يُنظَر عادة إلى اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط باعتباره مشكلة تخص الأطفال، لكن الحقيقة أن هذه المشكلة يمكن أن تصيب الكبار أيضًا، بحسب البيانات الأمريكية يعاني 4.1 بالمائة من الأمريكيين من حالة عصبية مزمنة، أهم ما يميزها مشاكل الانتباه وفرط النشاط والاندفاع. من أهم الأعراض الاندفاع، ونوبات الغضب، وعدم التحكم في العواطف عند اتخاذ القرارات، والنسيان، وعدم التنظيم يولد من يعانون من فرط النشاط ونقص الانتباه بهذه المشكلة، لكن الكثير منهم لا يتم تشخيص حالته إلا وهم كبار. بحسب تقرير موقع "شاين"، تقول الطبيبة النفسية جيل سالتز صاحبة المؤلَّفات الأكثر مبيعا: "الذين يعانون من هذه المشكلة يقولون دائمًا: لقد كنت هكذا وأنا في المدرسة، وما زلت كما كنت حتى الآن، وقد يعني ذلك أنهم مصابون بنقص الانتباه وفرط النشاط دون دراية منهم". تضيف سالتز: "أرى الكثير من المرضى يعانون من مشاكل في زواجهم، والمذنب الخفي وراء هذه المشاكل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط. يشكو كثير من المرضى أن لديهم مشاكل في الاستماع، والالتزام بالوعود التي قطعوها على أنفسهم، ويتقلّب مزاجهم العاطفي صعودًا وهبوطًا، ويقول كل منهم عن شريك حياته: أطلب منه باستمرار أن يفعل أشياء ولا يفعل". بينت دراسة دانماركية حديثة أن الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أكثر عرضة لتعاطي المخدرات، وأن الحوادث هي السبب الأكثر شيوعًا لوفاتهم. تشخيص الحالة. يعتمد التشخيص على مدى توفّر ما يكفي من الأعراض، ومدى تداخلها مع سير الحياة، مع استبعاد الظروف الأخرى التي قد تؤثر على مسارات الحياة. لتشخيص الحالة لا توجد فحوصات سريرية، وإنما إلقاء نظرة على الماضي بحثًا عن أسباب أخرى للسلوكيات المستمرة، من أمثلة ما يتم إعادة النظر إليه: رد الفعل على دواء جديد تم وصفه للشخص، أو تقييم أسباب الإجهاد والتوتر الذي يشعر به المريض في الوقت الحاضر. هناك أعراض لحالة اضطراب نقص الانتباه تتداخل مع سلوكيات المراوغة الحياتية التي يمارسها الجميع، وهي تتشابه مع كل التشخيصات النفسية تقريبًا، لكن من أهم السمات المشتركة في حالة وجود هذا الاضطراب: أن يجد الإنسان صعوبة في التنظيم، وأن يكون سهل التشتيت، وأن يشعر أنه لا تجب محاسبته على أعماله أو علاقاته. من السمات المهمة أيضًا في تمييز الحالة: إهمال التفاصيل، وصعوبات الاستماع، وعدم التنظيم، وأن يبذل الإنسان جهدًا كبيرًا من أجل اتباع الإرشادات، والتشتت ونقص الانتباه الدائم، والنسيان. من السمات الأخرى: التعبير عن التململ بحركات باليدين والقدمين، وصعوبة الجلوس لفترة طويلة، والإفراط في التحدث، ومقاطعة حديث الآخرين كثيرًا، والشعور بجهد كبير في الظروف التي تتطلب الانتظار. أما أهم الأعراض فهي الاندفاع، ونوبات الغضب، وعدم التحكم في العواطف والمشاعر عند اتخاذ القرارات، عند ملاحظة وجود هذه الأعراض في الطفولة ينصح باستشارة الطبيب لإجراء تقييم نفسي.