أحد السعف من أجمل الاحتفالات في الكنيسة، وفي مصر بشكل عام، بهذا يقول القمص اثنا سيوس جورج، مضيفاً ل «فيتو» إن مريدي السيد المسيح اعتقدوا أنه ملك سياسي، وليس صاحب دعوة سماوية، مع أنه «متواضع، أمه فقيرة، عذراء، ونسب إلي نجار، وولد في مزود، ولم يكن له أين يسند رأسه»، وكانت هذه الرؤية نابعة من ظلم الرومان. ومع مرور السنوات احتفل الأقباط بأحد السعف، فصنعوا صلباناً وأشكالاً قبطية من سعف النخيل، وهذا العام لا احتفال به، بل صلاة فقط بسبب رحيل البابا شنودة ورفض الكاتدرائية الاحتفال، واكتفي الأقباط بحضور الصلوات، من يوم الاثنين «بدء اسبوع الآلام» وحتي سبت النور. الفول النابت هو الطعام المفضل للأقباط والمسلمين في أحد السعف، بجميع مدن وقري ونجوع الصعيد، ويتم توزيع الهدايا والحلوي والخبز، فيتحول أحد السعف إلي مصدر بهجة حقيقية، وهذا تقليد متوارث منذ مئات السنين، فقد كان الخلفاء الفاطميون يحرصون علي مشاركة الشعب القبطي احتفالاتهم به، باعتبار أحد السعف «بركة» للجميع. البابا شنودة كان قد أعد بحثا كاملا عنه، ويعتبره من الأعياد الكبري في الكنيسة، وقال عنه إن السيد المسيح دخل مدينة السلام لآخر مرة في حياته، وعلينا أن نستقبل هذا العيد بشكل روحي، فهو من الأعياد السبعة الكبري في الكنيسة، وهي بالترتيب «البشارة والميلاد والغطاس ويليه عيد الشعانين ويقصد السعف والقيامة والصعود والعنصرة» وهي أعياد تحتفل بها الكنيسة ويشارك الشعب فيها احتفالا وفرحا بها. ويحكي الكتاب المقدس قصة أحد السعف بشكل يظهر مدي تواضع السيد المسيح الذي أرسل تلاميذه من أجل الحصول علي مكان يحتفلون فيه بعيد الفصح، وأصر علي أن يدخل أورشليم علي حمار، وبالفعل حدث ذلك بتواضع شديد، وقد استقبله الشعب مفترشا الأرض بالورد والسعف قائلين «مبارك الآتي باسم الرب». المسلمون يشاركون فور قرب الاحتفال انطلقت الدعوات علي «الفيس بوك» وانشئت صفحات تطالب بالمشاركة وحماية الكنائس أثناء الصلاة، مؤسسة الصفحة مها عادل قالت ل «فيتو»: هذا أقل شيء نشارك به إخوتنا في الوطن أعيادهم والتاريخ يسجل حالة الحب والتسامح والسلام وتأثر الشعب بأفراح طالما غابت بسبب سياسة نظام فاسد أراد أن يفرقنا لمصلحته ولكن اليوم نشارك ونفرح معاً. الباحث ياسر يوسف يضيف: هذه أول مرة لن يشاركنا البابا احتفالات عيد السعف ومع ذلك يعوض حزننا تلاحم المصريين وحبهم وتقديرهم لهذه الأعياد، وهدفهم روحي وعميق يدعم حالة التواصل والاخاء بين جميع المصريين.