«لما الرئيس يفرج عن مدانين فى قضايا إرهابية، ويحبس أطفال فى عمر الزهور،يبقى إنت أكيد أكيد فى مصر،اللى بيحكمها الإخوان»..باختصار هى دى الحدوتة، فالرئيس الدكتور محمد مرسى الذى أصدر قرارات بالعفو عن إسلاميين أدينوا فى قضايا عنف وإرهاب،وحصلوا على أحكام مشددة، لم يأبه بصرخات أطفال،تم الزج بهم خلف أسوار المعتقلات،بتهم مطاطية،ومحاكمات عسكرية. صرخات الأمهات،وتوسلات الآباء،بإطلاق أبنائهم حتى ينتظموا فى دراستهم،لم تحرك ساكنا لدى الرئيس والذين معه،حيث صموا آذانهم عنها. ففى الوقت الذى خرج فيه إلى أجواء الحرية،إسلاميون مدانون فى قضايا إرهابية،لا يزال هناك أطفال دون ال18 عاما فى براثن المعتقلات،منذ ثورة يناير وحتى الآن. أولياء الأمور بذلوا كل ما فى وسعهم من أجل إطلاق سراح أبنائهم،إلا أن أصداء صرخاتهم لم تصل إلى سمع مرسى ومساعديه،انطلاقا من أن العفو عنهم لا يمثل مردودا سياسيا،ولا يحقق له شعبية عند الجماعات الإسلامية،حيث لا يسعى إلا لإرضائها! حكاية أحمد لم يكن أحمد يتوقع ، وهو يسير فوق كوبري قصر النيل للاحتفال مع أصدقائه بعيد ميلاده ال18، أن تكون دولة الرئيس الإخوانى محمد مرسى أعدت له احتفالا آخر في سجن طرة, لمجرد أنه كان يسير على بعد أمتار من اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين في محيط السفارة الأمريكية لأسباب لا يعرفها, فهو طالب في الصف الثالث الثانوي بمدرسة لغات , همه الأول تحقيق حلمه بالحصول على مجموع عال للانتقال إلى الجامعة . ولكن لأنه لا شيء تغير في مصر بعد الثورة, فإن قوات الشرطة ألقت القبض عليه وزملائه , وقادوهم إلى معسكر السلام، واستولوا منهم على هواتفهم المحمولة وأموالهم وملابسهم, ولأن أحمد كان أكبرهم سنا فتم نقله لسجن طرة. «أحمد»،بحسب والدته،تلقى وصلة من التعذيب والإهانة،وفى الوقت الذى تم فيه إطلاق شابين ملتحين،تم الإبقاء عليه مع زملائه للعرض على النيابة. والدة «أحمد» قالت ل«فيتو»: أشعر أن عهد المماليك قد عاد، حينما كان يتم القبض على الأطفال وبيعهم، فهذا ما حدث مع ابني وأصدقائه، ولم أكن أتصور يوما أن يحدث ذلك معه لمجرد انه كان يسير فى أحد شوارع القاهرة. وأوضحت أن أولياء أمور الاطفال المحبوسين نظموا عدة وقفات أمام الاتحادية للإفراج عن أبنائهم دون جدوى، لذا فهم يشكون الرئيس لله. ووجهت أم أحمد سؤالا للرئيس محمد مرسى نصه « ليه عيالنا يتعمل فيهم كده،ترضى حد يعمل فى ولادك كده!!» الأمر نفسه تكرر مع «محمد صبحي»، طالب فى الصف الثانى الثانوى،وعمره 16 عاما , كان يسير على كوبرى قصر النيل مع أصدقائه، ففوجئوا بمن يزج بهم فى سيارة الترحيلات بتهمة المشاركة فى أحداث السفارة الأمريكية،وذاقوا الأمرين داخل الحجز. 136 حدثاً من جانبه أوضح احمد مصيلحى،رئيس الوحدة القانونية بالمؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة, ومحامى الأطفال المقبوض عليهم في أحداث السفارة الأمريكية ،أن عدد المقبوض عليهم وصل إلى 136 حدثا , وتم دفع 30 ألف جنيه كفالات لهم، تراوحت ما بين مئات الجنيهات حتى عشرة آلاف جنيه لبعضهم , وهذا مخالف للقانون لأنهم قصر وليس لهم ذمة مالية . وأوضح «مصيلحى» أن هؤلاء الأطفال ألقى القبض عليهم فى محيط ميدان التحرير، ولم يشاركوا في أحداث السفارة الأمريكية، ولكن تم القبض عليهم بديلا عن المتهمين الحقيقيين، وتم اتهامهم بعدة تهم من بينها: تجمهر أكثر من شخص واثارة الشغب بمنطقة جاردن سيتى , التعدى على قوات الشرطة المعنية بتأمين السفارة الأمريكية, تعطيل المواصلات العامة وحركة المرور عمدا, التعدى على موظفين عموميين اثناء تأدية عملهم وهو تأمين المنشآت الحكومية والحيوية, التعدى على منشآت واملاك عامة وخاصة, محاولة اقتحام مقر السفارة الأمريكية بجاردن سيتى, اتلاف السيارات الحكومية والخاصة عمدا, الإضرار بمصالح المواطنين ومنعهم من الخروج من منطقة جاردن سيتى, وتكدير الأمن العام.