هذا المقال هو رأى وسياسة خاصة بكاتبه، وهو أنا طبعاً.. لذا فهو يمثل "السياسة من وجهة نظرى"، ما أتناوله هو الذقن وفوائدها وأضرارها قبل وبعد ثورة يناير بالطبع.. فكانت الذقن قبل الثورة تدل على "التدين – الوقار– الاحترام.. إلخ"، وبالطبع كانت هى الطريق الأقصر ل"خلف الشمس" معتقلات أمن الدولة. أما الآن وبعد ثورة 25 يناير أصبحت الذقن رمز "نعم" على الاستفتاء، وأمست رمزا لتأييد النظام والترويج للنظام بأسلوب جديد وفريد من نوعه ألا وهو الاتجار بالدين، بل وأصبحت رمز خوف من تكفير أو حتى فتوى قتل. فأصبحت الذقن "كارت أخضر"، يحلل هتك العرض؛ أخى العزيز الذى تقول فى عقلك إنى جننت أحب أن أنوه بأن الرأى فى العلن يعد إيماناً وتأييداً له، "الذقن تحلل هتك العرض"، بالطبع ليس كما تتخيلون ولكن المقصود هو أن بعض أو أغلب أصحاب الذقون يحللون هتك العرض. أحب أن أوضح وجهة نظرى، ألا وهى أن الأمر مقسم إلى محطات عدة أولها تأتى بوسيلة النقل الجماعى ويظهر أحد أصحاب الذقون ليتكلم بصوت عالِ عما يحدث من المتظاهرين والاشتباكات بينهم وبين الداخلية، وإذ يتدخل أحد آخر فى الحديث ليؤكد لهم "الحمد لله قبضوا عليهم"، فيرد صاحب الذقن فى صياح "والله مهما يعملوا فيهم حلال حلال حلال، دول كفرة ومأجورين.. دول عاوزين يخربوها، دول فى الشرع زى ما قال الشيخ محمود شعبان، حلال فيهم القتل، ده الشرع اماااال ايه" وهنا هو مربط الفرس. صاحب الذقن أحل أى شىء يقوم به رجال الشرطة ضد هؤلاء المتظاهرين، ومن الآن وصاعد نحن فى فقرة "حلال حلال حلال" التى قالها، المشهد يتحول من مناوشات بين قوات الأمن والمتظاهرين إلى سحابة رمادية اللون "قنابل غاز مسيل للدموع" وتبدأ حملة القبض العشوائى على المتظاهرين أو حتى المواطنين المارة. ثم يظهر فى المشهد رجل شرطة يقوم بانتهاك عرض أحد المتظاهرين أو المواطنين المارة الذين تم القبض عليهم، وبكل ما ملكت يداه من أساليب عنف، وللأسف كل هذا "حلال حلال حلال" كما قال صاحب الذقن. أسف يا صاحب الذقن، فالعالم الجليل أو الفقيه لا يحل دماءً أو أعراض المسلمين أو غير المسلمين وأنتم تحللون العرض وتبيحون الدماء وتفتحون الأبواب لحروب أهلية بفتاويكم، أرجوكم "ارحمونا" واتركوا الأزهر يقوم بمهامه ألا وهى "الدين – الدعوة – الفتوى". إلى أخوتى من هتك عرضهم ومن قتلوا ومن أصيبوا ومن هم مستلقين على بلاط السجون، أنتم الثورة لا الذقن، أنتم من ستبقى ذكراهم فى قلوبنا قبل عقولنا، افخروا فأنتم وهبتم أنفسكم للوطن، لم تبحثوا عن السلطة أو حتى الشهرة، أو على الأقل لم تتاجروا بالدين .. أفيقوا يا مصريين.