجل وضع العدل بيننا ولا بد أن ننفذه، مشيرا إلى ثقته في أنه لا يوجد بيننا أحد لا يريد العدل أو يحزن منه. وقال محلب إن خطط تحديث وتطوير مصر تتطلب الكثير من الموارد والأموال للإنفاق على التعليم والصحة بالصورة التي نأملها جميعا، فالمعلم لا بد أن يكون في أعلى الدرجات المالية؛ لأنه يصنع شخصية جيل، خاصة المعلم بالمرحلة الابتدائية، لكن تلبية هذه الطموحات تتطلب وضع آليات منضبطة مثلا الدروس الخصوصية والمدارس التي تغلق أبوابها الساعة 11 صباحا، وعدم التزام البعض، هذه أمور يجب أن تختفي، فنحن نسعى أن نعلم أبناءنا أفضل تعليم وأن نحميهم، ونحن يجب أن نقف معا يدا بيد لتغيير هذه السلبيات كلها فهذه بلدنا، بلد المصريين جميعا وليست بلد فئة بعينها وليست أيضا بلد الحكومة أي حكومة؛ لأن الشعب هو من يدفع مرتباتنا، ولذا يجب أن نراعي ظروف المواطنين ونتعامل معهم أفضل معاملة، وأن نصبح بجد مصريين على قدر المسئولية، فلا تفرقة بيننا بأي صورة من الصور. وأكد أن الحكومة تقدر جهد كل العاملين ولن تستطيع أن تحقق الآمال إلا بهم ومعهم يدا بيد، لافتا إلى أن كل شخص عليه دور أن ينقل هذه الرسالة إلى كل زملائه والعاملين معه، فلا بد أن نعطيهم الأمل والحافز، وأن يشعروا بالمسئولية وبأهمية الدور الذي يقومون به وهذا أمر حقيقي. وأشار رئيس الوزراء، إلى أن هناك 6.5 ملايين موظف بالجهاز الإداري للدولة لو عملوا بالصورة المطلوبة وبذلوا أقصى جهد، لتغيرت الكثير من الأمور، مشددا على حاجة مصر للتفاني في العمل والعطاء في المواقع. وقال إن مصر ترسل رسالة الآن للعالم، وهي أن مصر لا تنام فهي تعمل ليل نهار لإنجاز مشروع قناة السويس، الذي تحقق لأننا عملنا 24 ساعة يوميا على مدى 7 أيام ولمدة عام متواصل، ولهذا نحن قادرون بالعمل فقط أن نحقق ما نريد. وأضاف أنه لا بد أن نبتر ونحارب أي حالة فساد فهذه مسئولية الأجهزة الرقابية وهي كثيرة؛ حيث تقوم حاليا بدور وقائي رائع، لافتا إلى ضرورة أن ندخل مرحلة التنوير لنغير واقعنا للأفضل، ومن يحاول أن يقف أمامنا يجب أن نمنعه من عرقلة جهودنا.