سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الطلياني» للمبخوت تفوز ب«البوكر» من بين 180 عملا.. ترصد تاريخ تونس الحديث.. وتسلط الضوء على انقلاب «بن علي» على بورقيبة.. البرغوثي: أسلوبها ماكر ومثير.. سليمان: لغتها جذابة وممتعة
أسدل الستار اليوم على الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» لعام 2015، وأعلن مريد البرغوثي رئيس لجنة التحكيم، عن فوز رواية "الطلياني" لشكري المبخوت من تونس، وذلك في حفل أقيم في مدينة «أبو ظبي» مساء اليوم الأربعاء، كما جرى خلال الحفل تكريم الروائيين الخمسة الآخرين المدرجين على القائمة القصيرة، وينال كل منهم مبلغ 10.000 دولار أمريكي بمن فيهم الفائز. ويحصل الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته 50.000 دولار أمريكي، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، إلى جانب تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي. تأمل تاريخ تونس وتدور أحداث رواية "الطلياني"، في تونس، حول بطلها عبد الناصر الملقب بالطلياني بسبب وسامته، ويستخدم الروائي تاريخ بطله في النضال السياسي ومغامراته العاطفية كخلفية لتأمل تاريخ تونس الحديث بكل تعقيداته، وخاصة فترة الانقلاب الذي قام به زين العابدين بن على، على نظام الحبيب بورقيبة في أواخر الثمانينات من القرن الماضي. أفضل رواية وفازت رواية "الطلياني" باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر خلال الاثني عشر شهرا الماضية، وجرى اختيارها من بين 180 رواية مرشحة تتوزع على 15 بلدًا عربيّا، رغم أنها العمل الأول للكاتب. أسلوب أكثر إثارة من جانبه أكد مريد البرغوثي رئيس لجنة تحكيم جائزة الرواية العربية "البوكر"، أن بداية شكري المبخوت كصاحب رواية أولى مدهشة كبداية، فالمشهد الافتتاحي يثير الحيرة والفضول، ويسلمك عبر إضاءة تدريجية ماكرة وممتعة إلى كشف التاريخ المضطرب لأبطاله ولحقبة من تاريخ تونس. وأوضح أن شخصية عبد الناصر بطل الرواية مركبة وغنية ومتعددة الأعماق، حتى الشخصيات الثانوية منها، مقنعة فيما تقول أو تفعل، وفيما ترفض، لكن شخصية زينة في الرواية تظل إنجازًا فنيا فريدًا تمتزج فيها الثقة والارتباك والشراسة والشغف والتماسك والانهيار، وبهذا حظينا بشخصية لانمطية لأنها مكتوبة أثناء عملية الكتابة لا قبلها، رحلة في عوالم الجسد والبلد، الرغبة والمؤسسة، والانتهاك والانتهازية وتناول بارع لارتباك العالم الصغير للأفراد والعالم الكبير للبلاد، وفي كشفها الغطاء عن ملامح مجتمعها التونسي تباغت الرواية معظم القراء العرب بما يجسد ملامح مجتمعاتنا أيضا. وأشار إلى أن "الطلياني" عمل فني يضيف للإنجاز الروائي التونسي والعربي ويتعلق به القارئ منذ سطره الأول حتى سطره الأخير. سارد متمكن وقال ياسر سليمان أستاذ الدراسات العربية بجامعة كمبريدج، ورئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: إن رواية "الطلياني" لشكري المبخوت بحبكاتها المتداخلة وشخوصها المتنامية التي تتفاوض مع واقعها بانضباطية هلامية لا تتنكر لماضيها ولا تلتزم به كل الالتزام. وأشار إلى أنه في الرواية محطات كثيرة جاذبة ومدهشة في ذبذباتها وتصويرها لمرحلة مهمة من تاريخ تونس في القرن العشرين. وتابع: إن شكري المبخوت سارد متمكن من صنعة الكتابة الروائية، يكتب بإيقاع لغوي أخاذ، يطوع فيه العربية الفصيحة فيجعلها تعج بالحياة بكل أشكالها، لا يستعصي عليها شيء. القائمة القصيرة وكانت القائمة القصيرة المكونة من ست روايات، قد أُعلنت في فبراير الماضي في مؤتمر صحفي عُقد في فندق رويال منصور في الدار البيضاء، بالمغرب، بحضور لجنة التحكيم المكوّنة من الشاعر والكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي رئيسًا، الشاعرة والناقدة والخبيرة الإعلامية البحرينية بروين حبيب، الأكاديمي المصري وأستاذ الأدب المقارن في جامعة لندن أيمن الدسوقي، الناقد والأكاديمي العراقي وأستاذ الأدب المقارن في جامعة بغداد نجم عبد الله كاظم والأكاديمية والمترجمة والباحثة اليابانية كاورو ياماموتو.