القواسم المشتركة بين الإسلام والمسيحية قبلتها وهى موضوع رسالتها فى الماجيستير والتنوير غايتها والسماحة وسيلتها والإسلام والمسيحية عندها وجهات لعملة واحدة وسيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» فى وجدانها هو المنقذ لكل ما نحن فيه من مأس.. أنها الدكتورة عايدة نصيف أيوب أستاذ الفلسفة السياسية بكليات اللاهوت والعلوم الإنسانية بجامعة القاهرة والألمانية وعضو مؤسسة الأخاء الديني للتحاور، التقت معها «فيتو» فى حوار بطعم المحبة والتسامح.. بداية قالت الدكتورة عايدة نصيف: درست الفلسفة الإسلامية والمعاصرة وأدرسها للطلاب وعرفت من دراستى أن الحضارة الإسلامية هى الحضارة التى نعيشها فى مصر وأنها جزء أصيل من مقومات الحضارة العربية وصار لدى قناعة علمية بأن الثقافتين الإسلامية والمسيحية وجهان لعملة واحدة وبالتالى من الصعب فصلهما فالفلسفة المسيحية والتراث العربى المسيحى نشأ فى حضن الحضارة الإسلامية منذ القرن العاشر الميلادى وحتى الآن ومن الصعب التمييز بين الجانب الإسلامى والجانب المسيحى فى الإبداعات العربية بمصر لأن المسلمين والمسيحيين صنعوها معاً على مر التاريخ.. بيت الحكمة فى أيام الخليفة العباس هارون الرشيد كان أول آلية للحوار بين الإسلام والمسيحية هكذا قالت الدكتور عايدة واصفة بيت الحكمة بأنه شاهد تارخى من القرن الثانى عشر الميلادى بأن حوارا إسلاميا اسلاميا ومسيحيا مسيحيا من جانب وحوارا إسلاميا مسيحيا من جانب آخر حدثت فى تلك الفترة وشكلت مقومات الحضارة الإسلامية.. ناسبة الفضل فى رقى الحوار الإسلامى الإسلامى إلى شخصية هارون الرشيد قالت الحوار ساء فى تلك الفترة بين المعتزلة والأشاعرة والمرجئة والشيعة وكان قائما على أيات القرآن الكريم والمنطق والفلسفة ويرجع ذلك إلى أن القائم على الامامة والسلطة فى ذلك الوقت كان حريصا على أن تكون هناك ثقافة وذهنية واعية، مؤكدة أن هذا الحوار الراقى استمر من القرن الثامن حتى القرن الخامس عشر الميلادى وهى الحقبة التى يرجع لها فضل الحضارة التى استناد بها الغرب فى التقدم الحضارى والعلمي.. فى سياق تأكيدها على رقى الحوار بين الجانبين أوضحت نصيف أن رسالتها للماجستير كانت عن الحوار الإسلامى المسيحى فى القرن العاشر وكان بحثها قائما على القواسم المشتركة بين الجانبين وخلصت لنتائج عليمة مفادها أن الاختلاف كان موجوداً ولكن يحترمه الآخر وكان راقيا كالحوار الذى جرى بين فيلسوف مسلم كندى والفيلسوف المسيحى العراقى يحيى بن عدن متسائلة لماذا لا يتم استعادة هذه الروح الآن ونحن فى القرن الواحد والعشرين؟. محملة السلطات الديكتاتورية مسئولية تراجع لغة الحوار العقلانى قالت الدكتورة عايدة نحن فى حاجة إلى عقلية أبن رشد لاصلاح المناخ فى مصر موضحة أن الرشادة تعنى التوافيق على العقل والشريعة الإسلامية مؤكدة على أن ابن رشد أثبت أن الإسلام يحترم العقل والشريعة وأنه لا صدام بينهما فى الدين الإسلامي.. بلغة تعكس مدى الاحترام لعقيدة الآخر والعقلانية فى تقيميها قالت الدكتورة عايدة: لو أن الرسول الكريم «محمد» كان موجودا بيننا ما كان سمح بهذه المهاترات الفكرية البعيدة عن ثقافتنا متساءلة: هل كان الرسول الكريم يرضى بأن تقطع أذن مواطن أو تهدم كنيسة أو تخضع أى مشكلة طائفية للاحكام العرفية.. «كلنا سلفيون» هكذا قالت الدكتورة عايدة وهى تشرح لنا أن التسامح والمحبة وغيرهما من القيم الإنسانية الجميلة موجودة كقواسم مشتركة فى القرآن والانجيل من خلال نص مقدس فى الإسلام والمسيحية يعلى من القيم الإنسانية بالمفهوم العالمي.