هل تذكرون «طظ»؟.. السؤال ليس فزورة، نطلب منك عزيزي القارئ الإجابة عليها، حيث إن «طظ» هذه من مآثر وأفضال وأقوال الفاضل الجليل الأستاذ مهدى عاكف مرشد الجماعة المحظورة السابق، وهو المرشد الوحيد الذى يحصل على لقب سابق وهو حى، حيث تقتضي لوائحهم بقاء المرشد في موقعه حتى يسلم الروح إلى خالقها. وميزة مهدى أنه رفض الانصياع للوائح وترك موقعه لغيره، وليس معروفا إن كان الرجل قد أقيل أو استقال، حيث يبدو الأمر داخل جماعة تعمل تحت الأرض سرا حربيا، ولكننا ومن قراءتنا لتاريخه النضالى الطويل جدا نقول باستقالته وليس إقالته. نعود إلى «طظ» وهي الواردة على لسان سيادته أثناء إجراء زميلنا الصحفي النشط سعيد شعيب، والمنشور على ما أذكر في روز اليوسف عام 2006. في هذا الحوار قال فضيلة العلامة والمربى الجليل مهدى عاكف: طظ في مصر واللي في مصر واللي جابوا مصر. هكذا في طلعة واحدة طال مصر ومن فيها وصناعها على مدار التاريخ ب «طظ» كبيرة. و«طظ» في ذلك الوقت لم تكن تدل على شجاعة امتطاها الرجل على حين غرة، لأنه لو أراد أن يكون شجاعا لقال مثلا: طظ في رئيس مصر وليس في شعبها أو أهلها أو صناع تاريخها. المهم أن الدنيا قامت ولم تقعد، لأن رجلا فاضلا وجليلا ورمزا وقدوة داخل جماعته قال «طظ»، وظلمنا الرجل وقتها واختزلنا الحوار المثير في مصطلح «حوار طظ». لم نقرأ جيدا ما هو أخطر من ال «طظ» والوارد في ذات الحوار، عندما قال العلامة مهدى: إنه لا يرفض أن يحكمنا فى مصر ماليزي أو تركى طالما كان مسلما، وقال سيادته أيضا إن الوطن هو الإسلام. من هنا نستطيع أن نفهم قضية فتح الحدود مع غزة ونفهم قضية الدخول بدون تأشيرة. وغدا يجب أن نفهم كيف يمكن أن يكون رئيسنا رجب طيب أردوغان أو أيمن الظواهرى، أو واحدا من ملالى إيران. لا مانع لدى الإخوان أن يكون رئيسنا وزعيمنا علي خامنئى أو أحمدى نجاد أو إسماعيل هنية، وقد يكون غنوشى تونس هو القائد الملهم والزعيم الأوحد لمصر، عندما نصبح ولاية صغيرة في عهد الإخوان. لذلك لم يفهم البعض لماذا وقف صفوت حجازى الخطيب الهمام في ميدان التحرير التابع لمصر حتى تاريخه وهو يعلن أن دولتنا لن تكون عاصمتها القاهرة.. عاصمتنا ستكون القدس. لذلك أيضا سمحوا لهنية أن يصعد منبر الأزهر الشريف؛ ليعلن كلمته للأمة قبل أن يمنعه مواطن مصري عظيم من صعود منبر مسجد عمرو بن العاص. وعودة إلى «طظ» المصطلح المتداول شعبيا بمعنى الشيء الوضيع، ويحسب لفضيلة المرشد السابق أنه كان صاحب صك اللفظ صحفيا، ويحسب لزميلنا الكاتب الصحفي سعيد شعيب، أنه كان صاحب قرار جريء عندما حافظ على اللفظ دون تدخل منه أو محاولة تهذيبه. في هذا الوقت أقام مواطن مصري غيور دعوى سب ضد الفاضل بن الفاضل فضيلة المفضال المرشد السابق يتهمه بإهانة مصر وشعبها، غير أن المرشد حصل على حكم بالبراءة، وأنصفه القضاء المصري الشامخ. وسبب البراءة أن المستشار.. عفوا صبحي صالح المحامى الإخوانى الشهير قد نجح في إقناع المحكمة أن كلمة «طظ» ليست سبا، ولا قذفا، ولا تمثل إهانة لمصر وشعبها. وقال صالح إن «طظ» كلمة تركية تعنى الملح، وأن معناها المكتسب في العربية ليس صحيحا. وأشهد بأنى بحثت كثيراً عن معنى كلمة «طظ»، فلم أجد سوى أنها كلمة تركية بمعنى ملح، وكان الملح هو السلعة الوحيدة التي لا يفرض عليها ضرائب فى مصر أيام الاحتلال التركى -والذى يعتبره الإخوان فتحا وليس احتلالا- وكان الفلاحون عندما تمضي ماشيتهم محملة بأجولة أمام جباة الأتراك يقولون «طظ» وبالتالى يسمح لهم بالمرور دون دفع الإتاوة. شيئا فشيئا استخدمها المصريون كتعبير عن الشيء الذى لا تفرض عليه جباية.. سلعة تافهة يعنى. حصل العبقرى صبحى صالح على حكم بالبراءة، ولعل حصوله على هذا الحكم الفذ يجعلنا نقول وبقلوب مطمئنة «طظ» فى المرشد وجماعته، و«طظ» في صالح كمان. نقولها ونحن على يقين أننا لم نرتكب جريمتي السب والقذف!!