بطل من أبطال حرب العاشر من رمضان , استطاع بفكرة تجريف الساتر الترابى لخط بارليف بمدافع المياه أن يقلب موازين العسكرية العالمية ويحدث صدمة للجانب الإسرائيلي.. هو اللواء مهندس باقى زكى يوسف قائد مركبات الجيش الثالث الميدانى فى حرب 1973. «فيتو» حاورته ليكشف ما فى جعبته من أسرار, ومنها شهادة اللواء سعد زغلول قائد الفرقة 19 الذى أصبح فيما بعد قائداً لسلاح حرس الحدود عندما أخبره يوسف بفكرة تدمير الساتر الترابى, ليقول القائد له: أنت أعطيتنا «الطفاشة» التى فتحت بوابة مصر. اللواء باقى يوسف اجتر ذكرياته عن حرب العاشر من رمضان قائلاً: نعيش فى مصر أسرة واحدة فلا يوجد فرق بين مسلم ومسيحى والكل يتشارك فى الأعياد والمناسبات مثل شم النسيم وعيدى الفطر والأضحى, ورمضان, أما فى القوات المسلحة فالوضع له طابع خاص حيث نجد التماسك وخوف المسلم على المسيحى والعكس يأخذ منحنيا ساميا لأنهم يعرفون جيدا أن أرض المعركة لا تفرق بينهم على الإطلاق, والعسكرية ليس بها مفاضلة بين الجنود والقادة حسب الديانة. «عبرنا جميعا تحت صوت الله أكبر», هكذا واصل قائد مركبات الجيش الثالث فى حرب العاشر من رمضان كلامه مشيراً إلى أن الجميع قال هذا التكبير والقلوب عامرة بالإيمان فضلا عن تسارع القادة والجنود لنيل الشهادة تاركين خلفهم ديانتهم مولين وجوههم شطر تحرير الأرض رافعين نداء النصر أو الشهادة. اللواء يوسف مستكملا: شاهدت بنفسى كيف كان يقتسم الجندى المصرى لقمة العيش مع أقرانه فى الحرب بعيداً عن أى تمييز دينى على الإطلاق.. وأتذكر اللواء طلعت مسلم الذى كان يشغل منصب رئيس عمليات الفرقة 19 بعد 1967 موضحا أن هذا الرجل من أخلص وأمهر وأحب القادة إلى قلبه وأن علاقته به ما زالت قائمة منذ الحرب وحتى وقتنا هذا وعلى المستوى العائلي. ولفت إلي أن المصرى معدنه أصيل فلن تنال منه الفتنة الطائفية المستوردة من الخارج, موضحا بأن شعب مصر صاحب أكبر ميراث فى الحضارات بين الشعوب فكان أول من عرف التوحيد, والدولة, والحقوق, والعدالة, والتسامح. اللواء باقى أشار إلى أن الإسلام والمسيحية يشتركان فى الحث على السلام, والخير, والمحبة والوفاء, والإخلاص وعدم خيانة الأمانات متحديا إمكانية التفريق بين المسلم والمسيحى من وجوههم المصرية, موضحا أن شهر رمضان يذوب فيه الجميع بالخير والحب والتواصل الاجتماعى والسهرات الرمضانية فضلا عن موائد الرحمن التى يقيمها المسلمون والمسيحيون سواء من خلال الكنائس أو المساجد, فتلك الأجواء تذكره بأجواء حرب أكتوبر, موضحا: فقد شاهدنا المسيحى وهو يعد الإفطار لزميله المسلم رغم وجود فتوى تبيح إفطار الجنود وقت الحرب. القائد الميدانى اختتم مقاله قائلاً: هناك قادة مسيحيون استشهدوا فى الحرب وأذكر منهم العميد شفيق ديمترى واللواء فؤاد عزيز غالى قائد الجيش الثانى.