قد تعيش الأم المرضع على أعصابها لفترة طويلة لا تستطيع خلالها تحديد ما إذا كان رضيعها يتناول الكمية الكافية من الرضاعة سواء من ثدييها أو من الرضاعة الصناعية وتزداد حيرة الأم إذا كان هناك أطفالا فى مثل عمر طفلها ويظهر لها أنهم يأكلون أكثر من طفلها، لذا قامت البروفيسورة" الألمانية كلاوديا هيلميرس" اختصاصية علم القبالة فى شبكة "الصحة سبيلك إلى الحياة" فى مدينة بون، لإجراء بحث علمى طبى حول هذه المسألة والتى أكدت أن القابلية الغذائية تختلف من رضيع لآخر حيث يرغب بعض الرُضع فى الرضاعة كل ساعتين فى حين يطلبها آخرون كل أربع ساعات. وبينما تستغرق عملية الرضاعة خمس دقائق لدى البعض تزداد هذه المدة بشكل ملحوظ لدى البعض الآخر. وأكدت البروفيسورة الألمانية أنّ هذا الاختلاف يُعد أمرًا طبيعيًا تمامًا. من ناحية أخرى، أشارت "هيلميرس" إلى أنّه غالبًا ما تعجز الأم عن التأكد مما إذا كان رضيعها قد تناول كمية كافية من الطعام أم لا؛ إذ لا يتسنى لها تحديد الكمية التى تناولها عند إرضاعه مثلًا أو عندما يترك الطفل زجاجة الرضاعة وهى لا تزال محتوية على بعض الحليب. لكنّها أكدت على أنه عادةً ما تصدر بعض الإشارات من الطفل تدل على أنه شبع كأن يترك مثلًا ثدى أمه أو يخرج ماصة زجاجة الرضاعة من فمه أو يتوقف عن البلع ويخلد إلى النوم. لذا تُطمئن هيلميرس الأمهات بقولها: "طالما تبدو على الطفل علامات الرضى وتشع منه الحيوية والنشاط ويزداد وزنه فيُمكن للأمهات حينئذٍ التأكد تمامًا بأنّ رضيعهن يشعر بالشبع؛ ثمّ ينبغى عدم إجباره على تناول المزيد من المياه أو تكرار العملية برمتها بعد وقت قليل."