الفوضى كانت عنوان جنازة أهم رجل رياضى على الصعيد المحلى والدولى. الفوضى كلمة أعتقد أنها بسيطة أمام ما حدث فى وداع جنرال الكرة المصرية من مهاترات ومشكلات وعدم تنظيم وعدم احترام لرجل احترم نفسه وعمله وصنع لنفسه تاريخا من الصعب أن يتكرر، سبحان الله! خارج بلده تم تكريمه فى حياته حتى عندما لفظ أنفاسه الأخيرة كان الاحتفال به، بلد كرم الشخص الذى أثبت وجوده فى عمله وتفانى إلى آخر ساعة من عمره، رجل لم يبخل ولو بقطرة عرق على المجال الذى عشقه وأحبه وأدمنه، بجانب سيجارته، الأردن يكرم الجوهرى على مستوى رسمى وشعبى، جنازة عسكرية مهيبة شعبية ورسمية، عزاء فى المبنى الذى جعل منه تاريخا للكرة الأردنية، طائرة خاصة لنقل جثمان الجنرال لأنه يعرف قيمته حتى وهو بين يدَى الله، الحضور الرسمى للأمير علِى شقيق الملك ونائبه، حضور كل لاعبى المنتخب الأردنى فى بعثة كلها ارتدت اللون الأسود حزنا ووداعا لجنرال الأردن الكروى الكابتن محمود الجوهرى، والأكثر من هذا إطلاق اسم الجنرال محمود الجوهرى على الشارع المتفرع من شارع المدينةالمنورة، أحد أشهر الشوارع فى العاصمة عَمان، كل هذا ومصر أهانت الرجل فى حياته وفى مماته، رحيله من القاهرة والعودة مرة أخرى إلى الأردن من قبل دعوة الملك والأمير علِى، والرجل لبى الدعوة، والعودة مرى أخرى لبلد احترمه وقدّره وشجعه وأعطاه كل السبل لانتشال الأردن، وهذا عكس ما حدث فى مصر، الدنيا بايظة، مجموعة أشخاص أهانوه وأقالوه أو أرغموه على الاستقالة لمجرد أنه أعلن أن النظام والتحديث والاحتراف قادم قادم ولا محالة، وهذا لم يُرضِ بعض الأشخاص الذين يعيثون فى الأرض فسادا ولا يرغبون إلا فى قتل اتحاد يسمى اتحاد كرة القدم، الرجل عمل مديرا تنفيديا للاتحاد الذى لا يعلم يعنى إيه مخطط ولا مدير تنفيدى، وكان لمجرد الشو فقط، والقول إننا تعاقدنا مع الجنرال فى الحقيقة كان سيناريو معدا باحترافية من أحد الأشخاص على الرغم من تلبية الجوهرى طلب بلاده والعودة على أمل الارتقاء وتنفيذ ما حققه فى المملكة الأردنية.. أهانته لأنها لم تتذكر ولو لحظة فى السنوات الأخيرة من خلال إعلامها أن ابنا من أبنائها الأفذاذ يعمل باحترافية عالية خارج بلده مثله مثل المغتربين فى الخارج.. أهانته حتى فى أثناء الغيبوبة التى ألمّت به قبل وفاته ولم تذكر ولم تتذكر ولو قناة واحدة إرسال مراسل ليكون مع أحد أبرز الشخصيات الرياضية فى القرن الأخير، أهانته لأنها لم تجعل جنازته أو مثواه الأخير جنازة عسكرية كما أعلن المسؤولون، ولكنها كانت جنازة فوضوية سُرقت فيها الأحذية، وجنازة لم تكن على قدر شخص بقيمة وحب واحترام العالم العربى، بحجم عقلية أو اسم الجنرال العظيم، رحمة الله عليك، أسكنك الله فسيح جناته على عملك وحبك للبلد الذى لم ىكرمك حتى فى مثواك الأخير.