[email protected] أكتب هذه الملاحظات بعد أن لاحظت وقرأت وشاهدت أنه خلال الفترة الماضية.. يصمم البعض على الترويج لمعلومات خاطئة حول انتخابات البابا الجديد، والتعامل معها بمعايير الانتخابات العامة.. رغم أنها غير ذلك. ويمكن أن أفسر ما سبق من خلال بعض الملاحظات المهمة، ومنها: - إن انتخابات البابا في الكنيسة ليست بأي حال من الأحوال على غرار الانتخابات البرلمانية، وهو ما يعني استحالة مقارنتهما ببعض من جهة، أو استخدام أساليب الدعاية الانتخابية نفسها، أو التعامل معها بمنطق المنافسة والشللية لكل مرشح على حساب المرشحين الآخرين من جهة أخرى. - إن مراحل انتخابات البابا تنقسم إلى ثلاث مراحل، هي: التزكيات بمعنى أنه يتم تزكية مرشح سواء من خلال أعضاء المجمع المقدس أو المجلس الملي، وهم وحدهم اللذان لهم حق الترشيح. وهو ما يعني أنه لا يتقدم مرشح بنفسه للترشح.. لما لهذا الكرسي البابوي من مهابة وتقدير واحترام وتواضع واتضاع. ثم يتم تصفية المرشحين بعد دراسة الطعون المقدمة ضدهم لعدد فردي هو 5 أو 7 فقط حسب نص اللائحة ليتم انتخابهم. ثم تأتي المرحلة الثالثة من خلال اختيار البابا الجديد بالقرعة الهيكلية التي يصل إليها أعلى ثلاثة مرشحين حصلوا على الأصوات الانتخابية.. وما يتخلل ذلك من فترات صيام وصلاة لاختيار البابا الجديد. - لا يفترض فيما سبق، أن يكون هناك دعاية انتخابية؛ وبالأحرى دعاية انتخابية مضادة حسبما يحدث الآن.. لأنها انتخابات كنسية بالدرجة الأولى، وليست سياسية كما ذكرت من قبل. وهو ما يجعلني أؤكد على رفضي لبعض المحاولات التي تتم من أجل وقف الانتخابات والتشكيك فيها، وإهمال كل الجهود التي تمت من لجنة الانتخاب المكونة من 9 أعضاء من المجمع المقدس و9 أعضاء من المجلس الملي، ويرأسها الأنبا باخوميوس (قائمقام البطريرك). - إن هناك محاولات واضحة للتشكيك والتشهير في قدرة الأنبا باخوميوس على إدارة الكنيسة في هذه المرحلة الحرجة، وهي محاولات (خبيثة) يقوم بها البعض لصالح أهداف شخصية معروفة.. وهي كلها محاولات تصطدم بحكمة هذا الرجل وصمته والتزامه فيما يصدر عنه. من أجل كل ما سبق، ومن أجل تلك الشراكة بين رجال الكنيسة وقادتها وبين العلمانيين داخل الكنيسة، وجهودهم في الإعداد والتنفيذ لخطوات اختيار البابا الجديد.. أتمسك بتطبيق القرعة الهيكلية لسبب بسيط يتعلق بإيمانيات المواطن المسيحي المصري العادي، وهي الاختيار الإلهي للبابا الجديد.. فالمرحلة الثالثة للوصول لاختيار البابا بعد صلوات كثيرة هي القرعة الهيكلية بين الثلاثة مرشحين الأعلى في التصويت الانتخابي، وهو ما يجب أن ينتهي بالتساوي ليتم اختيار واحد فقط من بين الثلاثة ليصبح هو البابا 118 في تاريخ الكنيسة المصرية.