لا كرامة لنبى فى وطنه أو بمعنى أدق لا كرامة للجوهرى فى وطنه سواء فى حياته، أو بعدما لقى وجها كريما.. فالجنرال الراحل دائماً ما شكى من عدم تقديره بالشكل اللائق خاصة أنه حقق إنجازات لم يسبقه إليها مدرب وطنى أو أجنبى فى العصر الحديث بالوصول للمونديال فى عام 0991 وفوزه بالأمم الأفريقية فى بوركينا فاسو 89 فضلاً عن إنجازات قارية أخرى مع الأهلى والزمالك. الجوهرى شكا كثيراً من عدم تقديره رغم أنه ضحى كثيراً من أجل مصر والمنتخب الوطنى، وكان لا يتردد فى تلبية نداء الوطن بمجرد استدعائه ومرات كثيرة كان يعود للوطن وأبرزها عندما ترك منتخب سلطنة عمان عام 5991، وأبداً لم يكن الجوهرى يفكر فى «المال» مثل مدربين أخرين يضعون شروطاً مالية للموافقة على تدريب المنتخب ولم يكن يبحث عن «ماديات» بقدر بحثه عن تحقيق إنجاز للكرة المصرية رغم الظروف الصعبة التى كان يعمل فيها ولم تكن هناك مكافأت أو رحلات ترفيهية بل إنه تم منعه من إقامة معسكر فى فرنسا بقرار من الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء السابق قبل الأمم الأفريقية فى 8991 وأيضاً قرر التضحية بعمله فى الأردن وعاد ليقود المنتخب فى 1002. وكان راتب الجوهرى يقل كثيراً عن راتب عدد كبير من أبنائه وتلاميذه ولم يثر مشكلة واحدة ويكفى أن يذكر أن آخر راتب للجنرال فى عام 2002 كان 33 ألف جنيه وهو أعلى راتب تقاضاه خلال عمله كمدير فنى لمنتخب الوطنى وكان وقتها يحصل فاروق جعفر وأنور سلامة وحلمى طولان على رواتب أعلى فى الأندية ولك أن تتخيل أن الكابتن حسن شحاتة المدير الفنى السابق للفراعنة ترك المنتخب عام 1102 وهو يتقاضى 062 ألف جنيه والكابتن شوقى غريب المدرب العام كان يحصل على 081 ألف جنيه وحمادة صدقى المدرب المساعد 001 ألف جنيه، وكان الجنرال ينظر لمثل هذه الأمور بدهشة كبيرة ولم ينس أنه عندما طلب زيادة رواتب مساعديه بعد الفوز بالأمم الأفريقية بقيمة 005 جنيه قوبل طلبه باستهجان شديد.. وعندما تولى منصب المدير الفنى لاتحاد الكرة مقابل 001 ألف جنيه قرر التضحية بهذا المبلغ والمنصب عندما رأى أن وجوده مجرد ديكور لتتزين الجبلاية وواجهة لهم أمام الرأى العام. وأخيراً، حمل الجنرال همومه وشد الرحال إلى المملكة الأردنية الهاشمية فوجد هناك التقدير المادى والأدبى وكان يشرف على كل كبيرة وصغيرة هناك بداية من خط إعداد الناشئين واعداد المسابقات وحتى الإشراف على المنتخب الأول فكان الجزاء من جنس العمل عندما أهداه الملك عبد الله قصراً فى أفضل مناطق المملكة واعتبره صاحب بيت وليس ضيفاً. وخلال الفترة ما بين إصابة الجنرال بالجلطة الدماغية وإعلان وفاته كان هناك إعلان لحالة الطوارىء فى جميع الأجهزة المعنية ثم قرار إقامة جنازة عسكرية وتخصيص طائرة عسكرية لنقل جثمانه ومرافقته بمعرفة كبارالمسئولين فى الأردن وفى مقدمتهم الأمير على بن الحسين شقيق الملك حتى مثواه الأخير.. وماذا فعلنا نحن؟ حديث عن جنازة عسكرية وشعبية وصدور قرارات بمعرفة المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ولكن وضح أن الأمر مجرد حبر على ورق.. وإذا كان الحزن والغم قد أصاب محبى الكابتن الجوهرى فإن الحزن أعم وأشمل لدى أسرة الكابتن التى تحدثت ل«فيتو» والدموع تتساقط.. سامية الجوهرى زوجة الراحل قالت: الجوهرى لم يلق الوداع المناسب وكنت أتمنى جنازة عسكرية لرجل قدم لمصر الكثير سواء فى المجال الكروى أو العسكرى وأتوجه بسؤالى لقيادات الجيش والإعلام.. لماذا لم تقم جنازة عسكرية له رغم أنه كان يذوب عشقاً فى مصر ولم يتردد يوماً فى تلبية نداء الوطن وحقق لمصر ما لم يحققه آخرون.. وأضافت سامية الجوهرى أنها رفضت عرضاً لدفن الكابتن فى الأردن وأصرت على أن يوارى تراب مصر جثمانه وحتى تكون بجواره. وأكدت زوجة الجنرال أن الحزن ينتابها عندما يقول الإعلام المصرى إن الأردن الشقيق كرم الجوهرى وهو ما لم تفعله مصر. وقالت: إن الجوهرى لم يكن ينتظر رد الجميل من بلده وأنه أعطى كل ما لديه لمصر والكرة المصرية ووجهت الشكر والتقدير للمملكة الأردنية الهاشمية ممثلة فى الملك عبد الله والأمير على وكل شعب الأردن لما قدموه للجوهرى بعد رحيله مضيفة: ولم يتركونا حتى وصل إلى مثواه الأخير فضلاً عن إطلاق اسمه على أحد الشوارع الرئيسية فى المملكة. وحول إطلاق اسم الجوهرى على أحد الشوارع بالقاهرة قالت زوجة الراحل إن هذا الأمر بيد محافظ القاهرة وأن الأمر لا يشغلها كثيراً خصوصاً أن أسماء شوارع القاهرة تتغير بتغير حركة المحافظين وأنها وافقت على مبادرة الإعلامى أحمد شوبير بإنشاء استاد يحمل اسمه خاصة أنه قيمة كروية نجح فى خلق جيل جديد من اللاعبين حقق لمصر العديد من البطولات لسنوات عديدة. واتفقت ابنتا الجوهرى نيفين وشيرين وشقيقته سميحة الجوهرى مع كلام زوجة الكابتن فى أنه لم يلق التكريم المناسب فى مصر، وعزاؤهم الوحيد هو التفاف الجماهير حولهم فى الجنازة. أما أحمد نجل الكابتن الوحيد فأكد ل«فيتو» بأن الجوهرى كان يمثل له الأب والصديق والأخ وتعلم الكثير على يديه واستفاد منه فى معظم مواقف حياته وقال: إن والده تعرض لظلم كثير على يد المسئولين فى الأهلى حياً وميتاً ورغم ذلك لم ينقص حبه للأهلى فى قلبه شعرة واحدة. وأكد أن حياته كلها كانت كرة القدم ويتابع جيداً كل دوريات العالم ويطلع على كل حديث. وأبدى الجوهرى الصغير حزنه على عدم تقدير والده وتكريمه فى مصر بالشكل اللائق والأردن أحسنت وداعه بالجنازة العسكرية وأن الجنازة الشعبية فى مصر عوضتهم عن عدم تكريم الدولة له فى وداعه الأخير.