الحزب الوطني البائد كان يستخدم عبارة فتح الملفات القديمة مع خصومه وليس مع أصدقائه لتحقيق أهدافه وأغراضه التي يريدها.. ومن الصعب جدا أن يفكر حزب الحرية والعدالة- الحاكم الفعلي لمصر حاليا- بنفس الأسلوب والطريقة، خاصة أننا من المفترض أن نعيش في عصر ما بعد ثورة يناير.. ما جعلني أقول ذلك هو ما علمته من خلف الكواليس عن أسباب القرار الذي اتخذه المهندس أبوريدة بالانسحاب من معركة رئاسة اتحاد الكرة بعدما تلقى تعليمات عليا بضرورة الانسحاب من الانتخابات، وإلا سيتم فتح ملفات قديمة تدينه.. وما زاد من قناعتي بأن هذا حدث فعلا، هو أن أحد الأصدقاء أبلغني صباح يوم انسحاب أبوريدة بأنه سيخرج في مساء اليوم نفسه مع مدحت شلبي في برنامج «مساء الأنوار»؛ ليقول كلاما محدداً، وهو بالفعل ما سمعته بالضبط من أبوريدة في مكالمته مع شلبي.. إذن نحن أمام خيوط تدير الكرة المصرية من خلف الستار بنفس الطريقة والأسلوب اللذين كان يدير بهما الحزب الوطني كل شيء في مصر.. وما يزيد من التأكيد على هذا الكلام، هو البيان الذي أصدره الكابتن أحمد شوبير بعد ذلك، يوضح فيه أسباب انسحابه هو الآخر من الانتخابات.. أنا هنا لست بموقف المدافع عن أبوريدة، ولست رافضا لفتح ملفات فساد أي شخص بمصر، لكن لا يجب أن يكون فتح الملفات بشكل انتقائي لشخص دون الآخر تحت مسمى محاربة الفساد.. فقد يكون قرار أبوريدة فيه نوع من الاستسلام للأمر الواقع، بعد التدخل الواضح والصريح من خلف الستار من الوزير العامري فاروق.. أيضا قد يكون فيه نوع من الذكاء بضرورة عدم الصدام مع الحزب الحاكم وأعوانه خلال هذه الفترة التي يتحكمون فيها بكل شيء في مصر.. وربما يكون هناك بالفعل ملفات تدينه، ويخشى من فتحها، وهو ما ستوضحه الأيام المقبلة.. في الوقت نفسه لابد أن أشيد بموقف شوبير الشجاع الذي قالها بكل صراحة ووضوح بأن الشرعية والقانون ليس لهما مكان في انتخابات اتحاد الكرة وأن العامري فاروق- وزير الرياضة- يتدخل في الانتخابات بشكل واضح وصريح.. اختلفت مع شوبير كثيراً في العديد من القضايا، لكن في هذا الموضوع ورغم سعادة الكثيرين بابتعاده عن معركة الانتخابات إلا أنني معه تماما، بل وأشيد بموقفه الشجاع وسط كل هذا الاستسلام، والرضوخ والخنوع لأوامر وطلبات الحزب الحاكم أو بمعني أدق جماعة الإخوان المسلمين التى تحكم بنفس طريقة جماعة الحزب الوطني في كل شيء.