مذيع الرئيس

منذ نقَل الهدهد أخبار ملكة سبأ لسيدنا سليمان حتى اختراع شبكة الانترنت, لم تُعرف وسيلة إعلام أكثر ذيوعا وانتشارا وتأثيرا من شاشات التليفزيون, لهذا يعول المرشحون لرئاسة الجمهورية كثيرا على الفضائيات المختلفة لاكتساب مزيد من التعاطف والشعبية قبل أن تدق ساعة الحسم , والمفترض أن الحيادية وعدم الانحياز لمرشح بعينه أولى أبجديات التغطية النظيفة للسباق الرئاسي, وفى السطور التالية تقييما لأبرز البرامج المعنية باستضافة المرشحين ومقدميها للتعرف على ألوانهم واتجاهاتهم..
«أون تى فى».. فضائية خاصة يمتلكها رجل الأعمال نجيب ساويرس, وكل الذين يعملون فى القناة يشهدون أنه لا يتدخل من قريب أو من بعيد فى سياستها وتضم القناة العديد من البرامج يقدمها مجموعة من المذيعين أصحاب الخلفيات والقناعات السياسية المختلفة,ورغم ذلك يحسب لهم عدم الانزلاق إلى فخ التعصب لمرشح بعينه أو توجيه الناخبين من جمهور المشاهدين بعيدا عن مرشح ما, وهو الأمر الذى يؤكد نجاح ألبرت شفيق مدير القناة وتحيزه للإعلام الاحترافي.
ريم ماجد, الليبرالية ومقدمة برنامج بلدنا بالمصري, رغم انحيازها للمرشح خالد على ? وفقا لما قالته ل«فيتو» لم تحاول ولو لمرة الترويج لمرشحها, والذى أكدت أنها ستصوت له وإذا خرج من السباق وكانت هناك إعادة فإن صوتها سيذهب إلى المرشح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.
أما جابر القرموطى مقدم برنامج «مانشيت» الذى حقق نجاحاً جماهيرياً واسعاً فيحرص على الالتزام بالموضوعية التامة تجاه كافة المرشحين ويلتزم بالقواعد المهنية البحتة فى تناول الموضوعات المتعلقة بماراثون الانتخابات الرئاسية.
ولعل ذلك فى مقدمة العوامل التى جعلت القرموطى واحداً من الإعلاميين القلائل الآن الذين يتمتعون بالمصداقية.
وفى الوقت الذي ظهر فيه يوسف الحسينى مقدم برنامج «صباح اون تى فى» فى غير مؤتمر انتخابي للمرشح حمدين صباحى, إلا انه أبدا لم يستغل طلته على الشاشة فى الترويج لصاحبه,مفضلا الوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين,وذلك أمام الكاميرا فقط بينما أمام الصندوق فصوته لحمدين.
أما الغامض يسرى فودة, فيرفض الإفصاح عن اسم رئيسه المفضل حتى لأقرب الناس إليه, لكن الأقرب إليه ربما يكون عبد المنعم أبو الفتوح,وهو المرشح الذي كان مقررا أن يستضيفه فودة فى نفس اليوم الذي تقدم فيه بأوراق ترشحه لكن التزام القناة بالتوقف عن استضافة اى من المرشحين لحين انطلاق الدعاية الانتخابية رسميا حال دون الأمر.
برنامج «مصر في أسبوع» والذي يقدم عبر شاشة (اون تى فى) أيضا, يقدمه كل من أماني الخياط وحسن فودة, الأولى غير متفائلة بشأن استكمال الانتخابات وتتمنى تكوين مجلس رئاسى يضم حمدين صباحى وأبو الفتوح وخالد على وأبو العز الحريرى, أما فودة فيميل إلى أبو الفتوح.
النهار.. واحدة من القنوات الجديدة ورغم ذلك انتشرت سريعا وبات لها مكان بين المصريين, يمتلكها عدد من رجال الأعمال أبرزهم المهندس سمير يوسف,ومن خلالها يقدم الإعلامى محمود سعد برنامج «آخر النهار» بصحبة زميله حسين عبد الغنى, وكلاهما يؤيد حمدين صباحى , فالأول أعلن على الهواء ذلك خلال لقاء جمعه بالمرشح , والثاني يرتبط بصداقة حميمة مع صباحى. وتبدو حظوظ صباحى قوية فى «النهار» فالزميل خالد صلاح رئيس تحرير جريدة وموقع اليوم السابع يؤيد حمدين وظهر ذلك بشكل صريح فى غير مناسبة, وإن لم يعلنها الرجل عبر برنامجه «الأسئلة السبعة». وعلى النقيض من ذلك, يقدم الدكتور مصطفى الفقى برنامج «سنوات الفرص الضائعة» فى قناة النهار لكنه يعلن بشكل صريح تأييده للمرشح عمرو موسى بحكم العلاقة والصداقة.
الحياة.. شبكة قنوات تهتم بالترفيه أكثر من اهتمامها بالسياسة ورغم ذلك تبدو منحازة بشكل صارخ للمرشح عمرو موسى, خاصة أن مالك القناة الدكتور سيد البدوى معروف عنه انحيازه لموسى وحزب الوفد الذى يترأسه كان قد اعلنها صريحة من قبل بالانحياز للامين العام السابق لجامعة الدول العربية.
فى برنامج «مصر الجديدة» الذى يقدمه معتز الدمرداش على «الحياة» يمكن تلمس انحياز مذيع البرنامج للمرشح عمرو موسى, بينما ينحاز الاعلامى مصطفى بكرى, رئيس تحرير صحيفة الأسبوع إلى المرشح حمدين صباحى بعد خروج عمر سليمان من السباق, وبكرى بالمناسبة يقدم برنامج «منتهى الصراحة» على نفس الشبكة.
دريم.. المالك رجل الأعمال أحمد بهجت.. والشائع بين الجمهور والمتابعين لها أنها كانت تدعم عمر سليمان وهو الأمر الذى تسبب ومازال فى حرج للقناة رغم استبعاد نائب رئيس الجمهورية السابق.
وبينما وصمة تأييد سليمان تطارد مقدم «بتوقيت القاهرة» حافظ المرازى» بعد الحلقة التى انسحب منها النائبان عصام سلطان ونادر بكار المتحدث باسم حزب النور السلفى لاستضافتهما دون أن يخبرهما بوجود منسق حملة سليمان بنفس الحلقة, هناك منى الشاذلي التي ينتقدها البعض بدعوى أنها كانت تروج لسليمان قبل أن يخرج من السباق. والآن تغير موقفها وتدعو لأبو الفتوح ، أما جيهان منصور مقدمة برنامج صباحك يا مصر فتفضل هشام البسطويسي في حين يتأرجح وائل الإبراشي بين العوا وأبو الفتوح.
ومنذ انطلاق مجموعة قنوات سى بى سى وهى تواجه اتهامات عديدة نظرا لكثرة علامات الاستفهام الموجودة حول تمويلها وأصحابها والمذيعين العاملين بها الذين يصنف معظمهم على أنهم ضمن الفلول ،ولذلك فهى أحرص القنوات الفضائية على التزام الحيادية والمهنية وعدم الانحياز وكثيرا ما يصرح محمد الأمين رئيس مجلس إدارة القناة بأنه يقف على مساحة ثابتة من كل مرشحى الرئاسة ،إلا أن هذا الحرص من جانب صاحب القناة لم يمنع مذيعى القناة من أن تكون لهم توجهات خاصة ورؤية خاصة قد يعبرون عنها فى بعض الأحيان ،فنجد مثلا لميس الحديدي مقدمة برنامج هنا العاصمة تساند وتؤيد عمرو موسى نظرا للعلاقة القديمة بينهما منذ أن كانت لميس تغطى أخبار جامعة الدول العربية التى كان موسى أمينا عاما لها ،ودائما ما يشيد موسى بأداء لميس الحديدى ومهنيتها حتى انه وصفها بأنها تلميذته النجيبة،وعلى الرغم من كثرة اللقاءات التليفزيونية التى أجراها موسى مع مذيعين مختلفين لبرامج مختلفة إلا انه ظهر وبشكل واضح الألفة والحميمية فى لقائه مع لميس الحديدي.
وبحسب تأكيدات وليد خيرى رئيس تحرير برنامج ممكن الذى يقدمه خيرى رمضان ،فإن البرنامج بمذيعه وفريق إعداده لم يستقروا حتى ولو بشكل شخصى على المرشح التوافقى الذى سيعطونه أصواتهم وإنهم وحتى كتابة هذه السطور يتساوى عندهم المرشحيون ويتعاملون معهم كأرقام ،إلا أنهم يعلمون أن أكثر المرشحين قبولا فى الشارع المصرى والتى ستنحصر المنافسة بينهم هم عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى وعمرو موسى.
أما الدكتور مظهر شاهين مقدم برنامج ناس وناس على نفس القناة يؤيد بشكل شخصي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح إلا انه يجد حرجا فى الإعلان عن هذا من خلال برنامجه وذلك نظرا لطبيعته كخطيب للثورة ،ويختلف معه فريق إعداده حيث يرجحون كفة حمدين صباحى وسيعطون أصواتهم له.
أما عمرو أديب مقدم برنامج القاهرة اليوم على أوربت فظهر عليه منذ البداية تأييده للواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق واتضح هذا من عبارات الثناء على شخصية سليمان ، لكن أديب أكد للمقربين منه تأييده للفريق شفيق عقب استبعاد سليمان من كشوف مرشحين الرئاسة.