أكد المشاركون في ندوة "كيفية تقييم أدب الطفل" التي عقدت في ملتقى الكتاب بمركز إكسبو الشارقة، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته السابعة، أهمية تقييم ما يكتبه الطفل بما يسهم في الارتقاء بتلك الكتابات الإبداعية، فالطفل المبدع في مجال الكتابة، يحتاج لدعم ورعاية تتناسب مع قدراته الإبداعية الواجب صقلها وتنميتها وصونها، من أجل تنشئة أجيال من المؤلفين المستقبلين الواعدين، مع الوقوف على نتاجات إبداعية ثرية في بنيتها ومحتواها، وما يتأتى لها من المقدرة على التعبير الفارق والمدهش. وشارك في الندوة الدكتور حيدر وقيع الله، والدكتورة هويدا صالح، وإبراهيم بشمي، وليندا نيوبري، وأدارها طلال سالم. وقالت ليندا نيو بري، عندما نقول إن الطفل يحتاج إلى ورش عمل، فمن حقنا أن نسأل: هل يتعلم من خلالها، وتساءلت أيضًا: هل يكتب الطفل بدافع تنفيذ الواجب المدرسي، أم يكتب للمتعة والدهشة وتنمية الإبداع؟ وتابعت: أعتقد أن النظام المدرسي الذي يركز على ضرورة تنفيذ الطفل للواجب المقرر، لا يسهم في الكشف عن الموهبة والإبداع لذلك الطفل، ما يعني أن النظام المدرسي، أو المنهج المدرسي والنظام التعليمي برمته، يجب أن يراعي المسألة الإبداعية ويفسح المجال للطفل في التعبير عن ذلك بعيدًا عن التقيد بالمتطلبات المنهجية، وقالت: دعه يكتب ويعبر ويكشف عن ملامح إبداعه وتميزه. وعرض إبراهيم بشمي، تجربة حول الطفل والكتابة الإبداعية في البحرين، والكشف عن ملامح الإبداع لدى الأطفال والكتابة الإبداعية لديهم، كان هو طرفًا فيها، ولفت إلى أن الفريق المكلف بهذه الفكرة توصل إلى نتيجة مفادها أن التلقين والحفظ هما السائدان في العملية التربوية والتعليمية، وكانت الكتابات التي ينفذها الأطفال الذين خضعوا لهذه التجربة ليست من عندهم بل تلقينًا من ذويهم، وعندما فرضوا عليهم أن يكتبوا مباشرة، بعيدًا عن التحضير المسبق في البيت، جاءت كتاباتهم وصفية بسيطة ومباشرة، وتخلو من الخيال وبالتالي من الإبداع، فكل ما كتب من قبل أولئك الأطفال لم يتجاوز الوصف المباشر، وجاء دون خيال. وقال الدكتور حيدر وقيع الله، إن الكتابة قضية موهبة وإبداع، وهي أصعب الألوان الإبداعية، كما أنها مهارة وقدرة معقدة، ومخرجاتها معقدة، وكذلك هو حال مدخلاتها. وأشاد بتجربة إمارة الشارقة في التعامل مع الكتابة للطفل، والكتابة الإبداعية لدى الطفل، من خلال تجليات عدة، من بينها الجوائز الإبداعية للأطفال. ولفت إلى أن الإنسان المبدع دائمًا يكون مستورًا، ومهمتنا الكشف عنه وعن ابداعاته، والعمل على تنميتها والارتقاء بها، وأشار إلى أن فعل الكتابة يسبقه فعل أهم هو القراءة، فمن لم يقرأ لن يستطيع الكتابة. وبدأت الدكتورة هويدا صالح بالحديث عن فكرة متداولة بين السكان في مصر تقول إن الطفل المصري هو أذكى طفل في العالم إلى أن يدخل المدرسة، وذلك في إشارة ساخرة إلى أن المدرسة تلقن ولا تعلم، وأن المحتوى التعليمي والتربوي والمناهج أيضًا للتلقين، ومثل هذه النهج لا يساعد على بناء شخصية الطفل، وبالتالي لا يساعد في الكشف عما لديه من مواهب وابداعات، ولفتت إلى أن ولي الأمر والأسرة والمدرسة يريدون من الطفل الدرجة والعلامة من أجل تحصيل مقعد جامعي معين، مشيرة إلى أن الأنشطة التعليمية التي تنمي الخيال تكاد تكون قد ألغيت في المدارس ولم يبق منها غير الإذاعة المدرسية بشكلها التقليدي.