المتابع الجيد لمقالات الزميل وائل قنديل- مدير تحرير "الشروق"- أصبح لديه– خلال الأيام القليلة الماضية– شبه يقين بأن قنديل يسير في مهنة الصحافة و"سبوبة" السياسة وفقاً للقاعدة الشهيرة "خالف تُعرف"، فالزميل القدير يهاجم عندما لا يكون هناك أي دواعٍ للهجوم، وتجده "حنونا طيبا" في الوقت الذي لا تنفع مع الأمر إلا الشدة، أما اليقين من أن زميلنا يعمل بقاعدة "المخالفة"، فسيتأكد بعد قراءة مقاله المنشور في "الشروق" منتصف الأسبوع الماضي، والذى حمل عنوان "المعارضة في مفترق الطرق". ووفقا لأبجديات العمل الصحفي، فإن العنوان جزء لا يتجزأ من موضوع المقال، لكن لأنه وائل قنديل فلا مانع أن يقول «المعارضة في مفترق الطرق»، وفي متن المقال يدخل في "وصلة غزل" صريحة جدا جدا للرئيس محمد مرسي، ويكمل ب"وصلة شتيمة" للرئيس الراحل أنور السادات حيث قال: "لماذا يكون السادات عظيما وبطلا جسورا وهو الذي أدخل مصر كلها بيت الطاعة الصهيوني، بينما محمد مرسي منعدم الوطنية، وزعيما للمفرطين لأنه أرسل خطاباً دبلوماسياً بروتوكولياً لرئيس الكيان الصهيوني حمل عبارات عاطفية لا تجوز مع هؤلاء الأوغاد". انتهت المقدمة "القنديلية الساخنة" ليكمل بعدها الكاتب المحسوب علي التيار الليبرالي، وتحديدا الدكتور محمد البرادعي بقوله: "البكائية التي امتدت بالطول والعرض بمناسبة المظاهر الإخوانية التي طغت علي احتفالات نصر أكتوبر هذا العام رفعت السادات إلي مراتب الرسل، وتغنت فيه كبطل للسلام والحرب، ولم تر في كل ما فعله إلا أشياء عظيمة، ولم يتوقف أحد للتفكير بهدوء في الانهيار والتقزم اللذين أصابا مصر إثر التحاقها بالركب الأمريكي الصهيوني علي يد السادات. ولأن السادات ذهب بلا رجعة اما مرسي فحي يرزق، وكما يقولون في الأمثال الشعبية "الحي أبقي من الميت" لم يجد مدير تحرير "الشروق" غضاضة في التعبير عن غضبه من الذين هاجموا مرسي لأنه قال ل"بيريز" صديقي العزيز، فأكمل قائلاً: "إن المفارقة تبدو مدهشة حين يعتبر البعض أن ارتحال السادات إلي المعسكر الأمريكي الصهيوني كان عملا بطوليا كبيرا، وفي الوقت ذاته يعيبون علي محمد مرسي هذا الخطاب الرديء إلي قادة العدو بمناسبة تعيين سفير لديه". ولأن الرئيس الذي يدافع عنه قنديل كان واحدا من الذين يرددون صباح مساء- علي طريقة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد– " سنلقي بإسرائيل في عرض المحيط"، أصبح واجبا أن نقول لزميلنا العزيز علينا– حتي الآن-، الشارع السياسي الذي رفض الخطاب الدبلوماسي "العاشق" من "مرسي لبيريز"، هو ذاته الذي أعلن ومازال يعلن رفضه التام لرحلة" السادات" إلي القدس، وما تبعها من معاهدة سلام ومحاولات فاشلة للتطبيع الشعبي والسياسي، وهو أيضا الذي استمع لخطابات "مرسي" التي كان يؤكد فيها علي أن إسرائيل كيان استيطاني يجب أن يزول، وهو أيضا الذي كتب لرئيس هذا الكيان "صديقي العزيز"، وخرج مستشاروه ليقولوا للشارع الغاضب: "هكذا وجدنا أباءنا يفعلون".