[email protected] اختتم المستشار الجليل أحمد رفعت منطوق حكمه فى قضية الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك بعد معاقبته بالسجن المؤبد بتهمة قتل المتظاهرين بالآية الكريمة :» قل اللهم مالك الملك ،تؤتى الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء،وتعز من تشاء ،وتذل من تشاء ،بيدك الخير،إنك على كل شيء قدير»، في إشارة إلى كل لبيب، بأن دولة الظلم ساعة ،ودولة الحق إلى أن تقوم الساعة ،وأن كل ظالم ،وإن طال ظلمه ، فإلى زوال.. وبغض النظر عن سلامة الحكم ،وما قد يؤول إليه أمام محكمة النقض ،فإن موقف «مبارك» ومثوله أمام هيئة المحكمة عبر عشرات الجلسات ،لمحاكمته بقتل أبناء شعبه الذين ثاروا ضد فساد تجذر واستشرى وطال كل شيء ،ينبغي أن يكون درسا بليغا لكل من يستهويهم ظلم غيرهم «فالظلم ترجع عقباه إلى الندم». كما أن إخضاع «مبارك» للمحاكمة وإدانته ومعاقبته بالسجن المؤبد وهو فى هذه السن المتقدمة «84 عاما» ،ونقله إلى سجن «طرة» ، عظة وعبرة ودرس عنيف لحاكم مصر القادم ،خاصة إذا آلت الأمور إلى مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى ،التى تعكس تصرفاتها منذ قيام الثورة،وحتى صدور الحكم على «مبارك» أنهم ماضون بقوة على خطى مبارك ونظامه فى جبروته وصلفه وغلوائه. «فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ»..وكأن الآية التى قيلت فى فرعون مصر،تنطبق على «مبارك» ،بحذافيرها ، فكلاهما تعرض لعقاب السماء ،التى تتدخل فى الوقت المناسب ،لإحقاق الحق وإبطال الباطل، وهذا كان شأن حكام كثيرين مارسوا الظلم ضد شعوبهم،بعدما ظنوا أنهم فوق كل اعتبار وأنهم لا يُسألون عما يفعلون. «وأورثناها قوما آخرين»..هكذا كان مآل الظالمين ،حيث أطاحت بهم قدرة الله التى لا تعجزها قدرة،عندما غالوا فى بغيهم ،واستبدلهم الله بأقوام غيرهم ،فإن عدلوا حفظهم الله من سوء العاقبة، وإن بغوا وظلموا واستبدوا،أزال الله ملكهم وهلك سلطانهم،»يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار».