استمرارًا لمسلسل التحالف الأمريكى الإخواني، والذى وصل إلى حد تهديد الأمن القومى المصرى، بدأت جماعة الإخوان المسلمين فى التمهيد للمشروع الأمريكى الجديد فى مصر، وفى هذا السياق كشفت مصادر بهيئة المحطات النووية ل«فيتو» عن صفقة إخوانية أمريكية يتم الإعداد لها وتقضى بدفن النفايات النووية الأمريكية بصحراء مصر الشرقية، مقابل 5 مليارات جنيه، عن كل عملية، منوهة بأنه تم سراً تشكيل لجنة مختصة للبحث داخل الصحراء عن أماكن مناسبة للدفن، فى الوقت الذى مازالت المؤسسة العسكرية متمسكة بموقفها المعارض لتطلعات وأطماع الجماعة والإدارة الأمريكية. المصادر أوضحت أنه قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكى «جون كيرى» إلى مصر بأيام، وفور وصول الرئيس محمد مرسى إلى القاهرة عائدًا من ألمانيا، تم تشكيل لجنة سرية من ذوى الخبرة، المنتمين والمواليين لجماعة الإخوان المسلمين لإجراء مسح لأماكن بعينها فى الصحراء الشرقية، لم يتم وقتها الكشف عن الهدف منها، وتم بالفعل توفير المعدات اللازمة للبحث وإعداد التقارير، مشيرًا إلى أن المعدات التى تم استخدامها الهدف منها فى العادة هو الكشف عن الأماكن المناسبة لدفن «النفايات النووية». وفى السياق ذاته، ونظرًا لحالة الانقسام والغليان التى تعانى منها جماعة الإخوان المسلمين، كشف مصدر مقرب من مركز صنع القرار بالجماعة، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية مارست ضغوطًا شديدة، عبر الضغط على كل البنوك والمصارف العربية والدولية لعدم إقراض القاهرة، لإجبارها على الرضوخ لمطالب الحكومة الأمريكية، مشيرًا إلى أن قرض صندوق النقد الدولى لن يتم الموافقة عليه إلا بعد اتخاذ حكومة الإخوان قرارًا بالموافقة على تحويل جزء من الأرض المصرية لمدافن للنفايات النووية ليس فقط لأمريكا وإنما لبعض الدول الحليفة لها. وكشف المصدر ذاته بأن الولاياتالمتحدة قدمت عرضًا ماليًا مغريًا للمسئولين السياسيين بالدولة المصرية، لإتمام الاتفاق، حيث عرضت إنقاذ مصر اقتصاديا وانتشالها من كبوتها عبر مدها بقرض مالى قدره خمسة مليارات دولار عن كل عملية، مؤكدًا بأن الجماعة ولضعف خبرتها فى هذا المجال، قبلت الصفقة فى البداية بعدما رأت أنها الحل السحرى للخروج من الأزمة التى تعانى منها البلاد، الاقتصادية منها والسياسية..ولكنه عاد وأكد بأن العقبة التى دفعت الجماعة إلى إعادة التفكير هو التقارير التى قدمها المختصون فى هذا الشأن، والتى أكدت بأن النفايات النووية من شأنها القضاء على الأخضر واليابس، وأن الدول التى يتم دفن النفايات النووية بها تصبح مقبرة مفتوحة لشعوبها لآلاف السنين، حيث يعود «اليورانيوم» الذى يستخدم فى صناعة الطاقة النووية إلى حالة الإشعاع الطبيعى التى كان عليها فى مادته الخام، ومن ثم يتسبب فى تلوث المياه الجوفية وإصابة سكان المناطق القريبة بالعقم والسرطان والعديد من الأمراض الخطيرة. وأكد المصدر بأن سعى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى البحث عن مدافن لنفاياتها النووية فى دول العالم الثالث، جاء فى إطار البحث عن مدافن آمنة للتخلص من 80 ألف طن من النفايات النووية بها، خاصة وأن الكونجرس الأمريكى رفض بشكل قاطع دفن النفايات على الحدود الأمريكية، ما دفع البيت الأبيض إلى البحث عن دول أخرى لا تمانع فى التخلص من نفايات أمريكا بأراضيها مقابل تعويضها ماليًا، مع العلم بأن أمريكا تمتلك 50 الف موقع للدفن أصبحت مكتظة بكاملها بالنفايات، وشدد المصدر بأن الأطماع الأمريكية فى قبول مصر الصفقة دفع دولة ألمانيا إلى خوض المنافسة ذاتها عبر بحث إمكانية التخلص من نفاياتها النووية بدفنها فى الأراضى المصرية. وأشار المصدر إلى أن المشروع الأمريكى لم يكن وليد اللحظة، ولكن سبق وأن عرضت الإدارة الأمريكية على الرئيس السابق حسنى مبارك الصفقة ذاتها، وبرغم موافقته إلا أن المؤسسة العسكرية رفضت أن تتحول مصر إلى سلة نفايات للدول المحيطة، مؤكدًا بأن الإدارة الأمريكية لا تسعى فقط لدفن نفاياتها وحدها ولكنها تنظر إلى التوصل إلى اتفاق مع الحكومة المصرية للتخلص من النفايات المستخرجة من مفاعل ديمونة النووى بإسرائيل والذى أصبح منتهى الصلاحية، مشيرًا إلى أنه تتم ممارسة ضغوط دولية كبيرة على الرئيس مرسى للموافقة والبدء فى عملية التجهيز لنقل النفايات إلى القاهرة. وفى هذا السياق قال الدكتور على عبد النبى، نائب رئيس هيئة المحطات النووية السابق، إن نقل المخلفات النووية من دولة إلى أخرى يخضع لإجراءات صارمة ولابد من توافر كل سبل الأمان لهذه المخلفات، وأنه فى حالة الموافقة على هذه الصفقة سيتم عمل كهوف فى الصحراء الشرقية، حيث لا توجد مياه جوفية فى هذه الأماكن، لدفن النفايات مؤكدًا على أن كل الشروط التى يتم منح الدول الصفقة على أساسها متوفرة فى مصر وهى التبعية لأمريكا والاقتصاد المنهار. مشيرًا إلى أن المخلفات النووية يتم دفنها وفق معايير معينة منها اختيار أماكن لا توجد بها مياه جوفية، والدفن بعمق تحت الجبال، بعد معالجتها بالأسمنت والحديد، لتتحول إلى بلوكات أسمنتية، ويتم وضعها فى براميل صلبة تتحمل الضرب بالصواريخ ثم يتم دفنها، مضيفًا بأن هناك ثلاثة أنواع من اليورانيوم هى «يورانيوم 238» غير مشع وهذا لا يتم دفنه حيث يستخدم فى صناعة الذخائر الخارقة للدروع مثل الدبابات والمجنزرات حيث إنه ثقيل الوزن وتقوم إسرائيل باستخدامه فى ضرب المواقع الفلسطينية واستخدمته أمريكا أيضا فى حربها على العراق، كما يوجد «بلاتنيوم 289» مشع و»يورانيوم 235»مشع أيضا وهذا تستخدمه أمريكا فى تصنيع السلاح النووى، وتشتغيل البوارج الحربية وحاملات الطائرات والمفاعلات النووية، وما يتم دفنه هى المخلفات منخفضة الإشعاعية والتى تمثل ضررًا كبيرًا على الإنسان.