[email protected] كان من أهم ما اتسم به عهد الرئيس المخلوع ،هو تهميش دور مصر المحورى والاستراتيجى على المستويين الإقليمى والدولى..وقد خسرت مصر كما خسر العالم العربى والإسلامى من وراء ذلك كثيرا..وقد آن الأوان لتستعيد مصر هذا الدور، إذ من المسلم به، عربيا وإسلاميا، أنه لن يستطيع القيام بهذا الدور غير مصر، على اعتبار أنها تمتلك من الخصائص والمقومات ما لا يمتلكه غيرها..ولعله من نافلة القول التذكير بأن هذا هو السبب الذى من أجله كانت مصر دائما وأبدا مستهدفة من قبل خصومها وأعدائها..وقد عمل هؤلاء الأعداء على عزل مصر عن جيرانها وشقيقاتها بكل الوسائل والأساليب، بل عملوا أيضا على إضعافها وإشغالها وإغراقها بمشكلاتها، حتى تنكفئ على نفسها وذاتها، فلا يتبقى لديها الوقت أو الجهد الذى يمكنها من النظر إلى ماحولها. لاشك أن معظم، إن لم يكن كل، العلاقات الدولية فى أمس الحاجة إلى إعاد النظر فيها بما يحقق المصلحة العليا لمصر..العلاقات مع الدول العربية يجب أن تكون لها الأولوية الكبرى، فما يجمعنا كثير، كروابط اللغة والدين والتاريخ والمصالح المشتركة..ولا تقل فى ذلك الدول الإسلامية أهمية، وبالتالى فالعلاقات معها يجب أن تكون على نفس المستوى، أو على الأقل قريبة منها..وإذا كان عالم اليوم لا يحترم إلا الأقوياء، وإذا كانت القوة مرتبطة بالكيانات الكبيرة، حيث الاستفادة بأكبر قدر من الموارد البشرية والاقتصادية، فإنه يصبح من المحتم أن يكون هناك تكامل على مستوى العالمين العربى والإسلامى فى كل المجالات والميادين، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية..ولعل من أهم المعوقات التى تقف دون إحداث أو البدء فى هذا التكامل هو انصياع وارتباط أنظمة الحكم فى هذه البلدان بالإدارة الأمريكية..ثمة مشكلة أخرى وهى أن هذه الأنظمة لها موقفها الرافض، أو على الأقل المتحفظ، تجاه ثورات الربيع العربى، وهى من ثم تبذل جهدا فى سبيل عدم نجاح هذه الثورات وذلك منعا من وصول رياح التغيير إليها وتكرار التجربة فى بلادها..لكن، على الرغم من ذلك، هناك فى الوقت الراهن مشكلات تستدعى وبإلحاح تنسيقا وتعاونا بين بعض الدول العربية والإسلامية، لا أن تترك للإدارة الأمريكية أو الاتحاد الأوربى أو الصين أو روسيا، وأعتقد أن دولا كمصر والسعودية وإيران وتركيا يمكن أن يكون لها دورها المؤثرفى هذا السياق..على سبيل المثال، المشكلات: السورية واللبنانية والعراقية، فضلا عن القضية الفلسطينية، كل ذلك يحتاج إلى مثل هذا التنسيق.