سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصليب الأحمر.. شاهد عيان من ميدان معركة "الأسد": السوريون يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة بشكل يومى.. المساعدات المقدمة إلى الشعب السورى ما زالت بعيدة كل البعد عن الاحتياجات الحقيقية والمتزايدة
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الجمعة أنه وبعد عامين من اندلاع العنف فى سوريا وتزايد الاحتياجات الإنسانية أكثر من أى وقت مضى فإن المدنيين لا يزالون يتحملون وطأة الصراع المسلح ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة بشكل يومى فى ظل القتال العنيف وتدهور أحوال المعيشة بينما لا توجد نهاية فى الأفق لمعاناتهم. وقال روبرت ماردينى رئيس عمليات اللجنة الدولية لمنطقة الشرق الأدنى والشرق الأوسط فى بيان صادر عن المنظمة الدولية فى جنيف إنه يموت المئات يوميا فى سوريا ويفر الآلاف إلى الدول المجاورة حيث يعيشون فى ظروف قاسية، فإن عشرات الآلاف ما زالوا مفقودين أو معتقلين وتسعى عائلاتهم للبحث عنهم بينما لا توجد معلومات متاحة عن أماكن وجودهم، وأضاف ماردينى أن معايير الصحة فى سوريا قد تراجعت إلى درجة كبيرة للغاية وذلك بعد أن تم استهداف المرافق الطبية والعاملين فى الحقل الصحى ويتم قتلهم وترويعهم واعتقالهم وهم يحاولون إنقاذ الأرواح. وأكد مسئول الصليب الأحمر أن مصير وحالة الاشخاص المحتجزين ممن هم على علاقة بالنزاع المسلح فى سوريا لا يزالان مشكلة مثيرة للقلق الشديد لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأشار إلى أنه وعلى الرغم من محاولات اللجنة المتكررة لاستئناف الزيارات إلى المحتجزين إلا أنه لم يتحقق شىء حتى اليوم ولا توجد معلومات مباشرة عنهم . وشدد ماردينى على أن الصليب الأحمر سوف يواصل السعى من أجل التوصل لإجراءات ملموسة من قبل السلطات السورية يكون من شأنها السماح للجنة الدولية بزيارة المعتقلين والذين تمثل قضيتهم أولوية قصوى لدى الصليب الأحمر . وقال ماردينى إن أطراف الصراع وحتى الآن لم تقترب من الحل السياسى كما أن المجتمع الدولى لم ينجح فى التفاوض للتوصل إلى حل يضع نهاية لهذا النزاع المسلح كما أنه وبالرغم من كل الجهود المضنية التى بذلتها المنظمات الدولية العاملة فى المجال الإنسانى فإن المساعدات المقدمة إلى الشعب السورى ما زالت بعيدة كل البعد عن الاحتياجات الحقيقية والمتزايدة على أرض الواقع . وأوضح أن اللجنة الدولية بالمشاركة مع الهلال الأحمر العربى السورى كانا لديهما القدرة فى الأسابيع الثلاثة الماضية للوصول إلى ثلاث مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية فى محافظات حمص وحماة وادلب وتوزيع بعض المساعدة. وشدد على أنه لم يعد بالإمكان اليوم الوصول إلى جميع السكان المتضررين فى سوريا وطالب دول العالم بلعب دور إيجابى من خلال ممارسة تأثير أقوى على المشاركين فى النزاع من أجل ضمان أكبر قدر من الاحترام للقانون الإنسانى الدولى وبأمل إتاحة بيئة إنسانية تسمح بمساعدة الناس فى الوقت المناسب.