هاهي الأيام تمر ويأتينا رمضان من جديد فلنستعد له ونتأهب للقياه كما نلقى عزيزا غائبا انتظرناه بشوق فلنحمد الله عز وجل أن أمهلنا وأمد في أعمارنا حتى أدركنا رمضان من جديد. أكد الدكتور محمد حمدى خبير التنمية البشرية والعلاقات الأسرية، أن العفو والتسامح وكظم الغيظ وضبط النفس عند الغضب والمصائب من الأخلاق الإسلامية العظيمة، الذي هو أبلغ في التعبير من الكلمات، وأقوى في التأثير من العبارات والمقالات، وأوضح في الخطاب من ضوء الشمس، وأهدى في معناه من نور القمر. وهو يدل على قوة الشخص، وعلى سلامة النفس من الغل والحقد والحسد وعلى صفاء القلب من الروح العدوانية. وأشار"حمدى" إلى أنه يتوجب علينا أن نجعل عزيمتنا قوية صادقة على أن رمضان هذا العام سيكون مختلفا وهناك بعض الوقفات التي قد تعيننا على دخول رمضان بقلب نقي ونفس تواقة للمعالى والسمو الروحى والتسامى فوق الصغائر: التحلي بالعفو حيث إن التحلى بالعفو يريح النفس ويطمئن القلب، كما يريح الأعصاب ويغني عن كثير من الأدوية. لأنه يجعل صاحبه بعيدا عن توتر الأعصاب والقلق والاضطراب، وارتفاع ضغط الدم الذي يسبب كثيرا من الأمراض. وذلك لأن صاحب القلب الخالي من العفو يملأ قلبه بالغل والحقد والحسد والتشفي والأخذ بالثأر، وهذا كله إعصار وبركان في النفس لا يهدأ حتى ينتقم فيقع فيما يندم عليه فيما بعد. وقفة محاسبة مع النفس فلنقف مع أنفسنا ونحاسبها ففي رمضان الفائت كم من أجور ضاعت وأوقات أُهدرت في ما لا ينفع وندمنا عليها أشد الندم حين ودعنا الشهر وأدركنا أننا ما كنا إلا في أماني وتسويف وانقضى الشهر وما حققنا ما كنا نتمناه من طاعات وقربات لله رب العالمين.يبقى من الضرورى محاسبة النفس على أن تتذكر ما كان في رمضان الماضي من طاعات استشعرنا معها حلاوة الطاعة والأنس والقرب من رب العالمين فنحمد الله عز وجل عليها القائل في كتابه الكريم " لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأزَِيدَنَّكُمْ " ونعزم على الثبات عليها هذا العام أيضًا مع شكر الله عز وجل وسؤاله العون. التوبة والاستغفار للذنوب والمعاصي ظلمة في القلب تحول بين المرء وطاعة الله فمع مع كل معصية تضع في القلب علامة سوداء فإن هو تاب واستغفر محيت معصيته ويعود للقلب نقاؤه فلنكثر من الاستغفار في بداية هذا الشهر المبارك حتى نستقبله بقلب أبيض خال من سواد المعصية مهيأ لاستقبال نفحات الخير والبركة في شهر البركات. النية والعزم الصادق لنعقد نيتنا من الآن على الصوم وهو صوم عن الطعام والشراب وسائر المفطرات وصوم للجوارح عن المعاصي والذنوب وصوم للقلب عن كل ما يغضب الله وصوم للسان عن اللغو والغيبة والنميمة. فلنجعل نيتنا خالصة ونعزم على تحقيقها بصدق وجد فإذا لم ندرك ما نوينا بعملنا فلنا أجر النية بإذن الله لكن بشرط أن تكون نية صادقة وعزما أكيدا فالله سبحانه مطلع على ما نفوسنا عالم بصدق نوايانا. معرفة قدر هذا الشهر وما فيه من أجور وهبات عندما يعلم المرء عظيم ما ينتظره نظير عمله يتحمس وتزيد همته شوقا وحرصا على تحصيل هذا الأجر حتى يكون من الفائزين الغانمين في هذا الشهر المبارك. إيقاظ الهمم يجب أن نعقد العزم على أن نجعل من رمضان فرصة لإصلاح نفوسنا وتهذيبها وتطهيرها من كل آفة تبعدنا عن معصية الله، ولنعلم إنها سويعات وسندخل مضمار السباق ويبدأ سوق التجارة مع الله عز وجل وأربح الناس من كان أسبقهم لطاعة ربه وأكثرهم تسامحا مع ذاته وغيره من الناس وأكثرهم حلما ورحمة تصديقا لقوله تعالى: "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين".