عشرون عاماً مرت علي اغتيال فرج فودة، وتجدد الحديث عن د.محمود مزروعة- استاذ العقيدة بجامعة الأزهر- الذي أفتي بقتل فودة باعتباره مرتداً «فيتو» حاورت صاحب فتوي قتل فودة.. في عام 6591 كنت طالباً في الثانوية الأزهرية، وكنت أسكن مع ثلاثة شبان من الإخوان، وداهمت الشرطة سكننا وألقت القبض علينا، وأدخلونا السجن الحربي وضربونا بالسياط، وفقدت عيني وساءت حالتي ونقلوني للمستشفي، هكذا يروى د.محمود مزروعة بداية تسجيله في أمن الدولة، مضيفاً وبعد تخرجي وعملي بالازهر لاحت لي فرصة السفر الي قطر، وقبل السفر بيومين اتصل بي شابان وسألاني عن حكم المرتد، قلت: القتل، ثم سافرت، وفي صباح أول يوم لي في قطر سمعت خبر مقتل فرج فودة، وبعد عودتي للقاهرة طلبوني للشهادة في هذه القضية، بسبب مقالاتي التي كنت أكتبها واهاجم فيها من يسيئون الي المسلمين والاسلام والعقيدة الاسلامية ورموز الاسلام، واستغرقت شهادتي ثلاث ساعات، ثم عدت الي قطر بحكم عملي هناك أستاذاً بالجامعة. د. مزروعة متحدثاً عن الأزهر بقوله: تربطني بالدكتور أحمد الطيب علاقة أخوة وزمالة في قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين، ومنذ توليه مشيخة الازهر لم أزره وكان عضوا بلجنة سياسات جمال مبارك وبالطبع كان عضواً بالحزب الوطني، وقد طالبته بالاستقالة من «الوطني» ولم يستجب، ثم اقاله الحزب، وبدأت علاقتي بالطيب تسوء. إعادة الطيب لهيئة كبار العلماء خطوة جيدة للقضاء علي البحوث الاسلامية، فعبدالناصر هو من انشأ مجمع البحوث لهدف معين، ولذلك قصة، فقد أرسل عبدالناصر مبعوثا لشيخ الأزهر «آنذاك» خضر حسين، وطالبه بإصدار فتوي بتكفير الزعيم العراقي عبدالكريم قاسم، وقام الشيخ خضر بطرد مبعوث عبدالناصر شر طردة، فقام ناصر بتشكيل مجمع البحوث الاسلامية ليكون بديلاً عن هيئة كبار العلماء، أيضاً مشكلتي مع د. أحمد الطيب انه قام بفتح الأزهر لغير أبناء الأزهر. وأسأل مزروعة: لماذا تهاجم الشيعة والمتصوفة، يرد: الشيعة هم مجموعة من المجوس، لايزالون - بعد اربعة عشر قرناً- يطالبون بالثأر من المسلمين وتقود ايران عملية اطلاق الكلاب المسعورة علي المسلمين السنة إنهم يشوهون الاسلام ويحاربونه اما الصوفيون فانتقد صلاتهم في المساجد ذات الاضرحة فالنبي «صلي الله عليه وسلم» حرم اتخاذ قبور الصالحين والاولياء مساجد في حديث واضح والحرمة مصدرها ان الناس يزورون الأولياء للتبرك وهذا حرام شرعا وقطعاً، لانه يصل الي حد الشرك، فالزائر للقبر يطلب شيئاً أو يتبرك به، واحياناً يرتحلون الي الضريح مع ان الرحال لاتشد إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصي. وعن رأيه في فتوي الشيخ هاشم اسلام التي تبيح قتل المتظاهرين يقول د. مزروعة: فتواه صحيحة، وهو يقصد قتل المتظاهرين الذين يريدون البلطجة علي الآمنين، وهذا موجود في باب «حكم الصائل» في الفقه الاسلامي. د.مزروعة يبدي رأيه في تصريح وزير العدل «ان قانون الطوارئ مذكور في القرآن» بقوله: كيف تكون وزيراً للعدل وتطلق تصريحاً كهذا لتبرر لنفسك ما تريد .. واقول لوزير العدل: لست جديرا بهذه الوزارة فلا يوجد في الاسلام ما يسمي ب«قانون الطوارئ» ولم يرد هذا في الشريعة الاسلامية ذلك ان احكام الشريعة دائمة ومستمرة وليست طارئة تؤخذ وقتما شئت.