نشأ فى محافظة كثير من أهلها من الأقباط مثله، غير أن ذلك لم يمنعه من أن تكون معظم صداقاته من المسلمين، يرى أن الحديث عن فتنة دينية ممنهجة فى مصر «حديث خرافة»، ويجزم بأن وضع الأقليات فى مصر هو الأفضل على مستوى العالم. إنه الدكتور إحسان كميل جورجى، رئيس مصلحة الطب الشرعى، الذى أكد فى حوار مع «فيتو»،أنه كقبطى، لم يشعر طوال حياته، بأى تمييز أو اضطهاد طوال حياته، مشددا على أن مصر أكبر بكثير من كل الصغار الذين يتربصون بها، من المتشددين من الجانبين.. وقال جورجى: إن التدين يخلق داخل الإنسان حالة من الانضباط والالتزام والرقى، فى التعامل مع الناس،على مختلف مشاربهم، ولذا، فإن المسلم المتدين، من وجهة نظره، أفضل من القبطى غير المتدين.. جورجى، الذى نشأ وتربى فى محافظة أسيوط، ذات الأكثرية القبطية، يبحر فى ذكريات السنوات الأولى من حياته، قائلا:إنه تربى وتعلم وسط المسلمين، وأنه كان يستعين بهم إذا تعرض لأى مشكلة، وكانوا خير سند وعون له، ولم يشعر يوما بأى تمييز فى التعامل، معتبرا أن ما يتردد عن أى «تمييز طائفى»، ليس إلا حديث خرافة، يردده كارهون لأنفسهم، ولوطنهم.. وفى هذا السياق، يرى جورجى، أن غياب التدين، سواء بين المسلمين أو المسيحيين، هو الذى «يخلق الفتن، والأزمات»، مطالبا بنشر الثقافة الدينية السليمة، التى لا تعرف التطرف،لأن ذلك هو أول الطريق، لخلق مجتمع خال من أية نعرات طائفية، أو تصرفات همجية، تسئ إلى مصر، فى الداخل والخارج. وقال: إن التدين الظاهرى «آفة خطيرة»، تصيب بأوزارها، المسلمين والأقباط، وتنشئ التطرف، وكراهية الآخر.. وكرئيس لمصلحة الطب الشرعى، قال «جورجى»: إن 90% من العاملين بها مسلمون، وحرصوا على تهنئته بمنصبه، وتربطه بهم جميعا «علاقة راقية وطيبة». جورجى يرى أن الأقباط، باعتبارهم أقلية فى مصر، هم الأحسن حظا بين جميع الأقليات على مستوى العالم. لافتا إلى أن الأزمة الوحيدة فى هذا الملف، كانت تكمن فى التعامل الأمنى، وهو ما خلق بين الحين والآخر، حالة من الاحتقان أو الغضب. وقال: إن حل الأزمات الطائفية، بالجلسات الودية، وتبادل القبلات، بين رجال الدين،غدا سلوكا عقيما وسخيفا، داعيا إلى البحث عن صيغة مختلفة فى تقييم الأمور ومعالجتها، وإنصاف المظلوم، والتأسى بسلوك الإسلام الحقيقى، فى التعامل مع غير المسلمين. جورجى دلل على رؤيته، بالتعامل مع أزمة دهشور،لافتا إلى أن تطور الأحداث على هذا النحو، نتج عن التعامل الأمنى معها، مذكرا بأن أول من دافع عن الكنيسة هو «أبو القتيل المسلم»، أى ان المسلمين تسامحوا فى دمهم خشية الفتنة. وكشف رئيس مصلحة الطب الشرعى، عن أنه يرفض إلحاح أسرته، المقيمة فى الولاياتالمتحدة، ليسافر إليهم ويقيم معهم بصورة دائمة، قائلا: «ما زلت مصرا على بقائى فى بلدى، التى ولدت وتعلمت فيها، وسأموت بها، حتى وإن تركنى كل من حولى، وأنا أشعر بأمان كامل فى بلدى، ولا أخشى على نفسى». وقال: إنه يرفض تدخل البابا القادم فى الشأن السياسى، لأن هذا من وجهة نظره، كان يزيد الأمور اشتعالا، منوها إلى أنه ينصح أى قبطى تعرض لأية أزمة مع مسلم، باللجوء إلى أحد العلماء المسلمين، وحينئذ سوف ينصفه ويعطيه أكثر من حقه. وعن أبرز أصدقائه من المسلمين، قال جورجى: إن صديق عمره،هو الدكتور أسامة السعيد، أستاذ طب الأطفال بجامعة أسيوط، حيث تلازما منذ نعومة أظافرهما، وكانا يتبادلان الزيارات، وعندما توفيت والدته، شعر باليتم،لأنها كانت تعامله معاملة طيبة وراقية.. كما لا ينسى جورجى صديقه «محمد»، مدير عام مصلحة الضرائب بأسيوط، وكان متدينا، ومواظبا على الصلاة فى المسجد، من صغره، وذات مرة اصطحبه إلى المسجد، عندما أذن المؤذن للصلاة، وكان خائفا فى البداية من أن يبطش به أحد لأنه قبطى، ودخل إلى الصلاة، وفعل مثلما يفعل صديقه بالضبط، ومنذ ذلك اليوم، تولدت لديه قناعة بان المسجد بيت الله، وليس من حق أحد أن يمنع أحداً أن يدخل بيوته. واختتم جورجى كلامه، بمطالبة الرئيس الدكتور محمد مرسى، بأن يتصدى بحزم، للمتطرفين من الإخوان المسلمين، الذين يرددون أن الإيرانى المسلم أفضل عندهم من المصرى القبطى،لأن هذا سوف يكون فصلاً جديداً من فصول أزمة، يجب أن تنتهى، إذا كنا نريد خيرا لبلدنا.. وعن الرئيس محمد مرسى قال إحسان أنا مازلت لم يتكون لدى رؤية اتجاهه ولكنه يتعامل مع الجميع بصورة بها قبول والقبول يعنى الطالب الذى نجح على(الحركرك) فأنا محتاج أن أرى دلائل حقيقية تشعر الجميع بالراحة وأقول لمرسى إننا نخشى من هم يقولون المسلم الإيرانى أقرب لنا من القبطى المصرى لأن هؤلاء هم ليسوا مسلمين حقا وليسوا إلا دعاة فتنة وتطرف.