وصف السياسى البارز والقيادى العمالى المهندس حمدى الفخرانى الحكومة الحالية بالفاسدة، مؤكدًا فى حوار ل "فيتو" أنه يعتزم مقاضاة رئيس الجمهورية بتهمة التضليل السياسى، مشددًا على جماعة الإخوان المسلمين تبتز رجال النظام السابق، وأن النظام الإخوانى لن يدوم طويلًا, واصفا قادة الجماعة بأنهم مجموعة من "الحبسجية" يديرون مصر.. وإلى نص الحوار: كيف ترى الأوضاع التى تمر بها مصر الآن؟ * نحن أمام ثورة تمت سرقتها, ونظام سيئ استبدل إلى نظام أسوأ منه, إنهم الإخوان المسلمون, نحن نعتذر للشعب المصرى, بل نفكر فى إطلاق حملة "آسفين يا شعب", لأننا قمنا بالثورة, ولو كنا نعلم أن هذا الرئيس هو الذى سيأتى ما قمنا بها, فهو رجل لا يملك من أمره شيئا, ويقول ولا يفعل, لقد كنت من الداعين أنا وأنصارى للثورة, ووقفنا بكل قوة للأسف لنتباهى بدورنا فى الثورة, ولو كان مبارك بيسرق جنيه, فالإخوان يسرقون 100 جنيه, فالإخوان يدعون كذبا أنهم مسلمون, ولم يقدموا دليلا واحدا على أنهم مسلمون, فهم يكذبون ليل نهار, وينافقون ولا يقولون الحقيقة, هذا ببساطة حال مصر الآن, والأسباب التى أدت بنا إلى تدهور الأوضاع بهذا الشكل. - ماذا عن ذكرياتك مع المحلة, باعتبارها أول مدينة انطلقت منها شرارة الثورة؟ * المحلة صاحبة الاسم الحقيقى ل6 " إبريل", ولولا قيام المحلة فى هذا التاريخ لما استفاق الشعب, بعدها فقدنا 6 شهداء و2000 معتقل و300 مصاب فى يومين, وتم فرض حظر التجوال, وكان هنا فى المحلة عربات أمن مركزى فى كل شارع وحارة, والمتظاهرون جاءوا من كل محافظات مصر إلى المحلة, وفى هذه الفترة قلت إن "النظام هش", حتى الأطفال كانوا يتجرأون عليه، ويقذفونه بالحجارة, فكانوا يهربون أمام هؤلاء الصبية الصغار, وهذا كان خير دليل على أنه نظام هش. - المحلة فى 25 يناير كانت أول مدينة مزقت صورة مبارك.. كيف كان المشهد؟ * كنا قد اتفقنا مع عمال المحلة على النزول الساعة 2 ظهرا إلى الشوارع, ومع نزولنا يوم 25 يناير وجدنا مسيرة لتأييد مبارك والتليفزيون يصورها, وكان كبار قيادات التيار الشعبى يطالبون بأن تكون المحلة هى التى تطلق الشرارة الأولي, كما حدث فى 6 إبريل, لأن الجميع فى مصر ينتظرون خروج التظاهرات من المحلة, وبالفعل نزلنا إلى الشارع فى المحلة يوم 25 يناير، وكان عددنا 16 شخصًا, دون إخوان أو سلفيين, والإخوان لم ينزلوا لميادين الثورة فى أول يوم, هم آخر من نزل لميادين الثورة، وأول من غادر قطارها, هذا للتذكرة فقط, وبالفعل نزلنا إلى الشارع" وبدأنا نهتف "الشعب يريد إسقاط النظام", ثم بدأ الجميع يتوافد خلفنا من العمال والمواطنين وغيرهم, واليوم الإخوان "يكفروننا", ولولانا لظل الإخوان فى السجون. - لكن الإخوان قالوا إن قيادات الجماعة نزلوا لميادين الثورة منذ اليوم الأول؟ * هذا كذب.. هم لم ينزلوا إلى الشارع, أذكرهم بالبرلمان الشعبى، وكان به 40 نائبًا إخوانيًا من أصل 100 نائب, حمدين صباحى ومصطفى بكرى وغيرهم، وطلبنا من كل نائب بهذا البرلمان أن يخرج ومعه 10 آلاف ناخب أو مؤيد فى الشارع فى 25 يناير, فرفض نواب الإخوان ذلك وجبنوا, لكنهم وقفوا للتصوير فقط, وفى 2008، وقعت أحداث 6 إبريل, كان قيادات الإخوان يقومون بفعل أى شىء يثبت عدم مشاركتهم فى التظاهرات, كأن يذهب أحدهم للمستشفى، كى يقدم شهادة تثبت عدم مشاركته فى مظاهرات 6 إبريل 2008، وكل من ألقى القبض عليهم فى المحلة من الإخوان لم يقدموا يومًا قضية فساد واحدة ضد نظام مبارك, بل عاشوا بالصفقات التى تتم بينهما, النائب العام الجديد لديه 83 قضية ضدى من الإخوان, وكل قضية يحركها للقضاء, فى حين أننى منذ 70 يوما قدمت بلاغا أثبت فيه قيام شباب الإخوان بالتعدى عليّ بالضرب، ولم يحرك النائب العام ساكنا حتى الآن, هم يحاولون تصفيتى معنويا بهذه القضايا، ويفبركون المحاضر والبلاغات الكيدية ضدى. - لكن قيل إن بينك وبين الإخوان عداء قديما، وهجومك وليد هذا العداء؟ * ليس صحيحا.. هم يعرفون أننى ضد الفساد, وأنا مختلف معهم سياسيا, الكتاتنى فى مجلس الشعب اضطرنى إلى أن أنام فى الشارع عندما اعتصمت بالمجلس, وخرجت أحضر علاجًا لى, فأصدر أوامره للحرس بمنعى من الدخول, وقضيت ليلتى فى الشارع, وقام الإخوان بضربى أمام مجلس الدولة، ولم يتركونى إلا عندما ظنوا أننى مت. - هل ترى أن الوعود التى أطلقها الرئيس كانت أكبر من إمكانياته؟ * هو يعرف مصر جيدًا, هو وجماعته, وقالوا إن لديهم مشروعا، ووعدونا بأنهم سيحققون الخير والنجاح, ولم نر أى شىء حتى الآن منهم, ولذلك سأقيم دعوى قضائية ضد مرسى بتهمة التضليل السياسى, لأنه وعدنا بأنهار من العسل و200 مليار جنيه, وإذا تركناه بسهولة سيأتى كل يوم رئيس يكذب علينا، بأن لديه مشروعا، ثم لا نرى منه أى شىء، مرسى وعد بإلغاء ديون الفلاحين, وذهب له مدير بنك التنمية والاتئمان الزراعى, فقال له بالحرف "هدى الموضوع شوية، وأبقى احجز عليهم تانى", يعنى الفلاح الغلبان الذى فرح بال2000 جنيه، التى تم الغاؤها من ديونه, وذهب لشراء كساء لأولاده, ماذا سوف يكون مصيره إذا عرف أن الدين لم يسقط؟.. "هيقلع ولاده الهدوم ويبيعها ويسد ديونه". - ما رأيك فى البنك الذى أعلن عنه الرئيس مرسى لتطهير أموال الذين سرقوا الوطن؟ * وصلتنى معلومات أن الراجحى, الذى يمتلك منجم السكرى, تبرع ب50 مليون جنيه للدولة لحساب هذا البنك, وغيره تبرعوا, أين ذهبت الأموال؟.. وعليهم أن يكشفوا حجم التبرعات التى وصلتهم حتى الآن. - وكيف ترى أداء مؤسسة الرئاسة فى الفترة الماضية؟ * ملخص ما يحدث فى مصر أن مجموعة من "الحبسجية" تحكم مصر، ولا يدرون ماذا يفعلون, من كان فى السجن، وينام بجوار المجرمين يمسحون أرضية السجن، ويخرج ليحكم مصر، لابد أن يُجن, فمرسى كان لابد أن يأخذ سنة تأهيلًا بعد فوزه بالرئاسة. - ما رأيك فى مقولة الشاطر لمرسى "إن الإخوان أنفقوا على الانتخابات 600 مليون جنيه.. فكيف تستقل برأيك"؟ * مرسى كل فترته السياسية هى 8 أشهر, كان رئيس حزب, والإخوان والرئاسة تدار بمعرفة الشاطر ومحمود عزت, ومرسى ليس له كلمة, ميزانية الدولة تذهب لمكتب الإرشاد بالأمر. - ومن أين تأتى أموال الإخوان، التى يحشدون بها هذا الكم الكبير من الناس؟ * كل فرد وكل عائلة تخرج تحصل على أموال نتيجة الحشد, وأموال الإخوان تأتى اليوم نتيجة ابتزاز رجال الأعمال, والتصالح مع رموز النظام السابق, وهم يخشون أن يتم الكشف عن مصادر أموالهم, لكن للأسف نحن أمام نظام "نطع"، ولن يفرق معه الاعتراض أو الأحكام القضائية. - كيف ترى إجراء الانتخابات البرلمانية خلال الفترة المقبلة؟ * هناك خطر كبير جدًا، لأننا لن نستطيع منع التزوير، كما حدث فى الاستفتاء الماضى, كما أن قانون الانتخابات غير صالح بالمرة, والمحكمة الدستورية أصدرت حكمًا بعدم صلاحيته, ومع ذلك يريدون تمريره, نحن أمام نظام إخوانى لا يهتم إلا بمصلحته, ولو بالتزوير, وعلينا ألا نقبل بمثل هذا التزوير. - ما الاختلاف بين المعارضة فى عهد مبارك ومرسى؟ * كنا نظن أن نظام مبارك سيئ, لكن نظام الإخوان أسوأ, مبارك كان يسرق هو وأبناؤه, ومرسى يسرق وكل الجماعة معه, ويحاول أن يمكن جماعته من كل شيء, حتى اقتصاد البلد, لدى معلومات تفيد بأن الشاطر وحسن مالك ذهبا إلى هشام طلعت مصطفى وساوماه على عدم تنفيذ الحكم فى أرض مدينتى، مقابل الحصول على ثلث الأرض, وتم الاتفاق, ونقل هشام طلعت للمركز الطبى العالمى. - هل تعتقد أن النظام الإخوانى سيسقط قريبا؟ * فى خلال عام على الأكثر سيسقط النظام الإخوانى, لأن لديهم "غشم" كبير فى إدارة الدولة, مع عودة التعذيب فى أقسام الشرطة, واضطهاد الشباب, وافقار الشعب, وأخونة الدولة.. كل هذا سيسقطهم قريبًا.