مما لاشك فيه أن رفض وزارة الداخلية تأمين مباريات الأندية المشاركة في البطولة الأفريقية, خلال هذه الفترة له ما يبرره من الناحية الأمنية, خاصة أن الوزارة تخشى من حدوث ما لا يحمد عقباه, في ظل إصرار جماهير الالتراس الأهلاوي على عدم إقامة أي مباراة إلا بعد الحصول على حقوق الشهداء في مذبحة بورسعيد, مع رفض قرارات اتحاد الكرة الأخيرة, ولكن في نفس الوقت يجب التأكيد على أن هذا الرفض من وزارة الداخلية يضعها في موقف الضعيف غير القادر على إعادة الأمن والأمان إلى البلاد, وهو ما أكده اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الذي أعلن بان الوزارة لن تسمح بإقامة اي مباراة إلا بعد استعادة الأمن لعافيته 100% .. وبين هذا الرأي وذاك, يجب الاعتراف بأن عودة النشاط الكروي داخل مصر ضروري وحتمي, ولكن بشكل تدريجي ليس فقط من اجل حالة البطالة والإفلاس التي تعاني منها الأندية خلال هذه الفترة, ولكن أيضا من اجل شكل مصر الخارجي, خاصة أن من يعيش خارج مصر يدرك تماما حجم المعاناة النفسية التي تمر بها الجالية المصرية بالخارج , بسبب عدم القدرة على إقامة مباراة حتى لو بدون جماهير .. وهنا يجب أن يرتفع صوت العقلاء داخل الوسط الرياضي, ويبتعد المنافقون والمزايدون حتى يعود النشاط الرياضي من جديد, ومن اجل تهدئة الأوضاع بين جماهير الأهلي والمصري البورسعيدي, وهو ما يتطلب من الجميع الاعتراف بعقوبات اتحاد الكرة المتأخرة و»الهزيلة» في نفس الوقت التي صدرت مؤخرا , مع ضرورة قيام كل طرف متضرر بإتباع الإجراءات القانونية للاعتراض على هذه القرارات .. ارتفاع صوت العقل, والبحث عن المصلحة العليا لمصرنا الغالية, هو الهدف الأساسي الذي لابد أن يعمل من أجله الجميع , خلال هذه الفترة بشرط عدم التغاضي, او الاستهانة بحقوق الشهداء, واعتقد ان القضاء المصري الشامخ قادر على تحقيق ذلك. موضوع آخر يجب التوقف عنده, وهو متعلق بتصريحات إيهاب صالح المدير التنفيذي السابق لاتحاد الكرة, والذي يطلب خلال هذه الفترة عودته مرة أخرى إلى منصبه وفق أسانيد قانونية كما يدعي .. وبغض النظر عن صحة هذه الأسانيد من عدمه, إلا أن عقلي لم يعد قادرا على تصديق ما يريده صالح .. فلهذه الدرجة وصل الحال بالطامعين إلى الجلوس على أي كرسي داخل الاتحاد ؟! كنت اعتقد أن إيهاب صالح الذي يتغني كل يوم عبر الفضائيات بخبراته سيعلن ابتعاده عن المسار الكروي خلال الفترة المقبلة, بعد كل ما قيل عنه من مسئولي مجلس الإدارة السابقين .. فهل صالح يريد أن يعود إلى منصبه من اجل الراتب الشهري أم من اجل الترتيب عن قرب للانتخابات المقبلة له ولأعوانه ؟! اعتقد أن ما يقوله صالح بأنه يريد العودة مع المجموعة الموجودة من اجل مصلحة الكرة المصرية, هو آخرشيء يمكن أن يصدقه عقلي, أو عقل اي بني آدم عالم ببعض بواطن الأمور داخل الاتحاد .. والأغرب من ذلك أن صالح يجد من يدعم موقفه إعلاميا, لمجرد تصفية حسابات مع المختلفين مع صالح, وهم أنفسهم المختلفين مع مقدميهذه البرامج الإعلامية.. ولذلك فإن الرياضة المصرية لن تتقدم خطوة للأمام بعد الثورة, مادامت هذه العقول موجودة, وما دامت عملية تبادل المصالح الشخصية في الخفاء مستمرة وتصفية الحسابات الشخصية من وراء الكاميرات .. فعلا .. اللي اختشوا ماتوا .. كلمة أخيرة .. لا يكون الصديق صديقاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته, وغيبته, ووفاته ..