يتزايد عدد الوافدين بشكل غير نظامي إلى أوروبا، ما يزيد من حدة أزمة المهاجرين يومًا بعد يوم ويضع دول جنوب أوروبا، المستضيفة الأولى للاجئين وكذلك دول الشمال الأوروبي، قبلتهم التالية، على المحك. ونظرًا للارتفاع المتزايد لعدد اللاجئين في ألمانيا يطالب أعضاء المجلس الاستشاري للهجرة والاندماج السياسيين الألمان والأوروبيين بالإسراع في اتخاذ التدابير اللازمة لاحتواء هذه الأزمة، وترى رئيسة المجلس الاستشاري للهجرة والاندماج كريستين لانجنفيلد أن برنامج "دبلن 2" باء بالفشل، وحسب هذا البرنامج فإنه يتوجب على اللاجئين البقاء في أول دولة دخلوا إليها في الاتحاد الأوروبي لكن الواقع يثبت العكس. "فمن أصل 450 ألف لاجئ سوري وطأت أقدامهم إيطاليا لم يبق منهم سوى مئات قليلة، أما الأغلبية فقد تركت إيطاليا إلى الأبد، كما قالت كريستين لانغنفيلد، ويرجع السبب إلى أن برنامج "دبلن 2" يُثقل كاهل الدول المُستضيفة زيادة على أن هذه الدول غير قادرة احتواء هذه الأزمة وحدها. واقترح المجلس الاستشاري للهجرة والاندماج في تقريره السنوي أن يختار اللاجئ بنفسه البلد الذي يريد الإقامة فيه بعد الاعتراف بطلب لجوئه، وبتقديم المساعدات اللوجستية والمادية الكافية للدول الرئيسية التي تستقبل المهاجرين غير النظاميين، وفي المقابل يجب على الدول الرئيسية المُستضيفة، إيطاليا واليونان ومالطا وإسبانيا، أن تأخذ وظيفتها على محمل جد وتنظر في طلبات اللجوء وتوفير السكن الملائم للاجئين. وأضافت كريستين لانغنفيلد أن في هذه الحالة لن يبق النظر في طلبات اللجوء وترحيل من لم يُقبل طلبه ضمن اختصاصات بلدان شمال أوروبا، فيما ستحصل بلدان جنوب أوروبا المُستضيفة دعم يكفي لمواجهة الأفواج الهائلة من اللاجئين غير النظاميين". وندد أعضاء المجلس الاستشاري للهجرة والاندماج بما يحدث حاليا من حوادث وكوارث أثناء تدفق المهاجرين غير النظاميين عبر مياه البحر الأبيض المتوسط، وقال المجلس إنه يتعين على أوروبا أن تتحمل مسؤوليتها الإنسانية وأن تكثّف من عمليات الإنقاذ، كما نصح الخبراء بضرورة تأمين استضافة جماعية للاجئين غير النظاميين والنظر في طلبات لجوئهم. ويأمل المجلس الاستشاري للهجرة والاندماج أن ينهج الاتحاد الأوروبي نهجا أكثر تنظيما، وان يلتزم أعضاء الاتحاد تنفيذ تعهداتهم في التعامل مع هذه القضية. وفي هذا الصدد قالت لانجنفيلد: "هذا التعاون بين أعضاء الاتحاد الأوروبي سيكون بمثابة اختبار لقدرتهم في التغلب على هذه الأزمة".