من الفقرة الأولي سيكتشف المتابع لمقالات الزميل وائل قنديل المنشورة - بصفة يومية - في الزميلة «الشروق» أن «قنديل» قرر - قرارا لا رجعة فيه -امتهان السياسة التي جعلته ضيفا مهما علي برامج «التوك شو» يترك الصحافة بعد أن أصبحت مهنة من لامهنة له، ولا تتناسب وأخلاقياته الرفيعة والعالية، كما أن الصحف «السيارة» تحولت علي يد عدد من «الخونة» لسيارات دفع رباعي لا تقدم للقارئ العزيز ما يرقي لأجواء الحرية التي تنعم بها مدن وقري وكفور المحروسة . وتأكيدا منه علي رغبته في الجلوس علي قمة الهرم السياسي، ومن قبله الصحفي الذي أصبح غاضبا منه لم يجد قنديل حرجا في كشف حقيقة عدد من رموز صاحبة الجلالة الذين تحولوا لحملة «مباخر» للفريق أحمد شفيق- وأكمل والعهدة هنا علي مدير تحرير الشروق - في مقالته المنشورة ب«الشروق» الأربعاء الماضي الموافق 12 أغسطس الجاري «يلفت الانتباه» تلك الحفاوة الشديدة من جانب صحف سيارة (دفع أمامى وخلفى) بتفريغ واستفراغ حوارات شفيق المتلفزة على مساحة فدادين من صفحات جرائدهم، مع اهتمام مفرط بالإخراج والتوضيب والعناوين، وكأنها تقدم جرعات من الحكمة المقطرة والفلسفة السياسية العميقة. ولأن «قنديل» لا يعرف في الحق أخا أو صديق أو زميل مهنة فقد رفع رأسه عاليا و أكمل قائلاً: لو أنهم قدموا هذه الثرثرات المتلعثمة كنوع من الترفيه لقارئ غارق فى الأوهام والأوجاع لكان ذلك أمرا مفهوما، لكنهم يسلكون وكأنهم يمدون وليمة شديدة الدسم، بينما هم أول من يدرك أنها لا تساوى وزن كيس شيبسى أو فيشار. زميلنا السابق في مهنة بيع «الفيشار والشيبسي» لم يقل ما قال ويتذكر أيام أو لحظات سعيدة قضاها في بلاط صاحبة الجلالة لكنه أصر ان يحرق الأخضر واليابس ويقطع كل علاقته مع زملاء «ما صدقوا ما عاهدوا المهنة عليه» حيث أنهي المقال بتأكيده علي ان الأيام المقبلة ستشهد مزيد من - الانبطاح الصحفي - تجاه الفريق أحمد شفيق ، الذي يبدو أن «قنديل» نسي أن مقاله من الأساس كان معداً للهجوم عليه ، وكتب قائلا: يبدو أن هذا «البوكر» السياسى جذب صحفيين وإعلاميين فقرروا المشاركة فى اللعب، بعضهم كمشجع وهتيف، وبعضهم كحامل حقيبة الملابس، والمفارقة أنهم اندمجوا فى أدوارهم، حتى صدقوا أنفسهم الإمارة بالعبث فتصرفوا وكأنهم داخل مطبخ سياسى بالفعل، والآن توقعوا مزيدا من التصعيد فى دراما « لعبة الجنرال الشهيد» حيث ستبدأ الجوقة العزف على آلات «الانتقام السياسى» بينما الأصل فى الموضوع هو فساد سياسى معلن وموثق بالمستندات الدامغة.