القلق والترقب.. هو حال الأهالي في قرية أولاد سيف التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، بعد الجريمة البشعة التى شهدتها القرية مؤخرا.. فيها انهال المئات من الاهالى على لصين ضربا بالشوم وركلا بالأقدام، حتى قتلوهما ثم سحلوا الجثتين على الأرض عقابا لهما على سرقة «معزة».. وهى الواقعة الرابعة من نوعها التى تشهدها الشرقية خلال أقل من شهرين.. محقق «فيتو» انتقل إلى القرية والتقى عددا من الأهالي ورصد أدق تفاصيل الحادث. فى شوارع القرية الصغيرة.. تجول المحقق بحثا عن شهود عيان يروون له حقيقة ما حدث.. استوقف أحد المارة وسأله عن قصة المعزة واللصين، ولكن الرجل رفض الحديث نهائيا واكتفى بالتأكيد على براءة أهالي القرية من هذه الجريمة.. نفس الكلام سمعه من أكثر من 20 شخصا وكأنهم اتفقوا على إجابة واحدة.. لم ييأس المحقق وواصل بحثه إلى أن وصل إلى منزل أصحاب «المعزة» سبب المشكلة، وأكدوا أنهم شاهدوا اللصين يحملان المعزة على موتوسيكل ويحاولان الهرب بها، فاستغاثوا بالأهالي الذين طاردوهما خارج القرية، ثم أعادوا المعزة وعلموا بعد ذلك أن اللصين قتلا. أما عمدة قرية أولاد سيف العقيد محمد عبد اللطيف فقد أكد لمحقق «فيتو» هو ومجموعة من الأهالي براءة القرية من دم لصى المعزة وأوضح: ما حدث أن اللصين أثناء هروبهما بالمعزة، اصطدما بتلميذة فى المرحلة الابتدائية خارج القرية بالقرب من موقف سيارات اجرة، وعندما سقطا على الأرض انهال عليهما العشرات من الأهالي وأهالي القرى المجاورة ضربا، وجردوهما من ملابسهما وشرعا فى تعليقهما على عمود إنارة، ولكن عددا من العقلاء أقنعوهم بإبلاغ الشرطة».. أضاف العمدة: «أثناء انتظار قوات الشرطة فوجئ الجميع بشخص يضرب أحد اللصين على رأسه بعصا غليظة، فانهال الجميع ضربا على اللصين مجددا.. تدخل العقلاء مرة أخرى وأنقذوهما من الموت، وأقاموا درعا بشريا حولهما واتصلوا بالشرطة حتى ترسل التعزيزات الأمنية فى أسرع وقت.. وفجأة نهض أحد اللصين وألقى بنفسه فى ترعة مجاورة فى محاولة للهرب.. أسرع الأهالي خلفه وأخرجوه من الترعة ووضعوه بجوار شريكه، وراحوا يضربونهما بكل قسوة وعنف حتى فارقا الحياة وسحلوهما فى الشارع». سأل المحقق عن دور الشرطة فى الواقعة فأجاب احد الحاضرين: «لولا تأخر قوات الأمن فى الوصول ما حدثت الجريمة، وبعد أن حضرت فرضت كردونا أمنيا على القرية وضبطت بعض المشتبه فيهم، وعلمنا بعد ذلك أن اللصين من مدينة بلبيس أحدهما مسجل خطر والثانى نقاش».