لحاجة فى نفس مبارك تم منع أهالى قرى ومدن معينة من تولى الوظائف العليا والالتحاق بالنيابة وكلية الشرطة والكليات العسكرية، فالعداء التقليدى فى عصر مبارك، لكل ما هو ناصرى كان سبباً فى حرمان قرية «بنى مر» - حيث نشأ جمال عبد الناصر- وما جاورها من قرى عرب مطير والمعصرة وكوم أبو شبل وريفا. أما مدينة البدارى وقراها: الكوم الأحمر والعقال القبلى والعقال البحرى ومصبح والسحارة والجزيرة فهى أيضاً محرومة لسبب آخر هو الصراع الذى نشب بين ممتاز نصار وزكى بدر - وزير الداخلية الأسبق- فقد كان ممتاز نائباً بمجلس الشعب عن حزب الوفد، وكان الأكثر انتقاداً- تحت القبة- لوزير الداخلية، فانتقم زكى بدر من «البداري» بإقصاء أهلها عن الالتحاق بالشرطة والكليات العسكرية بدعوى «دواع أمنية». بينما كان الإرهاب الذى ساد ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى والذى كانت أسيوط بؤرته الملتهبة سبباً جوهرياً فى المنع، فقد كانت قرى بعينها معقلاً للجماعات الإسلامية وتنظيم الجهاد، منها «صنبو» و«بنى حرام» و«الرياض» بديروط، وفى مدينة «صدفا» قرى «الدوير» و«كوم اسفحت» وأيضاً قرى القوصية ومنفلوط، أما «النخيلة» فقد كانت ملاذاً للخارجين عن القانون وتجار المخدرات، عزت حنفى نموذجاً، أما قرى «بنى فيز» و«الشامية» بساحل سليم، و«المطمر» ومدينة البدارى وقرية «باقور» بأبوتيج و«المعابدة» بأبنوب، و«البربا» بصدفا، فهى ذزاخرة بالسلاح نتيجة الخصومات الثأرية التى لا تهدأ بين عائلاتها.