عيد الفطر هو أحد العيدين الذين يحتفل بهما المسلمون في كل بقاع الأرض، لكن لعيد الفطر بهجة خاصة؛ إذ أنه يأتي بعد شهر رمضان المبارك، فيكون المسلم متشوقًا لقدوم العيد، والإفطار، والقيام بالعبادات المتعلقة بعيد الفطر. ويتسابق الناس بهذه المناسبة لتهنئة بعضهم البعض، هذا وتحمل الأعياد إضافة للبعد الديني، البعد الإنساني والاجتماعي، فالعيد هو التقاء الناس بعد افتراق، وهو صلح بعد خصام، الأعياد هي الفرحة ولم الشمل، وهي المشاركة مع العائلة والمجتمع ككل، لتوثيق الروابط وتقويتها، أكانت اجتماعيّة أم فكرية أم روحيّة. قال الشيخ سيد زايد، مدير عام مجمع الدير الإسلامي وعضو لجنة الفتوى، إن عيد الفطر قد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه إنه يوم الجائزة، لأن الملائكة تقف على الطرقات يوزعون الجوائز على الصائمين، لذا من السنن أن يذهب المسلم إلى مصلى العيد من طريق ويعود من طريق آخر. وأشار "زايد"، إلى أن العيد هو يوم بهجة وفرحة، فقد دخل أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه، على عائشة رضي الله عنها وأرضاها، في بيت النبي "صلى الله عليه وسلم"، ووجدها مع جارتيها تغنيان فغضب أبو بكر قائلا: "مزمارة الشيطان في بيت رسول الله"؟، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "دَعْهُما أبا بكر، فإن لكل قوم عيدا وإن عيدنا هذا اليوم، وليعلم اليهود أن في ديننا فسحة". ولفت "زايد" إلى أنه يكره زيارة القبور في يوم العيد؛ حيث إن هذه عادة سيئة وبدعة ضالة، ويستحب زيارة الأهل والأقارب والجيران لقوله تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"، وقوله "صلى الله عليه وسلم": "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، وأخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره. وأوضح "زايد" أن من السنن بعد الفرحة بيوم الفطر، صيام السنن البيض لحديث صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر"، وعلى من أفطر في رمضان بعذر كمرض أو سفر أو حمل للمرأة أو إرضاع، عليهم قضاء هذه الأيام بعد رمضان، إلا إذا نصح الطبيب بعدم الصيام لمرض شديد، فأولئك يتوجب عليهم إخراج "ثماني جنيهات" عن كل يوم. وتابع "زايد" أنه يستحب للمسلم يوم العيد الاغتسال والتطيب ولبس الجديد أو النظيف والخروج للمصلى بعد أن يتناول إفطاره ولو على تمرات أو شربة ماء أو لبن، ولا يصلي قبل صلاة العيد شيئا، ثم يصلي العيد وينتظر سماع الخطبة.. تقبل الله من المسلمين جميعا.