وفي يوم من ذات الأيام، اجتمعت اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس الشورى الهمام، للرد على قرارات المحكمة الدستورية العليا، التي جاءت من وجهة نظرهم «أي كلام»، وأعادت إلى « قرابيزهم» قانون الانتخابات الذي فصّلوه على مقاس التيارات الإسلامية، دون التيارات الليبرالية الحرام ، بدعوى أنه ينقصه بعض السمكرة وأعمال الدوكو وكام «بنطة لحام»، وأن هناك بعض المواد غير الدستورية مترهلة القوام لذا فهي تحتاج إلى ضبط الزوايا والترصيص من الخلف ومن الأمام، وقد كانت رقابة المحكمة الدستورية العليا في غابر الأيام ، تأتي بعد أن يُبتلى بتطبيق قوانينها الأنام، وكان لها في القانون اشتراطات عجيبة وتلافيف غريبة لا يتقنها أجدع محام ، فمنها أنه لابد للدفع بعدم الدستورية أن يراد تطبيق هذا القانون على المواطن في دعوى أصلية تمام التمام، فيدفع المحامي بعدم دستورية المادة التي يريد القاضي إنزال حكمها على موكله كباتر الحسام . وإذا رأى القاضي جدية في هذا الدفع وفقا لسلطته التي لارقابة لأي شخص عليها ،حتى محكمة النقض والإبرام ، فإنه يوقف الدعوى الأصلية، ويعطي أجلا للمحامي المترافع في هذا الأمر المهم ، فتثبت المحكمة صفة الدستورية من عدمها للمادة المحالة ثم تعيد الدعوى لقاضيها الذي يلتزم حكمها مع كامل الاحترام . ولكن القوم في دستورهم المسلوق أقروا الرقابة السابقة على ما يشرعون وما يطبخون للشعب من إدام، فكانوا كمن حضر العفريت ولم يستطع صرفه أو ضربه بالحزام ، فوقعوا في الحفرة التي حفروها للمعارضة فحق عليهم الملام، لأنهم أخذوا يشرعون على هواهم من قبل أخونة النائب العام ، وقد كنا في كواليس اجتماع اللجنة التشريعية والدستورية عندما أتتها ردود الدستورية العليا على قانون انتخاباتهم المصاب بالفصام ، فأخذوا يتصايحون ويتجادلون ولا يصدقون هذا الكلام ، إذ كيف وكلهم من أساطين القانون ومن محامي النقض والإبرام ، يخطون قوانين غير دستورية وليست مثل قضبان «الترام» ووصفوا قرار المحكمة بأنه مُسيّسٌ وغير منضبط بل ويميل لنصرة قوى الشر وجبهة الخراب والإجرام ، وقد رصدنا بينهم هذا الحوار المهم : طوسون غاضبا : مش قلت لكم .. الجماعة مش ها يعدوا العك اللي انتم عاملينه ده ، قعدتوا تقولوا رقابة سابقة .. رقابة سابقة ... وأقول لكم بلاش ، رحتوا حاطينها في الدستور.. اشربوا بقى رقابة سابقة لحد ما تشبعوا، وما فيش قانون ها يعدي إلا لما ممدوح اسماعيل يؤذن تاني في البرلمان.. دا لو شافه من أساسه. ناجي الشهابي : كلام إيه دا يا حاج طوسون.. الدستورية العليا كلامها مضبوط ، وهو ملزم للكافة. فرد عليه الدكتور جمال جبريل متهكما: عليا النعمة أنت مش عارف حاجة وبتزعق وخلاص. وعقب طوسون قائلا للشهابى : أنت عايز تهيص وبس . ليرد الشهابي في تحد واضح : أنا في هذا الموقف المهم أحب أن أؤكد على احترامي لرؤية المحكمة الدستورية، لا .. بل أكثر من هذا إنني أسجل أمامكم أنني أريد أن أنحنى لحكم المحكمة الدستورية العليا. وهنا قفز النائب أسامة فكرى معترضا : إن المحكمة الدستورية لم تأت بوحى من عند الله ، لذلك فقراراتها ليست ملزمة، كما أن المحكمة ملزمة فى أحكامها وليس فى الحيثيات، ثم تنحنى على ايه.. كما أن هذا ليس حكما وإنما تقرير، ثم يا عم ناجي نحن قوم لا ننحني إلا لله ، استغفر ربك وتب إليه فقد وقعت في معصية عظيمة كادت أن تخرجك من الملة ، هدانا الله وإياك إلى صالح الأعمال . صبحي صالح بابتسامة صفراء: ما تسيبه ينحني يا عم أسامة ... هو اللي ضهره ها يوجعه ..وإحنا مالنا يا شيخ . وأرجع جمال جبريل الحديث إلى مساره الجاد قائلا : إن المحكمة الدستورية فى معظم ملاحظتها قد تزيدت وبعدت عن الدستور، وانتهكت الدستور فى بعض النصوص ، ويجب ألا ننسى أن مجلس الشعب حُل بنفس التزيد فى الأحكام.. والدستورية بهذا القرار تعمق الخلاف بينها وبين السلطة التشريعية ، كما أحب أن أضيف أن المحكمة ليست مشرعا ، وهى المرة الأولى التى نأخذ فيها بالرقابة السابقة ، فلا يصح للمحكمة أن تلزمنا بإضافة قرار لوزير الدفاع ثم تأتى لتقول إنه لا يصح للمجلس أن يتدخل فى أعمال القضاء، فى الوقت الذى تتدخل فيه المحكمة فى أعمال السلطة التشريعية لذا فهي منتهكة للدستور لكونها تعمل ما يجب أن يتصدى له مجلس الشورى وليست هيئتها الموقرة . الدكتور رمضان بطيخ مؤيدا : يجب أن نسجل للتاريخ أن المحكمة الدستورية لم تحترم الدستور، بل خرجت عن نصوصه بشكل واضح ، ومع هذا فسوف ننصاع لما جاء فى تقريرها إذ لا نملك غير ذلك . صبحي صالح مستهزئا : لا نملك غير ذلك إيه ، وبتاع إيه .. انتم جايين اللجنة دي غلط ولا إيه يا اخوّنا ؟!، بصوا يا جماعة ولو إني بأكره المثل ده لكونه سوقيا شوية .. لكن ..وماله.. ، إحنا هنا بنعمل بحكمة الواد ابن شعبان عبد الرحيم اللي قالها في الغنوة بتاعة « هيفا هاتخش النار ، نانسي هاتخش النار ، نجلا هاتخش النار» ، والجماعة دول داخلين النار.. ليه بقى.. شوفوا الخلاصة الجاية دي : تلبس هاتخش الجنة تقلع هاتخش النار ، وبوش بتاع أمريكا قالها قبلينا يابهوات « من ليس معنا فهو علينا».. ومن الآخر كده هما ضربوا لنا المرشحين الإسلاميين الكبار كلهم لأنهم كانوا معتقلين وما أدوش الخدمة العسكرية ، ماشي .. إحنا هنجيب شوية عيال ميت فل واربعتاشر مش من الصف التاني ، من الصف الآخراني وهنجحهم ويبقوا نواب وآخر حلاوة ويشرعوا بالتليفون يا معلم ، دول حتى كده ريحونا من المناهدة ووجع القلب في المجلس، وكمان العيال دول لسة شباب.. اهو يصحوا بدري ويلاقوا شغلانة محترمة تلمهم بدل ماهم متلطّعين على القهاوي كده طول الليل .. شوفوا يا جماعة وبقولها علني « قطار الإخونة « قد انطلق وسيأكل كل من يقف في طريقه، ولما العيال دي تخش المجلس بالسلامة ويبقوا نواب الشعب الشرعيين هانشوف موضوع الدستورية العليا ونشوف قطار» الإخونة يقدر يخش لها منين بعد ما نطلع العالم اللي مش عارف مصلحته دا على المعاش. أسامة فكري وقد فهم الفولة : ياااااااااااه دا انتم عاملين حساب كل حاجة كويس خالص. جمال جبريل يرد على أسامة فكري : لا تتعجب يا أخي فإنها إرادة المرشد ، أومال يا حبيبي انت فاكر إيه ؟!! ابتسم فأنت في زمن الإخوان .... - ثم ملتفتا لناجي الشهابي - على فكرة أخبار ظهرك إيه دلوقت يا ناجي بيه ؟ ناجي الشهابي بكل حسرة وألم : والله واجعني خالص من كتر الانحناء يابيه!!