ألقى وزير الثقافة العراقي فرياد رواندزي، كلمة في المؤتمر الدولي الذي أقيم في أرمينيا بعنوان "السياسة الثقافية، والسياسة من أجل الثقافة، ودور الثقافة في تطور ما بعد أجندة عام 2015" بمناسبة مرور (70) عامًا على تأسيس منظمة اليونسكو. وقال رواندزي خلال كلمته: «رغم كلّ المصاعب والأزمات التي يواجهها العراقيون، منذ عقود إلا إنهم لم يتوقفوا عن الفخر ببلادهم؛ بسبب التراث الثقافي العظيم لهذه البلاد، وكثيرًا ما يجد العراقيون في هذا التراث العزاء الأمثل عما يواجهونه، بل إنهم يعتمدون على هذا التراث باعتباره مقياسًا لقدرة العراقي على الصمود في وجه المشاكل، وهذا التراث هو أحد أهم عوامل تماسك المكونات العراقية والحفاظ على وحدة المجتمع». أضاف رواندزي: «المؤلم اليوم إن هذا التراث الإنساني صار في مقدمة ضحايا الإرهاب، إذ تعمل الجماعات الإرهابية، وبالأخص تنظيم داعش الإجرامي على تخريب الآثار العراقية العظيمة، وتحطيم المتاحف وتهريب القطع الأثرية والمتاجرة فيها كما أن هذا التنظيم عمل بقسوة على تخريب التنوع الثقافي في العراق والإساءة إلى جميع مكونات البلاد المتعايشة، الإرهابيون ينفذون مجزرة بشعة بحق الحضارة الإنسانية في العراق، ويحرمون الأجيال القادمة من الاطلاع على تراث خلاق، لطالما دفع الإنسانية إلى المزيد من التفكير والابتكار، وحقق أهدافًا راقية أسهمت في دفع الإنسانية إلى مزيد من التقدم». وأشار رواندزي:« التراث الثقافي العراقي بحاجة إلى الحماية من الإرهاب، وهذا لن يتحقق إلا بتعاون دولي واسع، كما أن هذا التراث يستحق العناية والتعريف به؛ لاستلهام قيمه الإنسانية وأيضًا للانتفاع منه في تحسين معيشة الناس مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، وهو الهدف الأول للتنمية المستدامة». وعلق رواندزي، على الخطر الإرهابي الموجود في داعش: «إن هذا الخطر ليس عراقيًا، وقد قلنا هذا في بداية ظهور داعش، إلا أن ردود الأفعال لم تكن قوية، والآن ما عاد هذا الخطر منحصرًا ولو بدرجات متفاوتة، لكن يبقى الخطر كامنًا وقابلًا للانفجار، وتخريب كلّ ما هو موجود من الحضارة المنتجة من الإنسان منذ ظهوره وإلى الآن».