«بالصلاة على النبى إحنا ما بنتهددش.. ما بنخافش.. مالناش دراع علشان حد يلويه».. بهذه الكلمات قابلنى شاب في الأربعين من عمره يدعى «المستريح» عندما حاولت لقائه بعد أن تلقيت عدة شكاوى من بعض أقربائى بمحافظة "قنا" بأنه حصل منهم على مبالغ مالية لتوظيفها، وبعد أن استمر لعدة شهور في إعطائهم الأرباح المتفق عليها وإذا به «فص ملح وداب». بحثوا عنه في كل مكان دون جدوى.. مندوبوه في محافظة قنا الذين يقنعون الأهالي بتوظيف أموالهم وقعوا في نفس الحيرة عندما فشلوا في الاتصال به تليفونيا بعد أن علموا بتدخلى في الموضوع.. فهم يعلمون جيدا من هو «أبو طقة» إلا أن أخونا المستريح قد ظن أن ما جمعه من أموال الأهالي وما وصل إليه من نفوذ وعلاقات بشخصيات كبيرة في البلد جعله يظن أنه أقوى من أبو طقة وألف أبو طقة كنت قد وعدت أصدقائى في الصعيد أننى سأعيد لهم أموالهم وإن لم أستطع فسأزج بهذا المستريح في السجن أو آتى لهم به مربوطًا في الحبال كى ينالوا منه بطريقتهم. استخدمت علاقاتى واستخدمت تحرياتى حتى توصلت لمكان اختفاء المستريح.. حيث كان يقيم ب"شاليه" في منطقة "مارينا" بالإسكندرية.. غيرت ملامحى واستعنت في ذلك بأحد أصدقائى الذين يعملون في السينما وحجزت "شاليه" في مارينا واستعنت بصديقاتى من "المزز" ليلتفوا حولى حتى يبدو مظهرى وكأننى من أثرياء الصعيد.. قضيت بمارينا ثلاثة أيام كنت أصرف خلالها ببذخ حتى ذاع صيتى في القرية السياحية ووصل الأمر إلى المستريح الذي أرسل لى شابًا يعرفنى بنفسه ويبدى إعجابه بى وبطريقتى في إسعاد نفسى وقال لى إنه يسكن في الشاليه المجاور لى. فهمت أنا "الفولة" فتقربت من الشاب وأقنعته بأننا صرنا أصدقاء فقال لى الفتى إنه من عائلة ثرية ورث عن والده خمسة ملايين جنيه فأعطاها لأحد رجال الأعمال ويدعى المستريح ليوظفها ومازال يحصل على أرباح شهرية بنسبة 12 % حتى صار يملك أضعاف المبلغ الذي أودعه للمستريح وحاول الشاب إقناعى بأن أحذو حذوه وأودع أموالى لدى المستريح. أظهرت أنا انبهارى وإعجابى بهذا المستريح وبالفتى المغامر الذي وظف أمواله دون تردد.. ساعتها وعدنى الشاب بأن يحدد لى موعدا مع المستريح _هذا إن وافق وكان لديه وقت_ وسأكون من المحظوظين إذا وافق المستريح على أن يأخذ منى أموالا ليوظفها. ولأن "التقل صنعة" غاب عنى الشاب يومين دون رد ثم جاءنى في اليوم الثالث ليزف لى البشرى فقد بذل مجهودًا لإقناع المستريح باشا أن يوافق على توظيف 5 ملايين جنيه فقظ من أموالى مقابل نسبة من عمولة 12% أحصل عليها كل شهر. بالطبع أظهرت أنا سعادتى وذهبت مع الفتى للقاء المستريح وبينما أنا في الشاليه الخاص به إذا بى أزيل «الشنب واللحية» اللذين كنت أتخفى بهما فقال لى المستريح «أنا متهيألى شفتك قبل كده.. انت مين» ؟! قلت: أنا «أبوطقة» ياعم المستريح! قال: آه انت أبو طقة الفشار! قلت: اسمى كبير الفشارين ياكبير النصابين! قال: أنا مش نصاب.. أنا أختفى عن أعين الناس حتى أدبر لهم أموالهم ثم سأعود للظهور! قلت: دا كله كلام ماياكلش مع أبو طقة.. أنا عايز فلوس الناس بتوع قنا فلقد كلفونى بردها منك ولن أخرج من هنا إلا بأموالهم وإلا أنت الجانى على نفسك ! قال: "بالصلاة على النبى احنا ما بنتهددش.. ما بنخافش.. مالناش دراع علشان حد يلويه.. ووقت الغلط بنطرطش زلط" قلت " طب حيلك حيلك ياعم المستريح وفكك من الكلام اللى انت حافظه ومش فاهمة دا.. واعرف انت بتكلم مين! قال: على فكرة انا عارفك كويس.. بس برضه أنا مسنود وورايا ناس كبيرة قوى في البلد دى.. وانت مش هتاكل معايا ياعمنا الفشار! قلت: سأتركك لمدة 5 دقائق لتختار واحدة من ثلاث اقتراحات سأعرضهما عليك.. فإما أن تعطينى المبالغ التي حصلت عليها من أصدقائى.. وإما أن أقوم بتكتيفك والسفر بك لمحافظة قنا ونترك لهم القرار ماذا سيفعلون بك.. وإما أن أسلمك للشرطة بعد 5 دقائق من الآن وأحولك من مستريح إلى مش مستريح! قال: في المشمش.. فأنا حولى رجال يأكلون الظلط سيقطعونك قبل أن تمر ال5 دقائق ولن تخرج من هنا حيا! وهنا التف حولى مجموعة من «البودى جارد» لكننى سرعان ما «طرت» في الهواء وبأسلوب الننجا القتالى تغلبت عليهم ثم خطفت السلاح الآلى من أحدهم وأوقفتهم جميعا أمامى ومعهم المستريح وأخرجت هاتفى المحمول وطلبت النائب العام الذي رحب بى فقلت له انا هنا في مارينا ومعى المستريح فأصدر قرارًا بسرعة القبض عليه ولم تمر دقائق حتى جاءت قوة من مباحث مارينا لتلقى القبض على المستريح وقلت له ساعتها ألم أقل لك إننى سأنسيك اسمك وسأجعلك مش مستريح خالص!