من شبّ على شيء ،شاب عليه ، وجماعة الإخوان ، التى خرج منها الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى ، تربت وترعرعت على "الاستعلاء" ، فجسّد مع الكذب وعدم الوفاء بالعهود والغدر..أبرز صفاتها.. وبدا استعلاء الإخوان واضحا جدا ،يوم أن تم إعلان الدكتور "مرسى" رئيسا ،حيث أخذتهم العزة بالإثم ،وبدوا ك"قارون" عندما ادعى أن ثرواته تحصل عايها بعلمه وذكائه ،حيث أجاب أحدهم عندما سئل : ماذا سيفعلون مع الصحفيين الذين أوسعوهم نقدا وهجوما يستحقونه طوال الفترة الماضية، قائلا: سنقول لهم ،اذهبوا ،فأنتم الطلقاء! هكذا اعتبر القيادى نفسه وجماعته أشبه بالرسول وصحابته ،عندما فتح الله عليهم مكة ، واعتبر الصحفيين -الذين كانوا يقولون كلمة حق - كفار قريش . قياس بغيض ،من رجل ،يقال إنه مرشح لوزارة مهمة فى الحكومة الجديدة،ولكنه جاء فى وقته ،ليعكس حقيقة التركيبة النفسية لقيادات تلك الجماعة، التى ندعو الله أن ينقذ بلادنا من شرورهم. إن القيادى الإخوانى يغتر بنفسه وبجماعته ،متوهما أن التاريخ سوف يتوقف كثيرا أو قليلا، عند تنصيب أحدهم رئيسا لمصر ،لأن هذه الصفحة يجب أن تطوى سريعا من تاريخ مصر . وعلى هذا الإخوانى المغرور ألا تخدعه كثرة جماعته،وأن يعلم أن الظروف التى دفعت بهم فى غفلة من الزمن، ومن القوى الثورية المتناحرة والمتنافرة، سوف يتم تداركها سريعا ، لتعود الأمور إلى نصابها الصحيح. كما ينبغى على الجماعة الصحفية ألا تفوت هذا التلاسن البذيء ،من هذا القيادى الإخوانى ، وأن تحاسبه عليه ،وأن تحجب أخباره وصوره ،حتى يتأدب فى حديثه. إن استعلاء الإخوان المتدفق ،يجب أن يواجه بقوة ،من جموع المصريين الشرفاء ،الذين نزعوا عن أنفسهم رداء الخوف ، منذ أن قامت ثورة يناير ،التى اختطفها الإخوان وقفزوا عليها، واستخدموها مطية لتحقيق أهدافهم غير المشروعة. وأصبح واجبا على الرئيس الإخوانى المنتخب -إن أراد أن يكتسب ثقة شعبه واحترامه - أن يُنقّى حاشيته من أصحاب الوجوه الكريهة والألسنة البذيئة ،والضمائر المريضة ، وذوى الميول الانتقامية ،وإن لم يفعل فلا يلومن إلا نفسه. إن نظرة الإخوان الاستعلائية لمن دونهم من المصريين ،سوف تبقى دائما وأبدا مرفوضة ، ولن يتقبلها أو يستسيغها أى مصرىّ حرّ ،وعلى هؤلاء المغرر بهم ،أن يتجسدوا قيم الدين الذى يتمسحون به وينتسبون إليه ،لأنهم بصنيعهم هذا أشبه بمنافقى المدينة فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم،الذى قال فيهم الله تعالى : "لَقد ابْتغَوا الْفِتنَةَ مِن قَبْلُ وقَلَّبُوا لَكَ الأُمورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ"